الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إدارات الأندية تدافع عن المدرب العربي

إدارات الأندية تدافع عن المدرب العربي
9 فبراير 2008 00:21
تناولنا في حلقتين سابقتين ظاهرة اختفاء المدرب العربي سواء كان وافداً أم مواطناً من الساحة التي فتحت ذراعيها في الدرجة الأولى لمدربي كرة القدم الأجانب فلم ينجح أغلبهم ورحلوا بعد أن كلفوا الأندية هزائم عريضة مؤسفة ونزيفاً مادياً كاد يدخل بعضها الى غرف الإنعاش واحتاجت الى عناية مركزة للخروج من الأزمة في الوقت الذي لم يشهد فيه تاريخ المدرب مثل هذا التدني ورغم ذلك بقيت الأفضلية للأجانب· استطلعنا آراء مجموعة من المدربين العرب أصحاب النجاحات الملموسة على ساحة الكرة الإماراتية ثم استطلعنا في الحلقة الثانية وجهات نظر المدربين المواطنين الناجحين ووجه الجميع أصابع الاتهام لإدارات الأندية مما يستوجب استطلاع وجهات نظرها في النهاية لتدافع عن نفسها وترصد أسباب الظاهرة، كما استطلعنا في هذه الحلقة آراء خبراء محايدين ومسؤولين باتحاد كرة القدم وهذه هي الخلاصة· عبدالله صالح مدير فريق الوحدة: مشكلة المدرب العربي هي المدرب نفسه! مع أول استطلاع للرأي داخل الأندية حول أسباب غياب المدرب العربي وما إذا كانت النظرة الإدارية تعلي من شأن الأجنبي على حساب المدربين العرب، وافدين ومواطنين، قال عبدالله صالح مدير فريق الوحدة: بالعكس، نحن نميل كثيراً إلى المدرب العربي ونرى من الضروري أن يتواجد على الساحة· وأضاف: أنا شخصياً أثق في المدرب العربي أكثر من أي مدرب آخر لأسباب موضوعية وليست عاطفية، فهو على الأقل أكثر قدرة على التواصل مع لاعبينا وهو بحكم اللغة يستطيع أن يشرح للاعبين ما يريد بوضوح كامل· وأوضح: إذا كانت اللغة هي أداة توصيل الفكر والمعلومة وجسر التواصل بين الأفراد والمجموعات وإذا كانت العادات المشتركة هي أداة للتقارب والفهم المشترك فإن المدرب العربي من هذا المنطلق يتمتع بما لا يتمتع به غيره من الأجانب وأشارعبدالله صالح إلى ذلك بأنها حقيقة عملية لمسانها عن قرب في ملاعبنا ويكفي أن أقول لكم إن هناك من الأجانب من أميركا اللاتينية على سبيل المثال من لا يتحدثون العربية ولا يحسنون الإنجليزية وتصبح وسائلهم للتفاهم مع لاعبينا غير واضحة فلا يستطيعون توصيل فكرهم الكامل الى داخل الملعب وعقول اللاعبين· يضيف عبدالله صالح: صحيح أن كرة القدم فيها أدوات كثيرة للتفاهم لكن اللغة والفهم لطبيعة اللاعب العربي وعاداته وتركيبته الذهنية والنفسية وطبيعته الاجتماعية تمنح المدرب العربي أدوات تفاهم أكبر وهذه حقيقة لا شك فيها· ثانياً: هناك من المدربين العرب من يملكون الخبرات العملية والنظرية التي تؤهلهم للتفوق وتجعلهم أكثر جدوى من الكثير من المدربين الأجانب الذين يتوافدون على ملاعبنا· وقال: لقد كانت لنا في نادي الوحدة تجربة سابقة مع المدرب المصري محمود الجوهري، وهو غني عن التعريف بإنجازاته سواء في مصر أو عدد من الدول العربية التي عمل بها، ولا أبالغ إذا قلت إن المجموعة التي تؤدي الآن بدوري