الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات وصلت إلى مستوى متقدم

23 يونيو 2006 01:11
أحمد المنصوري: قامت بأعمال جليلة لخدمة المكفوفين من خلال تبني قضاياهم وهمومهم حيث تعد المبادرات التي قدمتها من أكبر المشاريع التي ساهمت في عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع·· كما أن لها مساهمات عديدة في النشاط الإنساني والمساعدات الاجتماعية من موقعها كإحدى القيادات النسائية البارزة في هيئة الهلال الأحمر· استطاعت ناعمة عبد الرحمن المنصوري مديرة مكتب مساعدة رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون النسائية، وعضو مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر، أن تحدث تغيرا في حياة المئات من فاقدي نعمة البصر من خلال عملها المباشر معهم في التدريس والتأهيل، ومن ثم تولي إنجاز مشروع مطبعة المكفوفين الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة· تقول ناعمة المنصوري: ''انضممت في عام 1992 إلى مدرسة الفئات الخاصة التابعة للقسم النسائي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك، وعملت مدرسة فصل في قسم المكفوفين بعد أن تخرجت من جامعة الإمارات تخصص تربية في ،1994 بالرغم من أنه لم تكن لدي أي فكرة مسبقة عن كيفية التعامل هذه الفئات·'' وبكل تحد وإصرار تعلمت المنصوري لغة برايل وأتقنتها، بعد الانضمام لدورات مكثفة، ومن ثم قامت بتدريس تلك اللغة للمكفوفين، وتواصلت أيضا مع جمعية المكفوفين في الشارقة وأصبحت عضوة فيه، وهي أول من نظمت في الدولة ''يوم العصا البيضاء'' وهو يوم عالمي للمكفوفين يقام سنويا في 15 نوفمبر· وحول دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية قالت المنصوري: ''لم تكن عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية مسألة سهلة·· وواجهنا الكثير من العوائق والصعوبات بدءا من التعقيدات الإدارية، انتهاء بالمعاناة مع أولياء الأمور لإقناعهم بضرورة دمج الأبناء المؤهلين في المدارس الحكومية، حيث كان أول عملية دمج في أبوظبي عام 1996 لطالبين مكفوفين أنهيا الصف الثالث في التربية الخاصة، وانضما إلى الصف الرابع في مدرسة حكومية·'' وتضيف المنصوري: ''كانت مسألة دمج الفئات الخاصة في المدارس شغلي الشاغل واتخذته قضيتي الرئيسية·· وكنت أذهب إلى المدارس الحكومية بمرافقة الطفل الكفيف لإقناع إداراتها باستقباله على مقاعد الدراسة·· وكم أحسست بالفخر عندما حققت هذا الإنجاز·'' كما قادت المنصوري حملات خيرية لشراء أجهزة الطباعة الخاصة بالمكفوفين والتي تبلغ قيمة أرخص جهاز 3 آلاف درهم، واستطاعت توفير عشرات الأجهزة للمكفوفين من المتبرعين والجهات الداعمة· مطبعة المكفوفين تعد الكتب والمقررات الدراسية المطبوعة بلغة برايل من أهم المستلزمات التي يجب توفيرها للطلاب المكفوفين، فتبنت ناعمة المنصوري من خلال الهلال الأحمر مشروع مطبعة المكفوفين الذي رأى النور في بداية عام 2001 وبلغت تكاليفه 600 ألف درهم وانتقلت إدارة المطبعة مؤخرا من الهلال الأحمر إلى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية· وقالت المنصوري: ''تقوم المطبعة بطباعة المناهج الدراسية بنظام برايل، حيث تنشر وتوزع هذه الكتب داخل الدولة وخارجها، وقامت المطبعة حتى الآن بطباعة ما يزيد عن 14 ألف كتاب استفاد منها المئات من المكفوفين·'' وتضيف المنصوري: ''لقد تشرفت بإدارة هذا الصرح العلمي الكبير، ولازلت أبذل الجهود في سبيل تطوير المطبعة من خلال عدة برامج وخطط مستقبلية لإنجازها خاصة بعد انتقالها إلى مؤسسة زايد العليا·'' ساهمت المنصوري بفعالية في إدارة المساعدات المحلية في هيئة الهلال الأحمر، وشاركت في وضع الخطط والاستراتيجيات لتنفيذ مشاريع الهيئة داخل الدولة ومنها المشاريع الموسمية مثل إفطار صائم ومشروع زكاة الفطر وزكاة المال وكسوة العيد وحملات الهلال الخيرية والأضاحي وتسيير رحلات الحج والعمرة وكفالة طلاب العلم والحقيبة المدرسية والمساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية ورعاية أسر السجناء ودعم المؤسسات وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومتابعة حالات بعض الأسر المحتاجة والحالات الفردية ذات الطابع الإنساني ورعاية المسنين· وأوضحت المنصوري أنها أعدت الدراسات ورفعت المقترحات التي نفذ العديد منها على أرض الواقع أثناء عملها مديرة للمساعدات المحلية في الهلال الأحمر في 2003 و ،2004 حيث أدت هذه الجهود مع جهود الإدارة العليا والموظفين إلى نقلة نوعية في المساعدات المحلية· حقوق ذوي الاحتياجات أكدت ناعمة المنصوري أن الدولة شهدت في الأعوام الأخيرة تقدما كبيرا في مستوى الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة لتصل إلى مستوى مقارب للوضع في الدول المتقدمة، مشيرة إلى أن الوعي المجتمعي تطور في الفترة الأخيرة بخصوص حقوق واحتياجات الفئات الخاصة· وقالت المنصوري إن الحقوق المدنية الخاصة للمقعدين ومستخدمي الكراسي المتحركة والمكفوفين من حيث تجهيز المباني والمراكز والمنشآت وفق المواصفات العالمية لتتلاءم مع طبيعة حركتهم وتخصيص مواقف سيارات خاصة بهم أخذت في الاتساع في معظم المرافق الحديثة في الدولة، وذلك بعد انتشار الوعي الرسمي والشعبي في هذا الاتجاه·'' وساهمت المنصوري في وضع أسعار السلع والمواد في أحد أفرع الجمعيات التعاونية بطريقة برايل للمكفوفين، بعد أن أبدت الجمعية استعدادها ورغبتها في تنفيذ المقترح· وأضافت المنصوري: ''أخذت حقوق ذوي الاحتياجات في عملية الدمج والمشاركة المجتمعية تترسخ شيئا فشيئا·· خاصة مع تعاون عدة جهات في العملية، ومن خلال حملة تحويل الإعاقة إلى طاقة لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة التي تقوم بها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وهي دليل على حرص المسؤولين عن هذه الفئة والتأكيد على حقوقهم المجتمعية·'' وقالت المنصوري: ''كان الناس في السابق لا يفرقون بين فئات ذوي الاحتياجات، أما الآن فبسبب الاهتمام الإعلامي والرسمي، صار الجميع يميز بين معظم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبحت هناك مؤسسات متخصصة في علاج وتأهيل فئات بعينها·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©