الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد: الإيمان والحكمة والهدوء مفاتيح الحل لأكثر المشاكل تعقيداً

زايد: الإيمان والحكمة والهدوء مفاتيح الحل لأكثر المشاكل تعقيداً
18 يوليو 2014 14:27
مشاهد ووقائع يرويها: حمـدي تمـام إذا كان لدى كل مواطن في الإمارات أو وافد أو مقيم فيها، وخاصة من الرعيل الأول شريط من الذكريات والمواقف الإنسانية التي كان يتحلى بها فقيد الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، والتي تنتظم في عقد فريد في سجل القيم والخصال النبيلة.. وفي صدارتها فضائل الصبر والكرم والعدل والصدق والأمانة والإيثار والشجاعة دون أن يكون لأي منها فضل السبق أو الغلبة على الأخرى .. فإن فضيلة الصبر تكاد تشكل المفتاح الرئيس لشخصية القائد المؤسس رحمه الله. ومع أن للصبر حدوداً، فإن حدود صبر زايد كانت أوسع من الصحراء المترامية التي لا حدود لها، ولا أحد يعرف أين ترسم.. وأين تنتهي.. وكلما وصل هو إلى هذه الحدود يتجاوزها.. ولكن بعد أن يتوقف عندها ليراجع حساباته مع نفسه ومع الآخرين. وكانت فضيلة الشيخ زايد ، طيب الله ثراه ، هي أنه يصبر ولا ييأس ولا يشكو ولا يتذمر. أما هو فقد كان يقول: «هذه هي طبيعة رجل الصحراء، وأنا رجل من الصحراء، وأحب الصحراء .. والذين صبروا أجيالاً فوق هذه الرمال حتى نبت فيها الخير، هؤلاء يعلموننا أن نصبر طويلاً حتى تقوم الدولة التي نطمح إليها. وهكذا كان زايد صادقاً بمنتهى الصدق مع نفسه. منسجماً كل الانسجام مع شخصيته حتى تحقق له ما أراد وهو إقامة دولة عزيزة لها مكانتها اللائقة تحت الشمس بفضل حاكم رشيد .. وشعب يستحق أن يكون اليوم في مكان الصدارة في العالم. وربما نستطيع في السطور التالية أن نلقي الضوء على الجوانب العظيمة في شخصية زايد الإنسان الذي كان يستمد هداية الله في كل أعماله، ولا يرد شيئاً إلى ذاته، ولا يبدي أي تبجيل لنفسه ويؤمن بأن الإنسان إذا حاول أن يسير إلى طريق الصواب بكل قدراته فإنه لا يستطيع ذلك إلا إذا عصم الله قلبه وأعطاه دعماً من عنده. وكثيراً ما سمعت سموه وهو يردد بكل الخشوع والإيمان: «إن الله إذا رضي عن عباده أراهم الطريق الصحيح». والحمد لله أن الشيخ زايد عرف الطريق الصحيح لاستثمار القوى الروحية التي حباه الله بها، وارتفع البناء الحضاري للإمارات على قاعدة وطيدة يغذيها الضمير الأخلاقي الذي التزم به المؤسس الباني وفي توازن تام بين الاعتبارات المادية والروحية. الصبر وسطوة الغضب ولعلّ الواقعة أو القصّة التالية التي سمعت الشيخ زايد ، رحمه الله ، وهو يرويها على الحاضرين في مجلسه ذات ليلة تلقي الضوء على المشاعر الإنسانية التي تفيض بسعة الصدر والصبر الجميل لكبح سطوة الغضب وتدل على خصوصية هذا القائد الفذ، ونوازع الفطرة التي جبل عليها سموه منذ مطلع شبابه في مدينة العين، وحتى أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة .. دون أن يغير سنته أو يبدل فطرته. يقول الشيخ زايد إنه في أحد أيام رمضان منذ أكثر من 6 عقود عندما كان ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية .. شعر بالعطش في يوم قيظ شديد .. تعب أشد التعب، وفكر ملياً في الأفطار بعد رحلة شاقة بدأت على ظهر حصانه منذ مطلع الفجر حتى الظهر لتفقد أحوال مواطنيه، ولكن زايد ظلّ يقاوم رغبة الإفطار والعطش، واتجه بالقرب من منطقة المعترض وهي إحدى مناطق مدينة العين إلى أحد الأفلاج ليسبح في الماء لعلّه يتغلّب على الحر الشديد .. ووجد سموه عليه رحمة الله رجلاً يغسل كيس التمر (الجراب) المصنوع من عنثر التمر (سعف النخيل