الإمارات تعلمت على يد الجوهري· أضاف: إذا رجعنا الى مدارس الكرة الآن لوجدنا الكثير من المدربين العرب يعملون مع لاعبينا في مختلف الفئات السنية من أمثال أحمد عبدالحليم ومحمد وهبة وغيرهما ونحن سعداء بما يقدمونه وبالتعاون معهم· وقال: في أندية أخرى ترى المدربين العرب يتواجدون ويحققون إنجازات طيبة ومنهم على سبيل المثال يوسف الزواوي الذي قدم بنادي الشعب فترات طيبة جداً فأعاد تأهيل الفريق وجعله قادرا على المنافسة وصار أحد فرق المقدمة في آخر ثلاث سنوات، أيضاً عاد لطفي البنزرتي الى الدوري الإماراتي ومن قبل شقيقه لطفي ومراد محجوب وغيرهم· وأوضح قائلا لذا أستطيع أن أقول إن أنديتنا مفتوحة للمدرب العربي، وإذا كان عمله مقنعاً فهو الأفضل وغالباً ما تفضل إدارات الأندية التعامل مع المدربين العرب لكن المشكلة في المدرب العربي نفسه فهو يعاني من خلل ما· وقال: المطلوب منه أولاً أن يطور نفسه وأن تكون لديه استراتيجية عمل واضحة وأن يقنع الناس بأن لديه ما يقدمه وأن يتحلى بالالتزام واحترام المجموعة وعليه أيضاً أن يتقبل الضغوط إذا ما تعرض لنقد أو هجوم أو أية تيارات معاكسة· وأضاف: أيضا أن يتسع صدره لمثل هذه الأجواء وما أكثرها في كرة القدم، صحيح أن نجاح المدرب العربي ملموس في مواقع عدة على ساحة الكرة الإماراتية لكن أين المدرب العربي الذي يملك الجرأة ويتحدى العواصف ويصمد دون أن يتأثر مع أول عاصفة ويرحل· وأخيراً يقول عبدالله صالح إن الأندية تتعرض للنقد الآن بسبب كثرة إقالة مدربيها سواء من العرب أو الأجانب وأود أن أوضح أنها ليست هواية ولكنه أمر يفرض نفسه أحياناً وتصبح الأندية مجبرة على التغيير لإعادة التوازن وضبط الحالة الفنية والمعنوية للفريق· وقال: بعد أن يتعرض المدرب لظروف معاكسة ولا يجد الحلول خاصة في الفرق الكبيرة من أمثال الوحدة والأهلي والعين والشعب وغيرها، فهي فرق تطمح دائماً الى البطولات ولا تستطيع أن تقف مكتوفة عندما تجد مدربيها وصلوا الى حالة من العجز عن تقديم الحلول وتكررت خسائرهم وظل النزيف دون علاج· عبدالقادر حسن عضو اللجنة الفنية والمسابقات: نعم هي عقدة الخواجة و زامر الحي لا يطرب يرى عبدالقادر حسن عضو اتحاد كرة القدم والذي عمل بعدد من لجانه سواء في اللجنة الفنية أو لجنة المسابقات أن المستقبل لا يبشر بتغيير إيجابي على طريق الاستعانة بالمدربين العرب· وقال: سيزداد سوق الأجانب اتساعاً وانتشاراً على ساحة كرة القدم الإماراتية خلال السنوات المقبلة مع تطبيق دوري المحترفين والسعي المتوقع للتعاقد مع أجانب على مستوى عالمي ودولي رفيع· وأضاف: الأندية في المرحلة القادمة سوف تفكر في المدربين الأكثر خبرة دولية والأكثر عملاً مع أندية كبيرة وتحقيقاً لنجاحات دولية ذات قيمة، وما دمنا قد دخلنا الى عصر الاحتراف فإن السيرة الذاتية (السي في) سوف تكون سيدة الموقف! ويقول عبدالقادر حسن إن التوجهات أغلبها في الفترة الحالية تصب في صالح المدرب الأوروبي ربما لأنه أكثر خبرة واحتكاكاً بالفرق الكبيرة من المدرب العربي· وأضاف: وفي رأيي أن