بغداد، كانبيرا - وكالات الأنباء: هدد وزير التجارة العراقي عبدالفتاح السوداني أمس بإعادة النظر في الاتفاقات التجارية مع أستراليا التي تزود العراق بالقمح بعد ان أطلقت قوات أسترالية النار وقتلت أحد جنود الحراسة في بغداد أمس الأول في وقت أعربت القوات المسلحة الاسترالية عن أسفها للحادث فيما قالت كانبيرا انها ستمضي قدماً في شحن القمح للعراق وإنها لم تبلغ بتهديد بغداد بإعادة النظر في الصفقة· وتحاول الحكومة الاسترالية التفاوض لإبرام صفقات قمح جديدة قيمتها تقدر بمئات الملايين من الدولارات مع العراق الذي يعد واحداً من أكبر مستوردي القمح في العالم· ووقع حادث اطلاق النار أمام مكاتب وزارة التجارة في حي الحارثية ببغداد أمس الأول· وكانت قوات الدفاع الاسترالية قد أكدت أمس أن جنودها فتحوا النار بالخطأ على الحرس الخاص لوزير التجارة في بغداد فقتلوا أحد الحراس واصابوا ثلاثة اشخاص· وقال محمد حنون المتحدث باسم الوزير إن الوزير يحمل الحكومة الاسترالية المسؤولية ويطالب باعتذار ودفع تعويض· وأضاف ''نطالب الحكومة الاسترالية بتوضيح هذا الاعتداء الإجرامي المتعمد وغير المبرر ضد عناصر من القوة التي توفر الحماية لنا مضيفاً انه اذا لم ينفذ ذلك فسيعيد النظر في الاتفاقات التجارية بين البلدين· واتصل سفير استراليا بوزير التجارة العراقي هاتفياً وطلب منه قبول اعتذاره وتعازيه بسبب اطلاق النار· وقال اللفتنانت جنرال كين جيلسبي نائب قائد قوات الدفاع الاسترالية في بيان: ''قوات الدفاع الاسترالية تأسف بشدة للاصابات وخسائر الأرواح التي حدثت· ومثلما حدث في كل حوادث قوات الدفاع الاسترالية من هذا النوع سيجري التحقيق في الأمر رسمياً وبشكل كامل''· وقالت الشرطة: إن الحراس الاستراليين اعتقدوا خطأ أن حراس الوزير الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية ومسلحين ببنادق من طراز ايه· كي -74 هم من المسلحين ففتحوا النار عليهم· وأضافت الشرطة أن الجنود كانوا يحمون وفداً تجارياً يزور البلاد لكن حنون قال: إنهم كانوا في المكتب لترتيب لقاء مع السفير الاسترالي· وذكر ان حارساً قتل واصيب اثنان ومدني في الحادث الذي وصفه بانه ''مستفز''· من جانب آخر قال رئيس الحكومة الاسترالية جون هوارد أمام برلمان بلاده أمس ''استراليا لن تكون رهينة جدول زمني محدد فيما يتعلق بسحب جنودها من العراق'' موضحاً ان الجنود الـ 064 الذين كانوا يتولون حماية الفرق اليابانية سيعملون بعد رحيلها على دعم قوات الأمن العراقية· وقال هوارد، الحليف الوفي للاميركيين في إطار الحرب على الارهاب ''ليس هذا وقت التخلي عن الشعب العراقي· العراق ساحة حرب دولية ضد الإرهاب· ترك العراق قبل الأوان سيزعزع الاستقرار، لا فقط في الشرق الأوسط، بل سيشجع ويقوي المتطرفين في العالم أجمع''· وأوضح ان الجنود الاستراليين سينتشرون، بعد رحيل اليابانيين قبل نهاية يوليو المقبل، في تليل، وهي قاعدة جوية تابعة للتحالف قرب الناصرية· وقالت متحدثة باسم الشركة الاسترالية لتجارة القمح (ويت) ''من السابق لأوانه فهم التفاصيل الدقيقة في هذه المرحلة لتهديدات الوزير العراقي لكن ويت استراليا ستواصل متابعة تطور الأحداث''· واعتبر زعيم المعارضة العمالية في استراليا كيم بيزلي أن هذا الحادث يلقي الضوء على ضرورة سحب القوت الاسترالية من العراق·
عدد اليوم