في ماء الفلج) .. ودعا زايد الرجل إلى أن يتريّث ويتوقف عن غسيل (الجراب) حتى لا يلوث الماء ويعكر عليه الاستحمام، لكن الرجل الذي كان يبدو أنه من النوع المزعج المشاكس رفض الاستجابة لطلب زايد .. وأبى واستكبر وسأل الرجل زايد من مكانه بطريقة استفزازية دون أن يعرفه. ولماذا أستجيب لك حتى أسمع كلامك؟! ورد زايد بكل هدوء .. إنسان مثلك وأجاب الرجل ولكنني لن أكف أو أتوقف حتى أنهي ما أريد. وقال زايد إنني أخ مثلك .. وأرجو أن تتيح لي عدة لحظات حتى أستحم .. دون أن تعكر عليَّ الماء. ولكن الرجل تمادى في غيه .. بل إنه أكثر من ذلك فقد تمادى أكثر وأكثر في تعكير صفو ماء الفلج. وكان زايد يستطيع حسم الأمر مع مواصلة نفس التصرفات الصادمة التي أبداها الرجل منذ أوَّل لحظة، بل وبصورة أشد قسوة، لكن كل ذلك لم يثر عند زايد نزعة الغضب .. أو يفقده هدوءه. وعاد زايد يستميل الرجل قائلاً: أرجوك أمهلني عشر دقائق. ورد الرجل: ولا دقيقة واحدة. وقال زايد: أنا حران يا أخي، وأنا صائم، لكن الرجل استمر في عناده .. بل واحتد بكلمات غير لائقة وجهها لزايد بعنف. استفزاز ومشاكسة ولم ينفعل زايد .. وتحلى بكل الصبر وقال وهو يبتسم للرجل: اللهم إني صائم ، وذلك الذي تفعله تجاهي حرام عليك. أنظروا إلى حلم زايد عند غضبه وكأنه كان يجسد في هذا المشهد حلم ضرار بن القعقاع فقد حكى قديماً أن رجلاً في موقف يكاد يكون مشابهاً والله لو قلت واحدة .. لسمعت عشراً فقال له ضرار: والله لو قلت عشراً ما سمعت واحدة. لقد كان زايد في شدة الغضب .. لكنه استطاع بقوّة السيطرة على أعصابه رغم كل ما طاله من عنت وظلم وإجحاف .. وواجه كل هذا الاستفزاز والمشاكسة بالابتسامة الودودة لأنه كان يعرف أن الابتسامة في مثل هذا الموقف هي أفضل البلاسم للسيطرة على غضب الإنسان .. وأن الضحك يعطيه الهدوء لعلاج حدة الموقف ويوجد الطمأنينة في قلبه .. ويقلص من عناد الرجل ويشيع جواً إيجابياً لإزالة التوتر. وعاد زايد يقول للرجل ويستعطفه. أتركني أعمل معروفا. فرد الرجل لا. وقال زايد أنت قوي. وقال الرجل: نعم أنا قوي .. وأستطيع أن أرميك رمية واحدة .. وأضربك! وقال زايد: أنت تضربني .. وتهددني. رغم أنني مسلم وأنت أعزل. وسأل الرجل: إيش عندك من سلاح؟ وقال زايد عندي بندقية، وأظن أنك لن تتطاول بعد الآن .. وأفضل لك أن تتركني عشر دقائق ولا تتحرش بي أكثر من ذلك. وقال الرجل: لو كان عندي سلاح مثلك لما تركتك. وابتسم زايد مرة أخرى. ولم يكن كل ذلك من ردود الأفعال عند زايد غريباً عليه .. فطالما تبنى زايد هموم المساكين .. ولئم جراح المسحوقين الذين تم القضاء على آدميتهم في أقصى وأدنى بلاد الدنيا .. وأهدرت كرامتهم في مجتمعات غاب رشدها وحكمت بقوانين القوة الغاشمة التي أصبحت أسلوباً للحياة .. ولم يكن يوماً من هؤلاء الذين يستمرؤون تهشيم عظام الضعفاء .. ولا مكان عنده لمن يحوز سلطة أو نفوذاً أو جاهاً يحمي به وجوده ويصون به ذاته وسرعان ما أسدل الستار على هذا المشهد الإنساني .. حين كانت مجموعة من رجالات العين تأتي نحو زايد .. وأخذت تحييه تحية إكبار وإجلال. وعرف الرجل في هذه اللحظة أنه زايد وأقبل نحو سموه يعتذر ويعتذر، ولم يغضب زايد، بل صافح الرجل وأخذ يتعرف على أحواله. دروس مستفادة وكأنما كان زايد بهذا التصرف الحكيم وفي هذا المشهد بالذات يعطي مواطنيه وإخوانه والآخرين دروساً في الحكمة وسعة الصدر ومن أهمها: 1- ضرورة احترام حقوق الآخرين وعدم الاعتداء على حرمات الناس وضرورة تحقيق الأمن الاجتماعي وقد عرفت أن سموه لم يكن ينام قبل أن يتلقى في المساء من وزارة الداخلية وشرطة العاصمة يومية الأحوال التي تتضمن ملخصاً عن الحوادث التي وقعت طوال الـ 24 ساعة الماضية ويركز فيها سموه على الإطلاع بوجه خاص على القضايا المتعلقة بالأخلاق العامة أو الاعتداء على حقوق الآخرين. ويصدر تعليماته وتوجيهاته على الفور فيما يراه ضرورياً لتحقيق الالتزام بالأخلاق والحفاظ على الأعراف الاجتماعية السائدة في مجتمع الإمارات وحمايته. فكانت حكومته والحمد لله مثالية في إرساء العدل والإحسان. 