النجاح ليس له جنسية، لذلك فتوجهات القائمين على اختيارات المدربين تفكر في الأوروبي ومدربي أميركا اللاتينية خاصة وأن معظم المنتخبات العربية يدربها أجانب ولا تتولاها - إلا نادراً - كوادر محلية وهو ما يعني أن ''زامر الحي لا يطرب''· وقال: المدرب العربي لا يحظى بالثقة الكاملة حتى في بلده، فكيف يحظى بها في دولة عربية أخرى، ونحن لا نختلف في أن الكثير من المدربين الناجحين مروا علينا في الإمارات أو في دول أخرى وأن الكثير من الأجانب فشلوا ورحلوا وازدادت الظاهرة بروزاً خلال المواسم الأخيرة· واضاف: هذا ما يعني أن هناك من العرب من هم أفضل من الأجانب لكن المشكلة في أن الاختيار يأتي دائماً عن طريق ''السيرة الذاتية دون غيرها وبالتالي تصير الكلمة العليا للشهادة التي تشير الى أن المدرب عمل مع فرق أوروبية كبيرة· ويضيف عبدالقادر حسن: إننا لا نستطيع أن ننكر أن الكثيرين مصابون بـ ''عقدة الخواجة'' على امتداد الوطن العربي، وغالباً ما تكون توجهاتنا للدول الأكثر تقدماً والتي تملك مسابقات قوية ومنتخبات شهيرة بغض النظر عن قدرة مدربي هذه الدول على العطاء في المنطقة العربية· وقال: هذا يعود إلى عدم وجود قياسات منطقية واضحة مدروسة لواقع المدربين المختارين لحظة الاختيار وما إذا كانوا يحتفظون بنفس القدرات التي أهلتهم لإنجازاتهم السابقة علاوة على قدرتهم على التعامل مع واقع الملاعب العربية من عدمه، ويزيد الأمر سوءاً أن المدرب العربي لا يجد الفرصة الكافية في بلده· خليفة سليمان يضرب مثالاً بالزواوي ويؤكد: العرب أكفأ لكنهم مصابون بالحساسية ! يقول خليفة سليمان المحلل الرياضي بقناة أبوظبي الرياضية إن العرب هم السبب الرئيسي في اعتقاده وإنه شخصيا لمس هذا الأمر وعاشه في أكثر من مناسبة حيث إن المدرب العربي يتعامل بحساسية مفرطة مع كل ما يحيط به من انتقادات وضغوط سواء من الصحافة أو الجماهير أو ادارات الأندية وتصله كل كلمة تقال ولو كانت كلمة عابرة في المدرجات· وأضاف: يتأثر المدرب العربي كثيراً بهذه الأمور الأمر الذي ينعكس بالتأكيد على عمله في حين لا يهتم الأجنبي كثيرا بهذه الأمور ربما لاختلاف الثقافات والخبرات واللغة والتركيبة الاجتماعية ويطرح هذا كله وراء ظهره ويواصل عمله دون تأثر· ويضيف خليفة سليمان: أن المدرب التونسي يوسف الزواوي مثالا حيا لهذه الحقيقة فقد استقال من تدريب الأهلي وليس صحيحا أن الأهلي هو الذي فرض عليه الاستقالة هذا الموسم· وقال: الزواوي لم يستطع أن يتحمل الضغط سواء من الجمهور أو الإدارة ولو تعرض مدرب اجنبي لما تعرض له الزواوي لما وصل إلى نفس النتيجة لأنه لا يتواصل كثيرا مع الأجواء المحيطة ولا يسمع كثيرا بعكس المدرب العربي الوافد أو المواطن الذي يعرف خبايا كل ما يدور حوله ويقال عن أدائه· ويقول خليفة سليمان: هناك مدربون عرب على مستوى رفيع وهناك مدربون غير مؤهلين تماما كما هو الحال بالنسبة للمدرب الأجنبي وهو ليس بأفضل من العربي فنيا أو تقنيا· واضاف: المدرب العربي أكثر اخلاصا وقدرة على التعامل نفسيا والتواصل مع