السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنريكي يسحق الكروات والمنتقدين.. و«الفتنة» الإسبانية

إنريكي يسحق الكروات والمنتقدين.. و«الفتنة» الإسبانية
13 سبتمبر 2018 00:20

محمد حامد (دبي)

لم يحصل لويس إنريكي على المكانة الإعلامية والقبول الجماهيري الذي حصده بيب جوارديولا وزين الدين زيدان خلال السنوات القليلة الماضية، رغم أنه حقق ثلاثية المجد مع البارسا عام 2015، وعادل ما فعله جوارديولا في 2009، كما حصد 9 بطولات في 3 سنوات، وهي نفس محصلة زيدان مع الريال، ويظل ابن خيخون ملكاً للريمونتادا الكروية الأشهر في التاريخ، محققاً الفوز بسداسية لهدف على حساب بي إس جي، ليفي بعهده عقب الهزيمة القاسية في باريس، حينما قال: «من سجلوا في مرمانا 4 أهداف يمكننا أن نحرز في شباكهم 6 أهداف».
إنريكي الذي لم يتربع على قلوب عشاق البارسا في تجربته الناجحة مع الفريق الكتالوني بين عامي 2014 و2017، دفع ثمناً باهظاً لحمى المقارنات مع الفيلسوف بيب جوارديولا، فالأخير من أفضل المدربين في العالم، وفقاً لما تقوله لغة الأرقام والأداء، الذي تقدمه الأندية التي يتولى تدريبها، ولكنه تفوق على إنريكي بسحر ما يسمى بالكاريزما التي تبتسم وتعبث في وجه من تشاء دون مقياس واقعي في بعض الأحيان، كما أن تجربة زيزو الباهرة مع الريال، وخاصة على صعيد الفوز بثلاثية متتالية لدوري الأبطال، حظيت بدعم جماهيري وإعلامي مدريدي يفوق الخيال، فيما لم يجد إنريكي نصف هذا الدعم في مسيرته الناجحة مع الفريق الكتالوني.
الحديث في إسبانيا وغيرها، وفي الأوساط الجماهيرية لعشاق البارسا والريال حول العالم يتجدد في الوقت الراهن عن إنريكي، بعد أن نجح في غضون 9 أيام لا أكثر، وفي مستهل مهمته في تدريب المنتخب الإسباني من الفوز على الإنجليز في ويمبلي بهدفين لهدف، وهو الانتصار الأول لـ «لاروخا» على «الأسود الثلاثة» في أرض الإنجليز في مباراة رسمية منذ عام 1981، كما تمكن من قيادة أوركسترا السحر والخيال في موقعته أمام وصيف العالم منتخب كرواتيا ليسحقه بسداسية تاريخية، وهي الهزيمة الأكبر في تاريخ الكروات منذ 77 عاماً.
وبعد تفوقه الكاسح على كرواتيا، وعودته إلى الواجهة من جديد بأداء يسحر القلوب، تمكن إنريكي من إسكات المشككين، بل إنه جعل قطاعاً لا يستهان به من عشاق البارسا يشعرون بالندم على رحيله، وبالدهشة من حصارهم له بالانتقادات في تجربته مع الفريق الكتالوني، التي أثمرت عن حصاد 9 بطولات، منها ثلاثية المجد والتاريخ في 2015، بل إنه في العام المذكور حصد 5 بطولات دفعة واحدة.
كما حقق إنريكي مكسباً معنوياً آخر في مباراتين، وهو قدرته على تكميم الأفواه التي تسير في طريق إشعال الفتنة بين لاعبي وجماهير البارسا والريال، فقد بدأ مباراته أمام كرواتيا بتشكيلة تضم 6 نجوم من الريال، وهم راموس، وناتشو، وكارفاخال، وسيبايوس، وإيسكو، وأسينسيو، مقابل لاعب واحد فقط من البارسا وهو بوسكيتس، وعقب نهاية المباراة جاء الرد قاسياً وذكياً حينما تلقى سؤالاً عن سر الدفع بهذا العدد الكبير من نجوم الملكي، فقال: لا أعلم أنني فعلت ذلك، ما أعنيه أنني لم ألاحظ الأمر من هذه الزاوية، فأنا لا أهتم بمثل هذه الأشياء، ما يعنيني حقاً وما أفكر فيه أنهم جميعاً يلعبون لمنتخب إسبانيا، ولا شيء أكثر من ذلك، أنتم تقولون إن أغلبية التشكيلة مدريديستا ولا أحد من البارسا، وأنا أقول إنني لا أرى سوى قميص منتخب إسبانيا.
وبعيداً عن تفوقه التكتيكي وقدرته بث رسالة قوية، تفيد أنه الخيار الأفضل لقيادة إسبانيا، باعتباره واحداً من أفضل المدربين في العالم، ونجاحه في انتشال الإسبان سريعاً من مرحلة فقدان الروح والهوية، وهي الحالة التي ظهرت في مونديال روسيا، فقد كشف إنريكي عن وجه رائع يتعلق بشخصيته وسلوكياته، حيث أكد أنه شعر ببعض الخجل حينما تغنت الجماهير الإسبانية باسمه بعد الأداء الساحر أمام الكروات، مشيراً إلى أن كل لاعب في صفوف المنتخب هو الذي يستحق هتافات وأهازيج الجماهير، وليس هو، وأكد إنريكي بهذه التصريحات أنه لا يهتم كثيراً بنظرة الجماهير أو الإعلام له، حيث يقوم بعمله دون اهتمام بمثل هذه الأمور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©