2- إن الصيام عند زايد - استجابة لتعاليم الدين - هو كف عن اللغو ودعوة للتسامح، فكان زايد رقيق المشاعر صافي الروح مهذب الوجدان فلم يخرجه الجوع عن حلمه ولم يفقده العطش أعصابه فقد كان ، رحمه الله ، يعرف دائماً كيف يحافظ على هدوئه فقد كان سموه حليماً حكيماً محمدياً لم يغضب بل ازداد تألقاً رغم المشاكسة الطويلة مقابلة السيئة بالحسنة. لا يعرف المرارة أو الحقد فشخصيته تتنازعها القوة والرقة. قوة عادلة تنطوي على الحكمة ولا تستعلي على الخير، أو تتوارى من الحق .. وليست بالتأكيد قوّة عناء وقساوة. 3- أن احتمال السفيه خير من التحلي بصورته وأن التغاضي عن أفعال الجاهل خير من مشاكسته. 4- أن إرساء قواعد الحكم والإدارة السليمة على سعة الصدر هي خلق كريم ينفع كل ذي عقل، وخاصة الحاكم الرشيد. 5- أن رحابة الصدر عند زايد بمعناها السياسي والاجتماعي قد لعبت دوراً أساسياً في إنجاح العمل الوطني والسياسي بدولة الإمارات العربية وكسب الرأي العام وتمهيد الأرضية لتمرير الكثير من السياسات والقرارات المصيرية والتاريخية ووضعها موضع التنفيذ في الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها وحتى الآن. فعندما فكر زايد بالاتحاد لم يتسرب الضيق إلى صدره ولم يتردد أو يتراجع أمام مختلف التحديات، بل كان يعرف قواعد الاستماع الصحيحة وينصت إلى محدثيه بكل حواسه ولا يقاطعهم أبداً .. ويتعامل بذكاء مع كل الآراء التي تطرح عليه. ويستخدم كل أساليب الإقناع. وغالباً ما كان يستعين في شرح وجهة نظره بالاستشهاد بآية قرآنية كريمة أو حديث شريف .. أو قول أو حكمة مأثورة للوصول إلى الغايات المنشودة وفي مقدمتها دعم الكيان الاتحادي. ولم تكن سعة صدر زايد في مجال واحد، بل كان عنده منهج عام يشمل كل جوانب العمل الوطني .. وهو منهج يسمح بتلاقح الأفكار والآراء وإيضاح المنافع بالود والتواصل مع الجميع. وتلك قصة أخرى.. فعندما فكر زايد في توحيد القوات المسلحة وجعلها تحت قيادة واحدة وعلم واحد بدلاً من أن يكون لكل إمارة قوّة مسلحة، كما كان في السابق قبل 6 مايو عام 1976. وجد سموه أن تحقيق ذلك قد استغرق وقتاً طويلاً لأسباب كثيرة .. لكن زايد الذي كان يتفهم دائماً طبائع الأمور ويقدرها ويضع نفسه مكان الآخرين في محاولة لتوسيع صدر الطرف الآخر .. صبر كثيراً وتأخر إعلان توحيد القوات المسلحة طويلاًَ. وعندما سألت سموه يومها لماذا لا يفرض قراراً رئاسياً بدمج القوات المسلحة في الإمارات خصوصاً وأنه يدرك مدى أهمية وحيوية هذا القرار قال لي سموه ، رحمه الله : إن الأمور تحتاج إلى الصبر .. دعونا نتلَّمس الأسباب والمبررات لدى الغير .. صحيح أن ذلك ربما يستغرق بعض الوقت، وربما امتد هذا التأخير لعدة أشهر أو حتى سنة كاملة، لكنني أفضل أن يكون القرار عن اقتناع وتفهم كامل لأبعاده .. حتى لو تأخرنا بعض الوقت عن بلوغ أهدافنا في إقامة قوّة فاعلة تتناسب وروح العصر والتحديات التي نواجهها في هذه المنطقة من العالم. وأضاف زايد: أنني أتحدث مع إخواني الحكام أعضاء المجلس الأعلى وهم يقدرون المسؤولية واستخدم معهم كل أساليب الإقناع