السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخدام السليم للواقيات الشمسية يحمي البشرة من الحروق والشيخوخة

2 يوليو 2013 14:00
مع اتجاه درجات الحرارة إلى مزيد من الارتفاع بدخول شهر يوليو، يبدأ العديد من الناس في التفكير باستخدام منتجات الوقاية من الشمس، خاصة وأن معظمهم يفضلون ارتداء ثياب خفيفة تكشف عدداً من مواضع أجسامهم مثل الذراعين والساقين، إضافة إلى الوجه والعنق طبعاً. ولا شك أن حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة ضروري في فصل الصيف وغيره، لكنه يغدو أكثر إلحاحاً في أيام الصيف الحارة، وذلك من أجل الوقاية من أمراض سرطان الجلد التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في عدد من دول العالم. ولكن المشكلة التي يواجهها بعض الناس هو عدم معرفة أفضل أنواع منتجات الوقاية من الشمس التي تناسب بشرتهم، لا سيما أن كثيراً من هذه المنتجات يكون مصحوباً بلاصقات ذات محتويات طويلة وغير واضحة، وبقوائم يتعذر نطقها من المواد والمكونات الكيميائية. وبالرغم من تفضيل الواقيات الفيزيائية على نظيراتها الكيميائية، فإن غالبية البحوث تشير إلى أن استخدام هذه الواقيات بشكل سليم ومتكرر له إيجابيات كثيرة وسلبيات قليلة، ومن ثم وجب التشجيع على استعمالها. تقول الأستاذة المساعدة في قسم طب الأمراض الجلدية بكلية جون هوبكنز للطب ماري شوي إن أول شيء ينبغي أخذه في الحُسبان هو أن منتجات الوقاية من الشمس ليست متشابهة. فهناك منتجات وقاية من الشمس مصنوعة من مواد تعكس ضوء الشمس، وهي بمثابة مرايا صغيرة منصوبة على بشرتك. ومثل هذه المنتجات تكون في الغالب مصنوعة من أوكسيد الزنك أو ثنائي أوكسيد التيتانيوم، ويتجلى دورها في كبح أشعة الشمس فوق البنفسجية «أ» و»ب» من الوصول إلى بشرتك، حتى لا تُسبب لك حروقاً وتلفاً في الخلايا أو سرطان الجلد. وتوضح شوي أن المنتجات الفيزيائية للوقاية من الشمس هي أقل أنواع الواقيات تسبباً في الإصابة بالطفح الجلدي أو غيرها من أشكال حساسية الجلد، ولذلك فإن أطباء الجلد لا يتوانون عن وصفها لمراجعيهم من ذوي البشرة الحساسة. وإلى جانب الواقيات الفيزيائية، هناك الواقيات الكيميائية. وما تقوم به هذه الأخيرة هو كبح أشعة الشمس أو عكسها وامتصاص الضوء المستمد من الأشعة فوق البنفسجية «أ» و»ب» حتى لا يُتلف خلايا الجلد. وخلافاً للواقيات الفيزيائية، يمكن للبشرة أن تمتص هذه الواقيات، وهنا يُطرح سؤال سلامة استخدامها، تقول شوي. خطورة الامتصاص يقول أستاذ طب الأمراض الجلدية بكلية الطب في جامعة نيويورك والرئيس التنفيذي لإحدى شركات صناعة منتجات العناية بالبشرة الدكتور روبرت فريدمان «على الرغم من وجود بيانات قليلة، نعلم يقيناً أن جزءاً من محتوى منتجات الوقاية من الشمس يُمتص من قبل الجسم. لكننا لا نعرف بعدُ أثر ذلك على الجسم». وتعود البيانات التي يتحدث عنها فريدمان إلى نتائج استبيان أجرته مراكز مراقبة الأمراض والوقاية في سنة 2008. ففي هذه الدراسة، جرى تحليل عينات بول 2500 أميركي. وجاء ذلك بعد أن رصد باحثون وجود المركب العضوي «أوكسيبينزون» في 97 من العينات، علماً أن هذا المركب يُعد مكوناً رئيساً من مكونات المنتجات الكيميائية للوقاية من الشمس. وتشير النتائج إلى أن جميع الأميركيين الذين يستخدمون منتجات الوقاية من الشمس امتصت أجسامهم مركب «أوكسيبينزون»، لكنها لا توضح ما إذا كان هذا المركب الذي رصدوه يؤثر بشكل ما على الصحة، وما إذا كان مصدره منتجات الوقاية من الشمس، أم مواد التجميل، والتي يدخل أيضاً في مكوناتها. بواعث قلق وقد سبق لعلماء أن عاينوا آثار «أوكسيبينزون» وغيرها من مكونات منتجات الوقاية من الشمس الشائع استخدامها مثل «أوكتوكريلين» و»أوكتيل ميثوكسيسيناماتي»، ما جعل بواعث قلقهم تزداد. وفي دراسة ضيقة النطاق جرت عام 2006 وسعى مُعدوها إلى استكشاف آثار فلاتر الأشعة فوق البنفسجية على نموذج بشرة من خلايا بشرية، وجدت العالمة الكيميائية كيري هانسون من جامعة كاليفورنيا، أن هذه المنتجات التي تلعب دور الفلاتر تتحلل في ضوء الأشعة فوق البنفسجية، فتفقد قدرتها على حماية البشرة وعلى إنتاج جذور حرة إضافية في الجلد، وهو الأمر الذي يحدث على نحو عادي عندما لا تكون البشرة مغطاة بواق شمسي. ومن المعروف أن الجذور الحرة هي عبارة عن جزيئات قادرة على اختلاس الإلكترونات من الخلايا وإتلافها. ويُعد تكون