الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد يشهد ليلة الوفاء لزايد العطاء

عبدالله بن زايد يشهد ليلة الوفاء لزايد العطاء
18 يوليو 2014 16:54
إبراهيم سليم (أبوظبي) شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مساء أمس ليلة الوفاء لزايد العطاء و”يوم زايد للعملِ الإنسانِي”، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والتي نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي. كما شهد الاحتفال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة، ومعالي الدكتور محمد مختار جمعة مبروك وزير الأوقاف المصري والدكتور مطر الكعبي مدير عام الهيئة والعلماء ضيوف رئيس الدولة وحشد من كبار الشخصيات في الدولة والإعلاميين والمدعوين والمصلين. وفي كلمة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي ألقاها الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة قال فيها “نحتفي اليوم بإنجازات قائد قل نظيره، وباني دولة تتسامى بالبناء دوحةً للأصالة وللحداثة وللتميز، ففي هذا اليوم التاسع عشر مِن شهر رمضان المبارك نعيش مناسبة وطنية وإنسانية، تحمل اسم (يوم زايد للعملِ الإنسانِي) وذلك فِي الذكرى السنوية العاشرةِ لرحيلِ مؤسسِ دولتنا، وبانِي نهضتنا، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اللهُ ثراه. وأضاف “قام الشيخ زايد رحمه الله ببناء مجتمعٍ متآلف متواد، متعاون متساند، فعمل رحمه الله على توحيد قلوب أهل هذه الدار، قبل توحيد الفيافي والقفار، فاجتمع من في هذه الدولة كلّهم جميعا، على ما يرِضي ربهم، ويُحقق مرادَه منهم، واتحدوا تحت راية واحدة، يقودها رجال صدقُوا ما عاهدوا الله ثم الشعب عليه، فانتظم عقد هذه الدولة المتفرد، ولاحت الخيرات مِن أُفقه، وتبدت طوالِع السعد من جوانبه، فعمرت البلاد، وانتشر على وجه البسيطة خيرها، وامتدت أياديها البيضاء بالعطاء للإنسانية كلها، موقنا طيب الله ثراه بأن الأمم في عطاء ما كان العطاء دأبها، وإسعاد الإنسان هو قصدها، فكان نعمة للزمان، وخيرا على كل البلدان، ولقد سار أبناؤه البررة، بسفينة الاتحاد نحو مستقبل زاهر باهر، يمتاز بالثبات، ووضوحِ الرؤية، وتحديد الهدف، استلهاما من الدين الحنيف، واستنطاقا لروحِ تشريعاته وأخلاقه وحضارته، وترسما لخطى المغفور لَه، وسيرا على منهاجه، فقد تفرعوا ـ حفظهم الله ـ من دوحة سمو وسناء، ومعدنِ خير وعطاء، أصل في الفضل راسخ، وفرع بالمكارم شامِخ، تمتَّعُوا بسجايَا والدهم وشيمه، واستمدوا الخيرَ مِن غراسِ فعله، فالعباد بفضلهم يشهدون، ولثمار مبراتهم يجنون، واستطاعت دولتنا بفضل جهودهم، وكريم توجيهاتهم، تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات رسمية معتمدة، استدامة للخير، واستمرارا لبذله، وضمانا للإحسان فيه، وتأكيدا لوصوله لمستحقيه. وأضاف الدكتور المزروعي “ إن من واجبنا نحن أبناء زايد، أن نسير على خطاه، فنحافظ على وحدة بيتِنا، وتلاحم مجتمعنا، وترابط أُسرنا، ونتمسك بمبادئنا، فالريادة هدفنا، والطموح دأبنا، والمسؤولية عملنا، والتسامح من قيمنا، وإغاثة الملهوف من شيمنا، وصنائع المعروف من أخلاقنا، والوفاء لنا شعار، والعطاء لنا دثار، وإننا لنعاهد الله تعالى على السمعِ والطاعة والدعاء والولاء لقيادتنا الرشيدة، وأن نقف خلفهم وحدة متماسكة، وأن نعمل ما استطعنا من أجل حماية هذا الوطن وصيانة خيراته ومقدراته. وفي كلمته أكد معالي الدكتور محمد مختار جمعة مبروك وزير الأوقاف المصري أن التاريخ سيظل يسجل مآثر حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ فقد كان رحمه الله بعيد النظر، سابقا لعصره في رؤيته الإنسانية وحسن فهمه للتعايش السلمي، والتواصل الحضاري واحترام الإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه، وسيرته في ذلك ينبغي أن تدرس لأن العالم كله الآن في حاجة ماسة إلى تبني هذه الرؤية الإنسانية التي تنبثق من الفهم الصحيح لحضارتنا الإسلامية. وتابع: وفي ضوء هذه الحضارة السمحة الراقية انطلق الشيخ زايد رحمه الله بفطرته النقية في مشاريعه الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها فلم يقف عند حد أو جهة. وقال وزير الأوقاف المصري: ”إن الشيخ زايد صوب نظره الثاقب وخيره العميم إلى المكروبين والمحرومين في شتى بقاع الأرض أيا كان لونهم أو جنسهم أو معتقدهم يبني هنا وهناك المدارس والمساجد والمستشفيات ومدنا سكنية في أريحية كبيرة للعطاء والخير ، كما جعل رحمه الله من دولة الإمارات نموذجا متميزا في التعايش السلمي والعيش المشترك بين الديانات والأعراف والجنسيات المختلفة ، كما اسهم في نقل صورة من أجمل صور الحضارة الإسلامية وقدرتها على استيعاب الآخرين وتقبل العيش معهم في أمن وسلام وفي إطار الحقوق والواجبات المتبادلة ومن فضل الله وتوفيقه وعلامات الرضا والقبول أن يأتي خلفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله ـ وإخوانهما حكام الإمارات فيسيرون جميعا على نهج الشيخ زايد برا ووفاء له مما يؤكد أن هذا الخير كان يفعله زايد قد تعمق في نفوس أبناء الإمارات جميعا حكومة وشعبا حتى صار سجية فيهم فواصلوا المسيرة وزاد الخير والعطاء وامتد في خير خلف لخير سلف. وقال العلامة الشيخ عبد الله بن بيه إن زايد تاريخ ماض وهو دائم حاضر وإنه تاريخ صنع المستقبل وربط الأجيال بتاريخ القيم الكبرى التي كان عليها أسلافهم. وقال إن ذكراه تتجدد وتجدد يوما بعد يوم على أيدي أبنائه وأحفاده وشعبه، وإن المغفور له كان منهجه السماحة والسلام والأصالة والانفتاح والعطاء والسخاء، وكان محبا للسلام، وسعى في نشره في جميع المحافل الدولية وكان يتدخل للإصلاح بين الشعوب. وندد ابن بيه بالجماعات التي حاولت خطف الإسلام وتشويهه والبعد عن سماحته ووسطيته، وهو المنهج الذي كان يسير عليه المغفور له واستمر منهج الإمارات على ذلك ولم يتغير. ونوه إلى أن مجلس الحكماء الذي تستضيفه الإمارات يوم السبت وسيكون مقره في أبوظبي والذي سيتولى بيان الحقائق وتفكيك المنظمات المشبوهة التي أضرت بالإسلام وحولته من دين ينتهج السلام والمحبة وينشر السماحة بين الناس إلى دين للقتل والخراب والتطرف، وأكد أن العمل الخير أثر مشهود للشيخ زايد ولأبنائه ودولته. وقال الدكتور حميد عشاق من ضيوف رئيس الدولة إن المغفور له الشيخ زايد كان يرافقه توفيق إلهي في كل الخطوات التي سلكها، فكان منهجه الإحسان والجود واقترن اسمه بسخاء النفس والحث على الخير وبذل السلام للعالم وامتدت يده بالعون والمساعدة لكل الناس في العالم العربي والإسلامي والدولي.وأضاف أن الشيخ زايد كان فيضا من المشاعر الإنسانية النبيلة وكانت أخلاقه جزءا لا يتجزأ من سياسة الدولة فكان يؤمن بمفهوم السلام العالمي حيث يغتنم وجوده في المحافل الدولية للدعوة لنشر السلم ونزع الضغائن والمجن بين الشعوب. وقال فضيلة الشيخ وسيم يوسف خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في كلمته إن المرء بما ينفع به مجتمعه وأمته، فكيف حينما ينفع إنسان شعبا كاملا كيف حينما ينفع إنسان أمة كاملة يبر بها ويحسن إليها، كيف حينما يحمل هم أمة لا شعبا فقط، كيف حينما يحمل هم الإسلام وهم تعليم الإسلام كم قرآن طبع باسمه ـ رحمه الله ـ وكم من مأذنة رفعت بأمره، وكم من مريض عُولج بوصيته، وكم من مديون قضى عنه بحكمته، وكم من مكروب نُفس عنه بجوده، لبر لا ينسى، فكل صنيع معروف يبقى ولو مر عليه ألف ألف عام،، وكل عمل اتصل بالله سيدوم لا محال وهذا ما نراه حاضرا شاهدا في المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقال الشيخ عبد الرحمن الشامسي الواعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في كلمته “إن حب الوطن عند أبناء هذه الدولة المباركة يتجسد في حب رجل واحد، رجل خرج على الدنيا والناس حوله تسودهم الفرقة والشتات، وتتخللهم الحروب والمشكلات، تغمض عينوهم على خوف ووجل إلا عين ذلك الرجل، الذي بات يتدبر كتاب ربه تعالى، حتى استوقفته آية عظيمة شدت انتباهه وشغلت تفكيره وأيقظت وجدانه إنها قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فقرر هذا الرجل العظيم أن يجعلها مقصده، فوحد الصفوف، وألف القلوب، ولم الشمل وخلق حالة فريدة من الانصهار والتآلف والمحبة بين الناس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©