وواجبنا أن نغلب المصلحة العامة. ومن لم يقتنع حتى الآن بصواب القرار فإنه سوف يستجيب غداً وحتماً وبكل آرائه. الشكر على النعم وبالفعل فقد تحقق حلم زايد الذي عمل طويلاً من أجله.. وكنت شاهداً على تحقيقه، عندما كنت الصحفي الوحيد الذي سجل هذا الحدث التاريخي على صفحات «الاتحاد» عندما عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحضره الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، رحمهما الله، وأسفر الاجتماع الذي عقد في مزرعة المغفور له الشيخ حمدان بن محمد بمنطقة «بو مريخة» يوم 6 مايو 1976 عن الموافقة على دمج القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة. وعلم واحد. في ذلك اليوم وبعد صبر طويل أعلن زايد أن هذه الخطوة تعطي القوات المسلحة بالإمارات دفعة جديدة في سبيل وحدتها ومنعتها، كما أن عملية دمج القوات المسلحة تعطي الإمارات ثقلاً كانت تفتقر إليه. وأن من حق الآباء والأبناء أن يفخروا بهذه الخطوة وقيام الجيش الموحد. ولم ينس زايد المؤمن أن يحمد الله على هذا الشرف الذي خص به الله سبحانه وتعالى هذا الجيل. وكان أول عمل له بعد التوقيع على بيان دمج القوات المسلحة هو السجود لله وشكره على هذه النعمة. .. والعافين عن الناس وضمن سياق منظومة الشمائل والأخلاق التي كان يتحلّى بها القائد المؤسس هذه الواقعة التي تجسد الرحمة والعفو عند المقدرة. كان الشيخ زايد ، رحمه الله ، يقود سيارته على طريق الكورنيش في العاصمة أبوظبي .. عندما أبصر سموه سيدة عربية تلوح له بيد .. وتمسك طفلها الصغير باليد الأخرى .. وتنادي عليه بأعلى صوتها .. وتوقف زايد كعادته ليعرف ماذا تريد هذه المرأة .. فلم يحدث في مرة واحدة أن رد صاحب حاجة خائباً خالي الوفاض. وعندما اقتربت المرأة من سيارة زايد سألها عن حاجتها، وردت قائلة والدموع في عينيها: لقد فرقت بيني وبين زوجي ولا أستطيع الآن العيش أنا وأولادي بعيدة عنه وأنا أعاني في بلدك أشد المعاناة بعد أن أودع زوجي سجن أبوظبي منذ شهور، حيث يقضي العقوبة بعد اتهامه في قضية تبديد .. وأنت الآن الأمين علينا .. ولا نجد ما نسد به رمق الأسرة وها هم الصغار في رقبتك، وسألها زايد وماذا تريدين مني الآن أفعل. فأجابت المرأة وهي تكفكف دموعها التي كانت تنهمر بغزارة: «أريد يا سيدي وأنت صاحب الفضل والكرم أن تصدر أوامرك بالعفو عن زوجي ووالد أطفالي حتى تكتمل الأسرة مجدداً .. وأنا أعدكم يا صاحب السمو أن نغادر بلدكم الإمارات في نفس الليلة التي يفرج فيها عن رب الأسرة وخروجه من السجن. وأطرق زايد برأسه دون أن يفصح عمّا سيفعله تجاه طلب هذه السيدة. وانطلق زايد بسيارته من جديد بعد أن أمر رجاله بأخذ اسم السجين .. وعنوان إقامة عائلته في أبوظبي، وبعد لحظات تنبه زايد أن الدم ينزف من أحد أصابعه .. فقد أصابته المرأة بهذا الجرح من الخاتم الذي تلبسه بحوافه الحادة دون أن يشعر بذلك، ودون قصد منها، ودون أن يفزعه ذلك. وفي بيته أخذ زايد يفكر في أقوال المرأة .. ويمعن في حديثها ومطلبها .. كان يقلقه أن يرى جائعاً أو محروماً هنا أو هناك، سواء في بلده أو غيرها، فقد جبل على الإحسان والكرم والسخاء .. لا تعرف يده اليمنى ما أعطت الأخرى. واهتدى زايد إلى الصواب الذي ألهمه الله إياه، ليرفع سماعة التليفون بجوار سريره ليتحدث مع سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي كان يتولى دائرة الشرطة في أبوظبي في ذلك الوقت. وسأل زايد الشيخ سيف: كم عندك من المساجين في سجون أبوظبي؟! ورد الشيخ سيف بأنه لا يعرف عددهم على وجه الدقيقة في هذه اللحظة. وأردف