الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبيون يتهمون قوات القذافي بإعدامات في طرابلس

4 يوليو 2011 00:17
لم تمض ساعات على احتشاد الآلاف في الساحة الخضراء بطرابلس هاتفين بحياة الزعيم الليبي معمر القذافي، حتى كانت جثة أحمد ملقاة خارج منزل الأسرة، وقد حملت آثار رصاصتين في الرأس. فمحمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي أبلغ وكالة فرانس برس أنه يعرف يقيناً سبب قتل ابن شقيقه الذي لم يتجاوز الثلاثين، فبينما كانت المسيرة تلوح بالأعلام الخضراء في طرابلس والقذافي يطلق تهديداته لأوروبا وللحلف الاطلسي ولليبيين “الخونة” الجمعة، جرى إعدام احمد لمعاقبة أسرته على رفضها المشاركة في تظاهرة التأييد. والتظاهرة كانت استعراضاً مهماً للقوة من جانب الزعيم الليبي بعد قرابة خمسة أشهر من الانتفاضة الشعبية ضد حكمه. وقال محمد البالغ الخمسين من عمره والغضب والحزن يطغيان على صوته “قبل أربعة أو خمسة ايام تحدث أحد افراد اللجان الثورية للقذافي الى أسرة شقيقي في طرابلس، وقالوا له.. لدينا ابنك وهو محتجز في سجن ابو سليم، إذا لم تخرج أسرتك للتظاهر الجمعة فلن ترى ابنك مجدداً”. والأسرة التي يتجاوز عدد أفرادها من البالغين الذكور وحدهم العشرات، كانت ستمثل إضافة مهمة الى التظاهرة التي تعهد القذافي أن تكون مليونــية في شوارع العاصمـة طرابلس رداً على اصــرار الثوار الليبيين على تنحيه ومغادرته. غير أن الأسرة أبت الحضور لاعتقادها أن ابنها قتل بالفعل ومع شيوع انباء عن تلقي جيرانها تهديدات مماثلة. وقال محمد وهو يضع وجهه بين كفيه “قال أخي إن ما قدره الله سيكون، ولكنهم لن يتظاهروا تأييداً للقذافي”، وتابع “لم نكن نعتقد انه يمكن أن يكون حياً، اعتقدنا ان الرجل يطلق تهديدات في الهواء!”. وكان احمد فقد في طرابلس بعد أيام من اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في فبراير، حين أحرق شباب صور القذافي واقتحموا محطة تلفزيونية حكومية. ومع مرور الأيام والأسابيع، اعتقدت الأسرة أن ابنها قتل برصاص كتائب القذافي او مرتزقته، او قواته الأمنية. أما اليوم فتبدو مقتنعة بأنه اعتقل في 22 فبراير، ونقل مع كثيرين مثله الى سجن ابو سليم السيىء السمعة، وخصوصاً أنها لم تشاهد جثته إلا السبت على عتبة باب منزلها. وقال محمد من بنغازي بعد اتصاله بشقيقه سراً في وقت سابق “كان أثر الرصاص حديثاً، قتلوه صباح ذاك اليوم ودمه لم يجف!”. واكد انه يعرف أسرتين أخريين على الأقل في المنطقة نفسها من طرابلس تلقت جثتي ابنيها صباح السبت. وتحدثت منظمات منها “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” عن أدلة تشير الى عمليات إعدام من دون محاكمة نفذتها قوات حكومية في أنحاء ليبيا. كما تواترت تقارير عن تلقي تهديدات من هذا القبيل وعمليات إعدام مماثلة داخل طرابلس، ولكن المنظمات الحقوقية الدولية غير موجودة في العاصمة الليبية، ولم يتسن لها التحقق في شكل كامل مما يجري. ولفت ممثل للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض في لندن في 26 يونيو الى وجود تقارير مؤكدة عن مقتل 187 معتقلاً في سجن ابو سليم في وقت سابق من الشهر الماضي. وأوضح محمد ان مشيعي ابن شقيقه سيسيرون كيلومترات عدة قبل أن يواروا الجثمان بسبب نقص الوقود في طرابلس. وقال “لم يبق سوى الهواء في طرابلس..إن لم تكن مع القذافي ستموت جوعاً..أريد أن يعرف العالم كله ما يفعله القذافي فرغم المخاطر لا يمكننا السكوت”.
المصدر: بنغازي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©