الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمراض الغدد بين الصيام والعلاج

19 يوليو 2014 00:59
الغدد الصماء هي أعضاء صغيرة موزعة في الجسم تفرز الهرمونات مباشرة إلى الدم دون وجود أقنية إفراز، ولذلك تسمى الصماء، والهرمونات عبارة عن مواد كيماوية ذات فعالية حيوية عالية للجسم، ويبدأ عملها من المرحلة الجنينية للإنسان، ومسئولة عن النمو وتنسيق فعاليات الجسم ودقات القلب والاستقلاب الداخلي والعديد من الأمور الأخرى. والغدة النخامية مسؤولة عن عمل بقية الغدد وتقوم بالتنسيق بينها هي تتواجد على الوجه السفلي للدماغ وتتكون من الفص الأمامي الهرموني والفص الخلفي العصبي والهرمونات التي تفرزها تؤثر على عمل جميع الغدد في الجسم، وبالتالي عند نقص إفرازها يحدث قصور غدة درقية وقصور الغدة الكظرية والغدد الجنسية (المبيض والخصية). وبالتالي، فإن أعراض نقص قصور الغدة النخامية هو مجموع أعراض قصور جميع هذه الغدد، وينشأ هذا النقص عادة عن وجود ورم بالغدة أوعقب علاج هذا الورم جراحيا أوشعاعيا، أو جراء إصابات في الرأس أو النزف الغزير بعد الولادة ويمكن أن يحدث النقص أيضاً عند الأطفال بسبب قلة الأكسحين بعد الولادة. وتكون المعالجة بتعويض جميع الهرمونات الناقصة، وعادة هؤلاء المرضى غير قادرين على الصيام لتعقد حالتهم. أما حالة زيادة هرمونات الغدة النخامية، فأشيعها هو زيادة هرمون النمو ما يؤدي إلى مرض العملقة عند اليافعين وضخامة النهايات عند البالغين، وتتضح مظاهر المرض بضخامة ملامح الوجه وازدياد حجم اليدبن والقدمين والإصابة بضخامة القلب وارتفاع الضغط الشرياني والسكري، وهؤلاء يقرر طبيبهم إمكانية صيامهم بحسب حالة كل مريض. وتشكل أمراض الغدة الدرقية نصف أمراض الغدد الصماء مجتمعة، وتلك الغدة مسؤولة عن نشاط الجسم واستقلابه الداخلي ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عند زيادة إنتاج هرمون الثيروكسين ما يفضي إلى الشعور بالحر الدائم والتعرق والعصبية الزائدة ووهن العضلات ونقص الوزن رغم الشهية الجيدة وزيادة دقات القلب. وهؤلاء يعالجون بالأدوية أو الجراحة أواليود المشع تبعا لكل حالة، وبشكل العام المرضى ذوي الحالات المستقرة يمكنهم الصيام، أما المريض الذي يعاني من الخفقان الشديد وارتفاع الحرارة (انسمام درقي)، فلا يكمن لهم الصيام، ويحتاجون للعلاج في المستشفيات. من جانب آخر، يؤدي نقص إفراز الهرمونات الدرقية إلى قصور الغدة الدرقية، وبالتالي تظاهر أعراض التعب والوهن والخمول، وتساقط الشعر، وزيادة الوزن رغم الشهية المنخفضة. واضطراب الطمث لدى النساء. ويعالج هؤلاء المرضى بـ«الثيروكسين» بجرعة وحيدة يوميا، ولذلك يمكنهم الصيام بدون مشاكل، ويفضل أخذ الدواء على معدة فارغة. وفي حالة التهابات الغدة الدرقية الحادة يفضل عدم الصيام لأنها تسبب ارتفاع الحرارة والألم وزيادة سرعة القلب، وأما مرضى الالتهابات المزمنة فيمكنهم الصيام، ونفس الأمر لمرضى أورام الغدة الدرقية. أما الغدة الكظرية فهي عبارة عن غدتين صغيرتين مكانهما فوق الكلية، وتفرز تلك الغدة مجموعة هرمونات أهمها الكورتيزون والالدستيرون والهرمونات الجنسية. ونقص تلك الهرمونات يؤدي إلى هبوط الضغط الشرياني والوهن والتعب وإغمقاق لون البشرة وآلام العضلات والعظام (مرض اديسون). وهؤلاء المرضى لا يمكنهم الصيام، لكونهم معرضون لنقص سكر الدم وهبوط الضغط الشرياني أما زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، فيسبب مرض كوشينج، ومن أبرز أعراضه البدانة والداء السكري وحب الشباب وارتفاع الضغط الشرياني، وينصح هؤلاء المرضى بعدم الصيام لأن السكري لديهم يصعب ضبطه وعلاجه إذا امتنعوا عن الطعام لساعات عديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©