زايد قائلاً: أمامك نصف الساعة لتعرف عدد هؤلاء بالسجن بالضبط لتخبرني به. وأنا في الانتظار فلا تتأخر. وقبل أن تنتهي المهلة التي حددها لابنه الشيخ سيف .. كان رنين التليفون يدق في غرفة زايد .. وكان ينتظر الرد بفارغ الصبر. وذكر الشيخ سيف لوالده عدد السجناء في سجون أبوظبي كلها .. وكان يتجاوز المئات. وما كاد يفرغ الشيخ سيف من حديثه مع والده .. سمعه يقول له: اسمع جيداً لا أريد أن يمضي نهار هذا اليوم .. أو يحل الظلام .. وفي أبوظبي كلها مسجون واحد اللهم إلا من صدرت ضدهم أحكام تتصل بحق الدم أو دم شرعي وفي لفتة كريمة وعمل إنسان أمر زايد بأن يشمل العفو عن السجناء الأشخاص المحكوم عليهم في قضايا مالية للغير .. وتكفل شخصياً بتسديد الذمم المالية المترتبة عليها والتي فاقت بالنسبة لأحد السجناء أكثر من سبعين مليون درهم. إنفاذ الأمر السامي وإنفاذاً لتعليمات الشيخ زايد - غفر الله له - كان سمو الشيخ سيف بن زايد على اتصال مستمر بكافة مرؤوسيه في سجون أبوظبي مباشرة ليتابع ويتأكد من تنفيذ الأمر السامي الذي أصدره الوالد الإنسان لجمع شمل السجناء مع أسرهم وإعطائهم لبدء حياة جديدة .. وكانت تعليماته واضحة لهم بأن لا يتأخر تنفيذ أوامر الوالد لحظة واحدة حتى ولو تم اتخاذ الإجراءات الإدارية لليوم التالي. ولم ينس زايد أن يرسل إلى بيت السيدة التي ألهمته هذا القرار الإنساني مساعدة مالية، كما أمر بإيجاد وتوفير فرصة عمل لزوجها في أبوظبي التي تتسع لآلاف من البشر من كافة أرجاء العالم، حيث العيش الرغيد .. وليفرح كل السجناء الذين أفرج عنهم زايد بطي صفحة لا تنسى من حياتهم وينطلقوا من جديد إلى حياة جديدة فتح لهم زايد بعون الله أبوابها بروح مفعمة بالأمل والتفاؤل. رحمك الله يا زايد الخير. فقد كنت مدرسة في كل مجال، ودوحة من الظل والجود والعطاء. ويا لنفسك المطمئنة .. من نفس تواقه للخير والبذل. نفس جادت على كل سائل وحنت على كل أرملة فقدت عائلها - وقدّرت كل ذي شيبة ضعيف، وكفكفت دموع اليتامى، لم يطرق بابك ملهوف فعاد خائباً.. باب جود لم يغلق أبداً .. وينبوع عطاء لم ينضب أو يشح، تبذل المال بما لا يعد ولا يحصى للخير ولوجه الله .. دون أن تمن بذلك أو تجاهر به .. وتبلغ السعادة لديك مبلغها عندما يتأكد لك أنك عالجت موقفاً أو أنهيت معاناة أو كنت سبباً - بعد الله - في فك أزمة محتاج أوشفاء مريض أو التخلص من وضع مأساوي أو محنة كان يعانيها من قصدك وتوجه إليك لمساعدته، فقد كنت بحراً من السخاء بلى حدود .. تتلمس الاحتياجات بيد وتمنح وتعطي باليد الأخرى. أيها الراحل العظيم عفواً إن لم تسعفنا الكلمات في قول كل ما نريد في ذكرى وفاتك .. وأنت خليق بأن تقال عنك أجمل وأعذب الكلمات وأن نتذكر صنائعك بالدعاء في ذكرى وفاتك كما كنا نتذكرها دائماً في حياتك بالوفاء والعرفان والنظر إليها من معيار أنك تمثل النموذج الرائع والوجه المشرق لأولي الألباب أيها الوالد الرحيم. علي بن تميم: الشيخ زايد ترك أثره وبصماته الدامغة في كل شبر من هذه الأرض أكد الدكتور علي بن تميم رئيس تحرير «موقع 24 الإلكتروني الإخباري» أن إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كثيرة وبينت آثارها في مختلف مجالات الدولة من عمران وتنمية وسيادة قانون وعمل مؤسسات. وقال تميم في مقال بعنوان «العقد الاجتماعي الذي أرساه زايد» نشره «موقع 24 « ان الراحل الكبير وضع مع إخوته أصاحب السمو حكام الإمارات في العام 1971 ذلك الأساس الصلب الذي سنكتشف نحن الإماراتيين جيلا بعد جيل مدى صلابته وقدرته على الصمود أمام الزمن والتحديات بل