اللاعبين بحكم اللغة والعادات والثقافات المشتركة ولو أمعنا النظر الى الكثير من البلدان الأوروبية الآن لوجدناها تفضل المدرب المحلي لهذا السبب باستثناء انجلترا الذي تشذ عن هذه القاعدة· ويؤكد خليفة سليمان انه اثناء دراسته الكروية في المانيا كان المدربون الألمان نفسهم ''يغشون'' من العرب بما يؤكد ان الأمر لا يتعلق بالكفاءة ولكن عوامل اخرى وراء قضية تفضيل المدرب الأجنبي· مشرف الكرة في النصر: علينا ألا ننجرف وراء العاطفة يرى علي إبراهيم نائب رئيس لجنة الكرة المشرف العام على الفريق الأول بنادي النصر أن التوجه نحو المدرب الأجنبي على حساب المدرب العربي له ما يبرره· وقال: إذا نظرنا على سبيل المثال الى دولة عربية متطورة كرويا مثل مصر المشهود لها بتفريخ الكفاءات والعقول في كل المجالات وليس الرياضة فقط فسوف نجد الأندية الثلاثة الكبيرة فيها وهي الأهلي والزمالك والاسماعيلي يقودها مدربون أجانب وهو نفس ما ينطبق على دول المغرب العربي فكيف نستعين بالمدرب العربي وبلده لا تستعين به في أغلب الأحيان؟ يضيف علي إبراهيم: نحن لسنا ضد المدرب العربي سواء كان وافدا أو مواطنا وكلنا حريصون على أن يأخذ فرصته ولكننا يجب ألا ننجرف وراء العاطفة وأن تكون اختياراتنا عقلانية وربما تكون الحسابات في الوقت الراهن لصالح المدرب الأجنبي بحكم الخبرة والاحتكاكات والإنجازات· إسماعيل راشد مدير فريق الوصل: الخوف من الجماهير والارتباط التاريخي بالأجانب يتفق إسماعيل راشد مدير الفريق الأول بنادي الوصل مع وجهة النظر القائلة إن هناك مدربين أجانب أكفاء وهناك أيضاً مدربون عرب أكفاء لكن الثقة في ''الخواجة'' أكبر· ويضيف أن هذه الظاهرة ربما ترجع الى الطبيعة التاريخية للسوق الخليجية فقد ارتبطت ملاعب الخليج على نطاق واسع بالمدربين الأجانب حتى أصبح الأمر اعتياداً وتضاءلت فرص المدربين العرب رغم وجود أسماء كبيرة على مستوى أكبر أندية الدرجة الأولى سواء في الإمارات أو خارجها من دول المنطقة· ويشير إسماعيل راشد أن أحد الأسباب المهمة في تفضيل المدربين الأجانب هو الخوف من ردة فعل الجماهير مع وقوع الخسائر حيث غالباً ما تكون عنيفة تجاه المدرب العربي بصورة أوسع مما يحدث مع المدربين الأجانب· واضاف: هذا ما يؤثر بالقطع على قرارات الأندية فيما يخص التعاقدات مع المدربين وتزداد المفارقة مع المدرب المواطن حيث إن إخفاق الأجنبي ورحيله يكلف الأندية الكثير، في حين أن المدرب المواطن إذا جاء ورحل لا يكلف الأندية شيئاً على الإطلاق· ويقول إن هناك مدربين مواطنين على مستوى الدرجة الأولى من أمثال جمعة ربيع وقد حقق إنجازات ملموسة وهو مدرب محترف له وزنه وعنده ثقة في النفس وقد رحل لأنه يطالب بحق من حقوقه لم تعترف به الأندية· وأضاف: مقولة التدخل سواء من اتحاد الكرة أو غيره من الجهات التي تدير شؤون كرة القدم في السيطرة على الظاهرة بصورة أو بأخرى فهو أمر غير واقعي لأن الأندية حرة في سياساتها ولا يمكن أن تملى عليها الآراء من خارجها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©