الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العبادي يتعهد من أنقرة نزع سلاح «الحشد» ووحدة العراق

العبادي يتعهد من أنقرة نزع سلاح «الحشد» ووحدة العراق
25 أكتوبر 2017 23:28
سرمد الطويل، الاتحاد، وكالات (بغداد، السليمانية، أنقرة) أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس، أن واجبه حفظ وحدة وسيادة العراق وأن محاربة الإرهاب جزء أساسي من سياسة بغداد، داعيا الرئيس التركي إلى التعاون لمواجهته، كما تعهد بنزع سلاح مليشيات «الحشد الشعبي» التي ترفض الدخول تحت سيطرته بعد هزيمة تنظيم «داعش». في حين أعلنت حكومة إقليم كردستان تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال، عارضة على بغداد وقف إطلاق النار والدخول في حوار غير مشروط. وتعهد العبادي الذي يقوم بزيارة إلى أنقرة أمس في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال، بنزع سلاح مليشيات «الحشد الشعبي» التي ترفض الدخول تحت سيطرته بعد هزيمة تنظيم «داعش». وقال «من غير المسموح في العراق أن تحمل أي مجموعة سواء كانت عراقية أو أجنبية، السلاح إن لم تكن مخولة بذلك»، مضيفا «أن أي جهة تحمل السلاح خارج الدستور تعد خارجة على القانون، ويجب مواجهتها». واستقبل الرئيس التركي، رئيس الوزراء العراقي في أنقرة، حيث عقدا اجتماعا ثنائيا، وتوجها بعده لترؤس جلسة المباحثات المشتركة بحضور أعضاء الوفدين. وأفاد مكتب العبادي، أنه جرى استعراض شامل للعلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون وتبادل المصالح بما يخدم الشعبين والبلدين، وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب وقضايا المياه والنفط والطاقة والمنافذ الحدودية والتبادل التجاري والتعاون الثقافي والسياحي. كما تطرق الطرفان إلى أزمة الاستفتاء في كردستان العراق، وقال العبادي «لقد كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة وليس العراق فقط عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي وأوامرنا مشددة بعدم المواجهة». من جانبه أكد أردوغان رغبة بلاده في تمتين العلاقات العراقية التركية، ودعمها لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء، وتوحيد البلاد وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية، مؤكدا التعامل المباشر مع الحكومة العراقية، داعيا إلى تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري. كما أعلن الرئيس التركي استعداد بلاده لإنشاء سد مشترك لمعالجة نقص المياه، وأن «الأتراك حريصون على عدم إلحاق الضرر بأشقائهم العراقيين». كما اجتمع العبادي مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الذي اتفق معه على عقد مجلس وزراء مشترك في تركيا «في أقرب الآجال» بحسب يلديريم الذي وصف العبادي بـ«أخي». من جهة أخرى، أعلن إقليم كردستان العراق في بيان نشر ليل الثلاثاء الأربعاء تجميد نتائج الاستفتاء على الانفصال. وقالت الحكومة في بيان إن «الوضع والخطر الذي يتعرض له‌ كردستان والعراق، يفرض على الجميع أن يكون بمستوى المسؤولية‌ التأريخية‌، وعدم دفع الأمور إلى حالة‌ القتال بين القوات العراقية‌ والبيشمركة‌». وبينت أن «الهجمات والصدامات بين القوات العراقية‌ والبيشمركة منذ 16 أكتوبر الحالي وإلى اليوم، أدت إلى وقوع خسائر من الطرفين وقد تؤدي إلى حرب استنزاف وبالتالي إلى تدمير النسيج الاجتماعي بين المكونات العراقية». وأضافت أن «القتال بين الطرفين لا يفرض انتصار أي طرف، بل يقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة»، مشيرة إلى أنه «من موقع المسؤولية‌ تجاه شعب كردستان والعراق، نعرض ما يلي على الحكومة‌ والرأي العام العراقي والعالمي وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان». وأعلنت الحكومة الكردية «تجميد نتائج عملية الاستفتاء التي أجريت في كردستان العراق»، داعية إلى «البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي». واعتبرت أوساط كردية قبول حكومة الإقليم تجميد نتائج الاستفتاء «متأخرة»، مرجحة عدم قبول بغداد بها من دون ضغوط أميركية وأممية جدية. وتوقعت أن يقوم برلمان إقليم كردستان في جلسته اليوم الخميس، بتجميد رئاسة الإقليم حتى الانتخابات المقبلة، وتوزيع سلطات الرئيس المنتهية ولايته مسعود بارزاني، للحكومة والبرلمان ومجلس قضاء الإقليم، كاشفة عن وجود مشروع قرار بهذا الشأن. واستغربت من إعادة فتح إيران للمعابر الحدودية مع الإقليم بالتزامن مع زيارة العبادي، لأنقرة وطهران، معتبرة أن إيران تضررت كما كردستان من غلقها نحو عشرة أيام، بحسب رئيس غرفة تجارة وصناعة السليمانية، سيروان محمد. على صعيد متصل هدد أعضاء بمجلس محافظة السليمانية من كتل مختلفة، بينها الاتحاد الوطني وحركة التغيير، باللجوء للحوار المباشر مع الحكومة الاتحادية بشأن توفير رواتب الموظفين والنفط الأبيض وموازنة المحافظة، إذا فشلت حكومة الإقليم بذلك خلال مهملة الـ15 يوماً التي حددها المجلس لها خلال جلسته الطارئة الثلاثاء الماضي، باعتبارهم مسؤولين عن تخفيف معاناة الأهالي نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية. من جهته توقع القيادي الكردي النائب في البرلمان السابق محمود عثمان أن يأتي رد بغداد على مبادرة الإقليم بشان تجميد نتائج الاستفتاء وبدء الحوار، بعد انتهاء زيارة العبادي إلى تركيا وإيران. وأكد عثمان وجود تواصل بين الحكومة الاتحادية والإقليم عن طريق بعض الشخصيات السياسية، التي تحاول جمع الطرفين تحت مظلة الحوار، لافتا إلى أن «بغداد ستتجاوب بشكل إيجابي نوعا ما مع هذه المبادرة، والكرة في ملعبها الآن». وأوضح «أن الأرضية لبدء التفاوض المباشر بين بغداد وأربيل أصبحت جيدة حاليا وفق الدستور والقانون، وإن الإقليم سيقبل عدم العمل بالاستفتاء مستقبلا، إذا ما حلت الإشكالات والمشاكل مع بغداد». على صعيد آخر دعت الجبهة التركمانية العراقية، إلى تعيين محافظ تركماني لكركوك. وقال رئيس الجبهة النائب أرشد الصالحي» إن المحافظين في المحافظات الشمالية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك هم من الأكراد، وفي محافظات الوسط والجنوب هم من العرب، فلماذا لا يكون محافظ كركوك تركمانياً»، مشددا أن «كركوك تركمانية، وهذه حقيقة لا يمكن النقاش فيها، وحان الوقت لإزالة الانتهاكات التي ارتكبتها الأحزاب الكردية خلال السنوات الماضية». ودعت المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك إلى تطبيق الإدارة المشتركة بين مكونات المحافظة. وقال رئيس المجموعة الشيخ برهان مزهر العاصي «إننا نؤكد ضرورة تطبيق مبدأ الإدارة المشتركة بين المكونات في المحافظة وعلى مبدأ الكفاءات والنزاهة وفق أسس وثوابت وطنية». إيران تعيد فتح مركز حدودي مع السليمانية طهران (وكالات) أعادت إيران أمس، فتح أحد مراكزها الحدودية الثلاثة مع إقليم كردستان العراق بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي. وصرح مسؤول نقطة العبور جهانغير باخشي «لقد أعيد فتح مركز باشماخ الحدودي اليوم الأربعاء». ويقع المركز على الطريق الرئيسة بين إيران والسليمانية. وذكر باخشي أن المراكز الحدودية الثلاثة بين إيران وإقليم كردستان العراق أغلقت بعد الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظمه الإقليم في 25 سبتمبر. وأضاف «لم يتخذ المسؤولون أي قرار بشأن مركزي حاج عمران وبرويزخان الحدوديين في أربيل». من جهة أخرى، قال علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، إن «الاستفتاء ونتائجه لم يكونا ليحققا أي شيء للأكراد أو العراقيين». وأشار إلى أن من مصلحة جميع العراقيين عدم تغيير الوضع الجغرافي والجيوسياسي الراهن للعراق، مضيفاً أن «أي شيء في هذا الاتجاه سيكون مدعوماً من إيران».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©