حضوره الثابت فينا منارة هادية تقود خطواتنا وتحكم قراراتنا وسياساتنا نحو مزيد من الإنجازات والمكتسبات لكل من يعيش على هذه الأرض المعطاء الطيبة التي ترك الشيخ زايد أثره وبصماته الدامغة في كل شبر منها وعلى كل حبة تراب فيها. واضاف ان الإنجازات تتعدد وتكثر غير أن المنجز الأكبر والأهم وهو الذي تبنى عليه سائر الإنجازات هو الإرث الأخلاقي والوطني وذلك العقد الاجتماعي الذي أرساه الراحل الكبير وأسس انطلاقا منه تلك العلاقة الفريدة بين أبناء الشعب الإماراتي أنفسهم وبين الشعب الإماراتي وقادته وحكامه. وقال ان الشيخ زايد وهو الرجل الحكيم المتواضع المؤمن كان يعرف أن لا بقاء إلا لله ويعرف أيضا أنه يحمل مسؤولية أمة سوف تحتاج إلى إلهام يوجه خطواتها ويكون بوصلة وعونا لها في الشدائد كما في أزمنة الرخاء ومن هنا وانطلاقا من هذا الوعي الثاقب بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه كان رحمه الله يحرص كل الحرص على تعليم أبنائه ونعني بهم أبناءه الذين هم من صلبه والذين سيحملون الراية من بعده وعلى قدر المساواة جميع أبناء الإمارات تلك القيم الأخلاقية السامية والأسس القيادية الملهمة وكان حريصا أيضا على تكرارها بأشكال وصور مختلفة حتى تصل الرسالة كاملة ومن دون لبس فالعمران لا يكون بالثروة وحدها بل إن السياسات الصحيحة والمدروسة هي التي تصنع العمران، وتصون التنمية كما لا تكون الإنجازات من صنع الدولة وحدها بل هي صنيع إرادة مشتركة وإجماع وطني واضح. وأضاف «ترك الشيخ زايد لنا هذا الإرث الكبير إرث الحكمة والكلمات إلا أننا في الإمارات اليوم وبعد 45 عاما من قيام دولة الإمارات، وعشر سنوات من رحيل الشيخ زايد نعرف جيدا أن تلك الكلمات لم تكن مجرد شعارات تقال بل كانت خططا توضع وسياسات ترسم وأفعالا تنفذ وهذه هي الدروس الأجمل والأكبر للشيخ زايد، رحمه الله، وهذا هو الإرث الذي لا يموت لقد علمنا زايد بالفعل لا القول قيمة العمل بقدر ما علمنا أن عملا بلا صدق لا يؤتي ثماره، ولا يترك الأثر المرجو منه وهي القيم التي ننقلها من دون أي إحساس بالتناقض إلى أولادنا واثقين من أنهم سينقلونها بدورهم إلى أولادهم حتى تبقى الشعلة ويستمر الخير ويبقى العطاء في أرض الخير والعطاء». حمد الدرمكي: الرؤية الثاقبة والتفاني في العمل أبرز خصال زايد عمر الحلاوي (العين) أكد الشيخ حمد بن سلطان الدرمكي أن العمل مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من انضج الفترات في حياته، لافتاً إلى أن الشيخ زايد كان شخصية غير عادية، له طموح أن يمسك النجوم في يده وكان يخطط لمئة عام قادمة. وأشار إلى أنه وحد القبائل في مدينة العين وتولى حكم أبوظبي بعد أن رحل الإنجليز وكانت فكرة الاتحاد في ذهنه، لافتاً إلى أنه ينتمي لجيل تربى في عهد الشيخ زايد ولم يكن يضع حواجز بينه وبين الناس ويتمتع بصفات كريمة وأخلاق عظيمة يزور الناس في منازلهم يلتقيهم يتفقد أحوالهم وقد ربى أبناءه على نفس الطريق فأصبحوا قيادة رشيدة للدولة. وأضاف أن المغفور له الشيخ زايد كان لديه اهتمام خاص بالزراعة فهو من اشرف على صيانة الأفلاج بنفسه حينما جاء السيل واثر فيها بشكل سيئ في منطقة الصاروج عام 1974، وزيادة في الاهتمام كان يصرف للمواطنين الراغبين في الزراعة «مضخات مياه، حتى وصل الأمر في مدينة العين إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء الحبوب والتمور والخضراوات ولم تكن تستورد اياً خضراوات بل وصل الأمر إلى إعدام الفائض من الخضراوات بعد شرائها من المزارع. وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد دعم الزراعة بأشكال مختلفة فقد كانت الحكومة توزع البذور والمبيدات والأشتال وحتى المضخات للزراعة، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد كان يحدد بنفسه سعر التمور ما يدل على مدى حرصه ومتابعته الدقيقة. وأشار إلى أن الشيخ زايد في بداية فترة التسعينيات من القرن الماضي دعا الشباب إلى الانخراط في العسكرية لحماية الوطن وكان يقول «يا شباب الوطن، لبوا نداءكم، واحموا دياركم وانتم سالمين»، حيث إن كل الشباب لبوا النداء واتجهوا إلى معسكرات التجنيد بحماس كبير، والعسكرية مدرسة تزرع الأخلاق والإصلاح والوطنية. نورة السويدي: زايد علامة فارقة في تاريخ الأمة نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر أمس احتفالًا للأيتام في مقر الاتحاد النسائي، بمناسبة ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بعنوان « يوم زايد للعمل الإنساني «. بدأ الحفل بكلمة نورة خليفة السويدي المدير العام للاتحاد النسائي ألقتها نيابة عنها أحلام اللمكي مدير إدارة البحوث في الاتحاد النسائي : وقالت : لقد فقدت الأمة في مثل هذا اليوم والذي يصادف التاسع عشر من رمضان مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ، طيب الله ثراه» والذي أصبح علامة فارقة في تاريخ الأمة، حيث تجسدت جميع الأعمال الخيرية في شخصيته فهو زايد الخير وزايد العطاء، امتد عطاؤه إلى جميع أرجاء المعمورة في الداخل والخارج وترك خلفه ذرية طيبة حملت قيمه ومبادئه وسارت على نهجه. وأشارت إلى أن يوم زايد للعمل الإنساني يفتح المجال أمام المؤسسات والأفراد لإطلاق المبادرات وتنظيم الفعاليات الخيرية، فالعمل الإنساني هو الوجهُ الحضاري للمجتمع، والاتحاد النسائي العام بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات ) رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة حريص على إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج النوعية الموجهة للطفل والمرأة والتي تلتقي في هدف واحد ألا وهو التأكيد على هذه القيم الجميلة التي تنبع من ديننا الإسلامي الحنيف الذي يزخر بها مجتمعنا وتقاليدنا العربية الأصيلة. مسلم بن حم: زايد في قلوب المواطنين معلماً وملهماً للأجيال قال الشيخ مسلم سالم بن حم عضو المجلس الاستشاري لإمارة أبوظبي: «إن ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله تبعث في نفوسنا العزم للمضي قدماً على خطى القائد، وتجعلنا جميعاً نعمل بجد واجتهاد لمواصلة المسيرة وتحقيق الآمال الوطنية الكبيرة لوطننا الحبيب في ظل القيادة الرشيدة ». وأشار إلى أن الشيخ زايد حظي باحترام كبير بين مواطنيه والعرب والعالم، لما قدمه للإمارات وشعبها من طمأنينة وازدهار، وللعرب والإنسانية جمعاء من دعم استحق عليه لقب «زايد الخير». وقال: «إذا كان الشيخ زايد قد رحل، فسيبقى خالداً في قلوبنا، وسنعمل جاهدين، على صون الأمانة ، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، حتى تبقى شجرة الخير مثمرة لنا ... وللآخرين». «أبوظبي للإعلام» توزع وجبات «إفطار صائم» محمد الأمين (أبوظبي) وزعت مؤسسة أبوظبي للإعلام أمس وجبات إفطار رمضانية على السائقين والعمال والمحتاجين، في موقعين بمدينة أبوظبي، مقابل محطة الباصات الرئيسة، وبريد الإمارات. وقال عبد الله الشعيلي، من قسم الاتصال المؤسسي في المؤسسة: «إن توزيع الوجبات الرمضانية جاء في إطار إحياء ذكرى رحيل المغفور بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يوافق 19 رمضان « يوم العمل الإنساني الإماراتي»، حيث فتحت هذه المبادرة