النصر ينجح بـ «الخلطة الإيطالية» والأهلي يصيب جماهيره بالحيرة

علي معالي (دبي) - في عالم كرة القدم، لا تعترف إلا بنتيجة 90 دقيقة فقط، هي المحصلة النهائية لكل مباراة، ولكن هناك الكثير من الظواهر التي تحدث في اللعبة بمختلف دوريات العالم ومنها دورينا، ومنها اختلاف أداء وانتصارات الكثير من أنديتنا في الشوط الأول، مقارنة بالثاني طوال الدور الأول للمسابقة، حيث نجد أن الجزيرة على سبيل المثال، وهو حامل لقب الدوري والكأس في النسخة الماضية، والذي يحتل المركز الثاني في الترتيب بعد 11 جولة، ويحتل المركز الثامن في تحقيق الانتصارات في الشوط الأول، وهو مؤشر يؤكد أن الجزيرة بالفعل يستطيع قلب الموازين في الـ45 دقيقة الثانية من مبارياته. ويحتل العين الصدارة في الترتيب العام، سواء في تحقيق الانتصارات بالشوط الأول أو بالثاني، وهو ما يوضح أن “الزعيم” استطاع أن يُظهر “العين الحمراء” لجميع الفرق المشاركة، بعد 11 جولة بالتمام والكمال، ليس فقط بتصدره المركز الأول عن جدارة، وبفارق 4 نقاط عن الجزيرة في الترتيب العام، ولكن لأن “الزعيم” نجح بالفعل في أن يسيطر على الكثير من “العلامات الكاملة” من الإجادة والتألق. من خلال نتائج الشوط الأول جمع العين 22 نقطة؛ لأنه فاز في 7 مباريات، وتعادل في واحدة، ويأتي النصر في المركز الثاني برصيد 21 نقطة لأنه فاز في 6 مباريات خلال الدور الأول وتعادل في 3 مباريات واستطاع العميد النصراوي بفضل “الخلطة الإيطالية” التي وضعها والتر زنجا مدرب الفريق، أن يحتل المركز الثاني بعد العين مع نهاية الشوط الأول، ولكنه تراجع للمركز الثالث بعد نهاية الشوط الثاني، تاركاً الوصافة لـ”العنكبوت”، والغريب أن الأهلي مع نهاية الشوط الأول خلال 11 مباراة يمكن وضعه في المركز الثالث، ولكنه حالياً وعلى أرض الواقع بعد نهاية الشوط الثاني لـ11 جولة يتراجع كثيراً ليحتل المركز السابع، وهو أمر محير لجماهير “الفرسان” مع نهاية الشوط الثاني، كما أن الشباب مع نهاية الشوط الأول يحتل المركز السادس، ولكنه بنهاية المباراة والدور الأول حالياً يحتل المركز الرابع. ولعل الوحدة هو الأكثر توازناً تقريباً بين شوطي المباراة، ومع نهاية الشوط الأول في 11 مباراة يحتل “العنابي” المركز الرابع، ومع نهاية الثاني نجده يحتل المركز الخامس. ومن المفارقات أيضاً أن عجمان مع نهاية الشوط الأول يحتل المركز الخامس، ومع نهاية الثاني يحتل المركز التاسع، ويبقى الإمارات خلال الشوطين الأول والثاني في قاع الترتيب. وعن هذه الظاهرة، قال خليفة سليمان المحلل الكروي، إن مزاجية اللاعب الإماراتي تختلف تماماً عن بقية لاعبي العالم، ولا يمكن التحكم فيها مهما كانت جنسية المدرب مواطنا أو أجنبيا، ومع نتائج الفرق في البطولة خلال الشوطين الأول والثاني نجد أن الجزيرة هو الأكثر حظوظاً في الوصول للدوري، رغم صدارة العين؛ لأن الجاهزية قائمة بقوة داخل الفريق على اعتبار أن الجزيرة هو الأكثر استقراراً بين فرق البطولة، ولكن ظروف العين هذا الموسم ساعدته على التألق، من ثقة متبادلة بين المدرب واللاعبين، والنقطة المختلفة في الجزيرة عن بقية فرق المسابقة تكمن في حالة الاستقرار بين أفراد الفريق، والتشكيلة التي يعتمد عليها المدرب فرانكي، ولا يمكن في كل الأحوال الحكم على فريق من خلال نتائجه في الشوط الأول فقط. وأضاف: “في كل دول العالم، نجد أن كل الفرق تلعب أمام بطل المسابقة بمنتهى القوة مع بداية النصف الأول من المباراة، وهو ما يحدث مع الجزيرة، وتشعر بأن عناصر الفريق الحالية بالجزيرة لديها الثقة بالنفس والعودة للمباراة مهما حدث خلال الشوط الثاني، وتسير الأمور بشكل جيد لتحقيق ما يريد الفريق في الشوط الثاني، على الرغم من تأخره مثلاً في الشوط الأول، وحدث هذا أكثر من مرة، وكاد أن يحدث في مباراة “الفورمولا” أمام “الجوارح”، ولكن الأخير نجح في حسم المباراة لصالحه 3 - 2 . وقال خليفة سليمان: لا بد للاعبي الجزيرة من أن يقتنعوا تماماً بأن الموسم الحالي يختلف تماماً عن الماضي، حيث ظل الجزيرة في الموسم الأخير متصدراً، ويعزف بشكل منفرد و”مرتاح البال”، ولم يكن يزعجه على فترات سوى بني ياس، حيث كان شكل البطولة في الموسم الماضي مختلفاً، عما هو عليه في الموسم الحالي، وكان هناك عدد كبير من اللاعبين الأجانب كانوا بدرجة فاشلين، ولكن هذا الموسم الوضع مختلف. وأشار خليفة سليمان إلى أنه عندما يعود الجزيرة للفوز، وتعويض ما فاته في الشوط الأول فهو مؤشر إيجابي بأن رغبة الفريق في الانتصار تظل حتى اللحظات الأخيرة، كما أن الحالة البدنية لـ”الفورمولا” تؤكد كفاءته في الوقت نفسه، ولكن الواضح أن المنافسة مع الجزيرة من فرق كثيرة ستكون ملتهبة، في ظل استعدادها بشكل رائع، خاصة في ظل المستويات المتميزة للعين والوحدة والشباب والنصر وعلى فترات الوصل.