الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المشروع العربي يفرض نفسه في النظام العالمي الجديد

23 يونيو 2006 01:24
أحمد خضر : في ثلاثمئة صفحة وصفحة أصدر الكاتب السياسي اليمني الدكتور أحمد محمد الأصبحي كتابه ( أوراق في المشروع العربي ) ومنذ البدء فإن كل كلمة كتبها الدكتور الأصبحي في كتابه تعبر عن ضميره ومبادئه وانتمائه الحقيقي للأمة العربية ، وهو يضيء في كل كلمة شمعة أمل ، ويدافع عن المشروع العربي الوحدوي المتكيف مع الظروف الراهنة ، على أمل تطوير فعالية الطاقات العربية ، والمخزون العربي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والحضاري كي تأخذ الأمة مكانتها التي تستحقها تحت الشمس · التحديات الراهنة إن كل من يقرأ هذا الكتاب يلمح على الفور مصداقية الكاتب وانسجامه مع نفسه ومبادئه حين يتحدث عن هذه المجموعة الكبيرة الضخمة التي تعيش في المنطقة الممتدة بين المحيط والخليج ، ونعني بذلك الأمة العربية التي كانت عصية على الاندثار عبر الزمن ، وهي بصدد التحدي العظيم ، والتحولات التاريخية النهضوية ، للولوج إلى عصر جديد ، تمتلك فيه كغيرها من الأمم كل أسباب العلم والتطور والتكنولوجيا ، إضافة إلى الإرادة الحرة والإصرار على التقارب ، والتعاون رغم الدسائس الخارجية ، والخلافات الداخلية · العقلانية ونقرأ في الكتاب أن البحث في المشروع العربي ينبغي أن يتم على نحو عقلاني ، يقدم الفعل على الانفعال ، والواقعية على المثالية ، والتدرجية على حرق المراحل ، إذ لا بد من التفكير في تردي الأوضاع العربية الراهنة ، وسط بيئة دولية عاصفة ، ومتغيرات متسارعة لنظام عالمي انعكس على النظام العربي ، بتداعيات سلبية تهدد أمنه السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري ، وتتدخل بشؤونه الداخلية والخارجية · ويخشى الكاتب أن تحتل إسرائيل موقعاً متميزاً وقابضاً وسط النظام العربي ، بعد أن تكون النظم العربية قد تحولت إلى نظم وظيفية منشدة إلى شبكة من الروابط ، في ظل التحولات الجذرية في المنطقة · النهوض الحضاري وفي موضع من الكتاب يقول الدكتور الأصبحي : لا بد من الاقتناع الكامل بحاجة الأمة الملحة إلى تحقيق النهوض الحضاري واعتباره التحدي الأعظم ، الذي ينبغي أن يستنفر له جميع قادة الأمة وزعمائها وقواها وتياراتها الفكرية والسياسية والثقافية وقدراتها الاقتصادية والعلمية ، وخبراتها المتعددة في الوطن العربي ، فليس من الحكمة أن يستمر أعضاء النظام العربي في حالة اتهام متبادل يخذل بعضه بعضا ، ويدين بعضه بعضا ، ويؤكد أنه خير للجميع أن يتفهم ظروف بعضه بعضا ، وأن يوازن بين قدراته وإمكاناته ، وحجم المتغيرات الدولية والإقليمية · إن هذا الكتاب جاء على امتداد أربعة فصول ، الفصل الأول يبحث في المشروع الثقافي ، والتربوي ، والتعليمي ، والإعلامي العربي ، والفصل الثاني في المشروع الاقتصادي والأمني والاجتماعي العربي ، والفصل الثالث ويبحث في المشروع السياسي العربي ، متطرقاً بإيجاز شديد لتاريخية العملية السياسية والتجارب الوحدوية خلال القرن العشرين ، وللوضع الراهن للنظام السياسي العربي ، ثم يقدم نقاطاً كمدخل إلى المشروع السياسي الوحدوي · أما الفصل الرابع والأخير فإنه يبحث في النظام العالمي الجديد ، جذوره وتداعياته وموقع النظام العربي ودوره في هذا النظام العالمي الجديد · المشروع إن المشروع العربي كما يتصوره المؤلف يرمي إلى استعادة أمتنا العربية ثقتها بذاتها ، وقدرتها الحضارية ، ويهدف إلى اتحاد كلمة العرب السياسية في رابطة قوية جامعة ، تعمل على تفعيل دور الجامعة العربية ، وبروزهم في كتلة اقتصادية متكاملة ، وانطلاقهم من استراتيجية أمنية ، تحيي معاهدة الدفاع العربي المشترك ، وسعيهم إلى تحقيق تنمية اجتماعية عربية شاملة · ويشير الدكتور الأصبحي في موضع من كتابه إلى أن الأزمات علمتنا بتعاقبها ودوراتها المتكررة أنها لا تترك قطراً من أقطار الأمة ، ومن نجا في لحظة ما من تدخل في شؤونه ، أو من حرب أهلية ، أو أفلت من حصار خارجي ، أو من ابتزاز لثرواته ، أو نيل من استقلاله وسيادته ، فإنه يظل مرشحاً لأي منها في أي لحظة ، طالما ظلت أقٌطارنا متحسسة من وحدة الإرادة القومية ، ومتفرقة غير متضامنة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©