الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مفردات الحياة الإماراتية القديمة تثير شجون المؤرخين

مفردات الحياة الإماراتية القديمة تثير شجون المؤرخين
18 يوليو 2014 02:56
أسدل الستار مساء أمس الأول (الأربعاء) على الدورة الثالثة من المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي، التي أقيمت هذا العام في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «في ثقافة الحوار»، وتضمنت سبع جلسات تناولت موضوعات متنوعة، جمعت بين الثقافة، والتراث، والشعر، والفن، والرياضة، والإعلام، وشهدت مشاركة واسعة من شخصيات محلية وعربية وعالمية أسهمت بآرائها وتجاربها وخبراتها في إثراء ثقافة الحوار وتعزيز احترام الآخر، بما يتماشى مع نهج إمارة الشارقة في ترسيخ التوافق والمحبة والتسامح. وشارك في الجلسة التي أدارها عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ثلاثة من الخبراء البارزين في التاريخ والتراث، وهم د. فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، ود. حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم قي جامعة الإمارات، وعمار السنجري، الباحث والشاعر المتخصص في التاريخ الشفوي. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، أن المجلس الرمضاني في دورته الثالثة نجح بتسليط الضوء على موضوعات متنوعة كان الحوار والتفاهم القاسم المشترك بينها، سعياً من مركز الشارقة الإعلامي إلى ترسيخ هذه الثقافة في المجتمع، والتركيز عليها خلال مناقشة المواضيع المختلفة، سواءً في وسائل الإعلام أو في الحياة العامة، باعتبار الحوار وسيلة لاكتساب الثقافة، وأداة لتحقيق التقارب واكتشاف نقاط الالتقاء بين أطرافه، تحقيقاً للمصلحة الوطنية والمهنية. قال عبد العزيز المسلّم إن تزامن انعقاد مجلس الشارقة الرمضاني مع تتويج الإمارة عاصمة للثقافة الإسلامية، يعكس التزام الشارقة الدائم بالمعرفة والتراث، واحتفائها المتواصل بالزمان والمكان، بكل ما فيهما من ذكريات نحنّ إليها باستمرار. وأشار إلى أن الوثائق المكتوبة والروايات الشفوية في دولة الإمارات لعبت دوراً بارزاً في توثيق تاريخ الدولة على امتداد الزمن، مضيفاً أن الإماراتيين استعانوا بالشعر في تسجيل الأحداث التي مرت بها الدولة، كما عمل الرحالة الذين زاروا الإمارات قديماً على كتابة مشاهداتهم لما رأته عيونهم أو سجلته آذانهم من تفاصيل، وإن كان بعضها لم يخلو من التحيّز والبُعد عن الموضوعية، باعتبارهم غير مقيمين في المنطقة، ولا يعرفوا كثيراً من خباياها وشؤونها. وتحدث د. حمد بن صراي عن العلاقة بين المؤرخ والذاكرة باعتبارها وسيلة لحفظ التراث وتوثيقه، وقال إن المؤرخ يعتمد على ذاكرته وعلى ما عايشه في حياته ومر به من أحداث ومشاهدات في توثيق تاريخ بلده، وخاصة الأمكنة التي نشأ فيها وعاش في ربوعها، بكل ما فيها من ذكريات حزينة أو مفرحة، مشيراً إلى أن الرواية الشفوية مهمة جداً في توثيق تاريخ دولة الإمارات، لأن المجتمع المحلي كان يعتمد على الرواة والشعراء وغيرهم باعتبارهم أوعية معرفية للتراث الشعبي، ولذلك لم يكن هناك الكثير من الوثائق المكتوبة حول المنطقة باستثناء الوثائق البريطانية، مضيفاً أن الرحالة لعبوا أيضاً دوراً في توثيق تاريخ المنطقة، لكنهم كانوا يركزون على الأمور الطريفة والغريبة في المشاهدات التي يصفونها، وبالتالي لا يمكن اعتبار جميع كتاباتهم أو المعلومات التي يذكرونها حقائق مطلقة، فهي تحتمل الصواب والخطأ. وقالت د. فاطمة الصايغ في مشاركتها بالجلسة، إن المؤرخ يعتمد على ذاكرته الشخصية وعلى ذاكرة الآخرين في تسجيل التاريخ، لذلك عليه أن يتحلّى بالحيادية والصدق في عمله حتى يوثق ما شاهده وسمع به بشكل واقعي وموضوعي، وأشارت إلى أن الاعتماد على الوثائق الأجنبية في توثيق التاريخ يرجع إلى كونها موثقة بالزمان والوقت، وهو ما يجعل الرجوع إليها أسرع وأسهل، كما أن الشعر يعتبر هو الآخر وسيلة مهمة لتوثيق ما مرت به المنطقة من مواقف وأحداث، مضيفة أن الرحالة يعتبر شخصاً غير مقيم، وبالتالي لا يمكنه أن يلّم بكل شيء بدقة، وأحياناً قد يشوه سمعة أشخاص لم يشاهدهم ولم يلتقِ بهم، ومن ثم يجب عدم الوثوق بكل كتابات الرحالة وشهاداتهم على تاريخ المنطقة. ولم تبتعد مشاركة عمار السنجري عن اهتمامات زملائه، حيث أكد أن المؤرخ يظل دوماً أكثر الناس حنيناً إلى الماضي، واصفاً إياه بأنه «شاعر يتعامل مع الأحداث بعاطفته» لكنه لا يمكن أن يكتب الأحداث بهذه العاطفة لأنه عندها لن يكون موضوعياً، مضيفاً أن أهمية التاريخ الشفوي تكمن في كونه يبدو أقرب إلى تقارير ميدانية من أبناء المنطقة، لذلك فإن كتاب «دليل الخليج» للمؤرخ الإنجليزي ج. ج. لوريمر، على سبيل المثال، والذي لا يستغني عنه أي باحث، يعتمد على الروايات الشفوية في توثيق تاريخ المنطقة، وأشار إلى أن الرحالة، باعتبارهم مؤرخين، بارعين في وصف المكان بشكل دقيق، وليس أدل على ذلك من وصف الرحالة وليم ريتشارد بلجريف لمنطقة قلب الشارقة عام 1860. (الاتحاد ـ الشارقة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©