بغداد - اف ب:
أكد الرئيس العراقي جلال طالباني مساء أمس الأول التوصل الى اتفاق حول مبادرة المصالحة الوطنية التي اقترحها رئيس الوزراء نوري المالكي، مشيرا الى انها ستشمل المتمردين· واعلن طالباني ان الاتفاق تم خلال اجتماع الرئاسات العراقية الثلاث الممثلة برئاسة الجمهورية والوزراء ومجلس النواب على مشروع المصالحة الوطنية والحوار الوطنى وان رئيس الحكومة نوري المالكي سيعلن عنه امام البرلمان بعد غد الاحد· وقال للتلفزيون بعد لقاء مع المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني ''بعد مفاوضات واسعة اتفقنا على ان تشمل هذه المبادرة جميع العراقيين بمن فيهم الذين حملوا السلاح لكنهم لم يرتكبوا جرائم خطرة ضد المواطنين''· واضاف طالباني ان ''المصالحة الوطنية ستكون مفتوحة للجميع وسيكشف تفاصيلها عندما يطرحها''· وقال ''انها ستحسن على الفور الاجواء السياسية وتعطي الأمل للكثيرين بأن العراق هو في مستهل مصالحة وطنية حقيقية''· وقد أكد المالكي في السادس من يونيو الحالي ان العراق يحتاج الى عملية مصالحة مماثلة لتلك التي بدأت في جنوب افريقيا في نهاية حقبة التمييز العنصري· واضاف ان الهدف من الخطة هو ادماج عشرات الالاف من قدامى أعضاء حزب البعث الذين خسروا وظائفهم في ادارات الدولة وفي القوات المسلحة بعد الاجتياح الأميركي في 2003 وعملية اجتثاث البعث· واثارت هذه الخطة ارتياحا كبيرا خصوصا لدى الطائفة السنية التي تشعر انها مستهدفة· لكن ردود المالكي ما زالت حتى الآن غامضة حين يسأل هل تتضمن الخطة اشخاصا من السنة قاتلوا وقتلوا عناصر من القوات العراقية والاميركية· وقد وجه طالباني نداءات عدة الى العفو عن المتمردين منذ وصوله الى الحكم في السادس من أبريل 2005 لكنه اصطدم بمعارضة المسؤولين العسكريين الأميركيين والشيعة الذين يهيمنون على مجلس النواب· وأشار طالباني الى ان لا خلاف مع المالكي على البنود الاخرى من خطته· وقال مبتسما ''ان مضمون الخطة التي طرحها الاخ المالكي مقبول منا، لكننا اضفنا اليها فقط بعض الامور''·
واضاف ''لا خلاف على الاطلاق وتوصلنا الى توافق· ونحن بلد ديموقراطي الان ومن واجبنا ان نتجنب اي امر يفرضه اي شخص''· وردا على سؤال فيما اذا كانت هناك أزمة ثقة بشأن مشروع المصالحة أوضح طالباني انه لم تكن هناك أزمة ثقة وان أصل المشروع الذي قدمه المالكي كان مقبولا لكننا قد أضفنا عليه وقد توصلنا الى اجماع بشأنه وهذه ظاهرة جيدة للتأكيد على الجو الديمقراطي السائد· وفيما يتعلق بعقد مؤتمر وطني لدعم خطة بغداد الأمنية لفت الى ان المشروع يتضمن دعوة لعقد عدة مؤتمرات منها مؤتمر للقوى السياسية واخر للاحزاب واخر للعشائر العراقية اضافة الى مؤتمر لرجال الدين· من جهة أخرى أكد رئيس بعثة الجامعة العربية في بغداد مختار لماني ان مؤتمر المصالحة العراقية المتوقع ان يعقد مطلع أغسطس المقبل في بغداد برعاية الجامعة يجب ان يحدد اهدافا واقعية قابلة للتحقيق معتبرا ان ''انعدام الثقة الشديد'' بين الاطراف العراقية يجعل من المستحيل حل عدة قضايا هامة·
وقال لماني، الذي وصل قبل ستة اسابيع الى بغداد حيث افتتح بعثة الجامعة، أمس انه ''ربما يكون من الأفضل ان يكون المؤتمر هو بداية لاطلاق عملية وفاق وان يحدد لنفسه اهدافا يمكن تحقيقها''·
عدد اليوم