الباب للأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة للمشاركة بإحياء ذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، وعرفاناً بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنسانية في الدولة. وأوضح أن الهدف من المبادرة الاقتداء بنهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الذي كان يحث دائماً على البذل والعطاء والعطف على الفقراء، والمساهمة مع المؤسسات والهيئات في إحياء الذكرى بالطريقة التي كان يتمناها. أكد أن مؤسس الدولة وضع نصب عينيه تلمس احتياجات المواطنين «الوطني الاتحادي»: الشورى نهج زايد في الحكم وأسلوب طبقه في إدارة البلاد حظي المجلس الوطني الاتحادي باعتباره إحدى السلطات الدستورية الخمس منذ تأسيسه باهتمام ودعم غير محدودين من قبل مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، تجسيدا لنهج الشورى وبلورة لقناعته بجدوى مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، حيث كان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات السياسية التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية التنمية. ومنذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد مقاليد الحكم أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الوطن والمواطنين، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقله وقلبه وهو نهج ارتضاه في الحكم وأسلوب طبقه في إدارة البلاد ووضع نصب عينيه قضية تلمس احتياجات المواطنين، وكانت أحد أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها وكان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي والذي كان يرى فيه وجه الأمة ويسمع من خلاله نبضها ويتعرف على فكر ورأي أبناء وطنه ويقف على وجهات نظرهم والآراء التي تدور في فكرهم وعلى لسانهم. وتمثل التجربة السياسية في الدولة بمضامينها وآلياتها والرؤية التي توجهها نموذجا في دعم القيادة ومشاركة المواطنين، منذ أن حدد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس في 12 فبراير 1972 مهام المجلس ودوره بقوله: «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدى دورا هاما في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية». وتحقيقا لهذا الحلم آمن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته الـ 45 على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور. ويستذكر المجلس الوطني الاتحادي في الذكرى العاشرة لرحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد التي تصادف التاسع عشر من شهر رمضان المبارك دعمه « رحمه الله» وتوجيهاته وحرصه على افتتاح أدوار الانعقاد العادية للمجلس والالتقاء بأعضاء المجلس مستمعا وموجها ومن خلال مشاركته في بعض جلسات المجلس وفي النقاش والتحاور مع الأعضاء علاوة على استقباله للجان المجلس والوفود البرلمانية الزائرة. وشكل خطاب المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لافتتاح أول فصل تشريعي في يوم مشهود من تاريخ الإمارات محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية. وواكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972م مع انطلاق تجربة الاتحاد وساهم بتوجيه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات يرحمهم الله في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي، مما مكن المجلس أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية. (أبوظبي - وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©