الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخازن الأسلحة في شرق ليبيا مفتوحة بلا رقابة

مخازن الأسلحة في شرق ليبيا مفتوحة بلا رقابة
4 يوليو 2011 00:17
أصبحت القاعدة العسكرية الزاخرة بصناديق الذخيرة في صحراء شرق ليبيا والتي كانت سرية يوماً ما مفتوحة الآن أمام من يبحث عن طريقة سهلة للحصول على ذخيرة مجانية. وكانت المنشأة المحاطة بحقل ألغام تخضع من قبل لحراسة مشددة من جانب قوات الزعيم معمر القذافي الى أن فرت هذه القوات عندما تعرض الموقع لضربة جوية من حلف شمال الأطلسي في فترة سابقة من الحرب. وفي ظل بقاء أغلب مستودعاتها سليمة بات يتردد على القاعدة الواقعة قرب بلدة أجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة زوار من نوعيات مختلفة يتراوحون من اللصوص الذين يبحثون على المخلفات المعدنية الى شخصيات أكثر غموضا. وتتركز مخاوف الغرب على مواقع مهجورة مثل هذه القاعدة حيث يخشى أن يقع مخزون الأسلحة والذخيرة الليبية في أيد خاطئة في وقت تنتعش فيه التجارة العالمية في الأسلحة في السوق السوداء من أفريقيا الى أميركا اللاتينية. وقال خبراء إن هذا الموقع شأنه شأن عشرات القواعد العسكرية الليبية غير المؤمنة قد يجتذب الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة. وتستفيد قوات المعارضة من مخزون الأسلحة أيضاً لاسيما لصنع أسلحة بدائية لاستخدامها في القتال على الجبهة. وعندما زارت وكالة “رويترز” موقع أجدابيا الأسبوع الماضي شاهد طاقمها مجموعات من الرجال يخفون وجوههم خلف أغطية رأس وهم يسرعون بالدخول الى التحصينات لاقتناص الذخيرة. وسرعان ما توارت شاحنتهم الخفيفة عن الأنظار لتتخلف عنها سحب من الغبار في جو المكان بعدما حمل الرجال على ظهرها ما لا يقل عن عشرة صناديق من قذائف الدبابات. وكان من المستحيل التحقق من هويتهم. وقال فريد جراس المدير الميداني بالمجموعة الاستشارية للألغام (ماج) وهي منظمة غير حكومية تعمل لازالة القذائف التي لم تنفجر “لا أحد يحمي هذه المواقع..إنها أطنان وأطنان من القذائف وصناديق وصناديق من الذخيرة.. أشخاص كثيرون اتوا الى هنا ونحن نراهم طوال الوقت”. وفي مستودع آخر كانت هناك مئات الصناديق الخشبية المخزنة التي تحوي قذائف مدفعية مضادة للدبابات صنعت في الاتحاد السوفيتي في السبعينيات. وكانت بعض الصناديق فارغة. ومع دخول الحرب الليبية شهرها الخامس عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم من تقارير تفيد بأن تنظيم “القاعدة” الإرهابي ربما يكون هرب بالفعل أسلحة من ليبيا. ونقلت وزارة الخارجية الأميركية مخاوفها هذه الى المعارضة الليبية. وابلغ مسؤول غربي مقيم في المنطقة “رويترز” أن أحد المخاوف هو حصول “القاعدة” على أنواع من المتفجرات من مخزونات الأسلحة الليبية. وقال خبير غربي آخر “إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وهو جناح القاعدة في شمال إفريقيا ربما يكون قد وضع عينيه بالفعل على بعض المخزونات”. وأوضح المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “هناك بالقطع خطورة في أن ما يؤخذ من أسلحة لا يذهب الى الجبهة..كانت هذه مشكلة ضخمة في العراق حيث استخدمت الذخيرة المنهوبة بشكل مكثف في صنع العبوات الناسفة بالإضافة الى وجودها في أماكن أخرى..لكن لا يوجد دليل قوي بعد وانما شائعات عن أن القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لديها بالفعل بعض أنظمة الدفاع الجوي التي يحملها الأفراد”. وفي منشأة اجدابيا التي يوجد بها 35 مستودعاً وحدها يوجد مئات من الصناديق الخشبية التي تحوي القنابل اليدوية والصواريخ والمتفجرات والذخائر الأخرى. وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان المعارضة بحماية مستودعات الذخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقالت في إبريل “مستودعات الأسلحة ربما تنفجر بصورة عارضة اذا نقلت الأسلحة دون اعتناء. وقال المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض في معقله ببنغازي إنه يبذل قصارى جهده لتأمين المواقع الحساسة لكن في ظل الصعوبة التي تواجهها قواته في استعادة زمام المبادرة من قوات القذافي على عدة جبهات فإن اولوياته تتركز على أمور أخرى. وقال مصدر بالمعارضة “نحن نناقش ماذا نفعل بمخزونات الأسلحة..نتمنى استخدامها”. ونهب المدنيون الموقع حيث يقومون بجمع المخلفات المعدنية خاصة النحاس والألمونيوم وهما من السلع القيمة في وقت لا تدفع فيه الأجور ويلاقي كثير من الأسر صعوبة في الوفاء باحتياجاتها. ويبحث آخرون عن الألغام المضادة للمركبات لاستخدام المواد الناسفة في صنع متفجرات بدائية يستخدمها صيادو بنغازي على نطاق واسع لصيد الأسماك. والخطر الرئيسي بالنسبة للجماعات غير الهادفة للربح التي تعمل لتأمين مثل هذه المواقع هم المدنيون الذين يلقون حتفهم خلال بحثهم بين قطع الذخيرة التي تنفجر فيهم. ويعتقد أن مئات الأشخاص قتلوا في مثل هذه الحوادث منذ بداية الصراع في فبراير. وقال جراس بينما كان يشير الى طابور لا نهاية له من مستودعات الذخيرة “على شخص ما في حكومة المعارضة أن يقرر ماذا يمكن العمل في هذا..هل ربما يتعين علينا تفجيرها كي لا تستولي عليها قوات القذافي؟. أم هل تكون للجيش المقبل؟. علينا أن نترقب ونرى”.
المصدر: جنوب أجدابيا (ليبيا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©