الجذور الحرة إحدى طرق إتلاف البشرة نتيجة الإصابة بحروق شمسية. وقد وجدت هانسون أن فقدان فلاتر الأشعة فوق البنفسجية لفاعليتها يُفاقم آثارها على الجسم. مضادات أكسدة تقول هانسون «إن بشرتك تُكون جذوراً حرة بشكل طبيعي، لكن لديها أيضاً مضادات أكسدة طبيعية تعمل على تحقيق التوازن على مستوى عبء الجذور الحرة، مع التذكير بأن مضادات الأكسدة الطبيعية هي عبارة عن جزئيات تحمي الجسم من الجذور الحرة». ويضيف مستدركاً «غير أن أنواع الفلاتر الثلاثة التي درسناها تُظهر أنه يتم إنتاج عدد أكبر من الجذور الحرة مقارنة بما كان ليُنتَج منها على نحو طبيعي». وقد سبق لباحثين أن وجدوا في دراسة سويسرية جرت سنة 2001 أن «أوكسيبينزون» و»أوكتيل ميثوكسيسناماتي» يمكن أن تتصرف كما لو أنها هرمونات إستروجين، وأن تُسبب تغيرات على مستوى وزن الرحم لدى الفئران التي أُطعمت جرعات عالية جداً، أعلى بكثير من الجرعة التي قد يمتصها الجسم عند استخدام واق شمسي كل يوم. وبالمقابل، لم يتمكن باحثون آخرون في دراسة أجروها سنة 2004 من إيجاد تغيرات هرمونية قابلة للرصد لدى أشخاص يستخدمون منتجات الوقاية من الشمس. إلا أن هذه الدراسات قادت بعض الناس مع ذلك إلى تفضيل واقيات الشمس الفيزيائية على الواقيات الكيميائية. ويقول فريدمان «شخصياً، أفضل الأشياء الطبيعية، ولذلك فإنني سأختار الواقيات الفيزيائية. لكن إيجابيات منتجات الوقاية من الشمس تفوق سلبياتها في نهاية المطاف. وأنا أعتبر أن كونها تُقلل مخاطر الإصابة بسرطان الجلد وشيخوخة البشرة هو سبب كاف لتشجيع الناس على استخدامها». ولا تنحصر السلبيات في واقيات الشمس الكيميائية فقط، بل إن ثنائي أوكسيد التيتانيوم الموجود في العديد من المنتجات الفيزيائية للوقاية من الشمس يتردى كذلك في الضوء ويُصبح قابلاً لإنتاج الجذور الحرة في الجلد. حُسن الاستخدام إن أفضل طريقة لتجنب سلبيات هذه المنتجات، بحسب هانسون، هي استخدامها بطريقة سليمة وعلى نحو يحفظ لها فاعليتها عندما تتعرض لضوء الشمس. وتضيف هانسون «معظم الناس الذين يأخذون حماماً شمسياً يضعون مستحضر الوقاية من الشمس مرة واحدة فقط، وهذا خطأ. إذ يتوجب عليهم دَهْن بشرتهم به أكثر من مرة». وتنصح هانسون كل من يُكثر من التعرض للشمس اضطراراً أو اختياراً بأن يستخدم منتج الوقاية من الشمس كل ساعتين أو كل ثلاث ساعات على أقصى تقدير. ويكمن الهدف من الاستخدام المتكرر للواقي في تعويض المكونات التي فقدت فاعليتها، وذلك من أجل الحيلولة دون تكون الجذور الحرة وحماية البشرة. وبالنسبة للصغار، ترى كل من مؤسسة سرطان الجلد والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأنه يمكن للأمهات استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس لأطفالهم، شريطة أن يكون عمرهم قد تجاوز 6 أشهر، في حين يُنصح الرضع الأصغر سناً أن يُبْعَدُوا عن الشمس، وألا يُعرضوا لها إلا بجرعات قليلة جداً وفي الظروف التي يصعب تفاديها. ويبني الباحثون منعهم هذه المنتجات على من هم أقل من ست سنوات على حقيقة علمية مفادها أن بشرة الرضيع تميل أكثر إلى امتصاص مكونات الواقي الشمسي أو التحسس منها. وتوصي هانسون كل من يذهب لاقتناء منتج وقاية من الشمس أن يبحث عن العلامات التجارية التي تحتوي على مضادات أكسدة من قبيل فيتامين»إي» أو فيتامين «سي»، والذي يُشار إليه في قائمة المكونات بصوديوم أسكوربيل الفوسفات. وهذان الفيتامينان يُضافان كلاهما إلى كثير من المنتجات الفيزيائية والكيميائية للوقاية من الشمس، وذلك من أجل إبطال مفعول تكون الجذور الحرة. عامل الوقاية الشمسي يتمثل دور عامل الوقاية الشمسي في تحديد مدى فاعلية الواقي الشمسي في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، ولكنه لا يقيس درجة الحماية من هذه الأشعة. وكلما كان هذا العامل مرتفعاً، كانت فترة الحماية التي يوفرها أطول، بصرف النظر عن نوع الواقي الشمسي. فالعامل 15 مثلاً يعني تقريباً أن هذا الواقي الشمسي يحميك من الإصابة بحروق شمسية 15 مرة في حال لم تكن قد استخدمته. ويتفق شوي وفريدمان وهانسون على أن عامل الوقاية الشمسي البالغ 30 هو النوع المثالي. كما ينبهون إلى أن استخدام واقيات ذات عامل شمسي أكبر يمنح شعوراً واهماً بالأمان قد يجعل صاحبه يقضي ساعات أطول تحت الشمس، فيحصد بذلك نتائج عكسية. هشام أحناش عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©