الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الزراعة المنزلية خضـراوات ومحاصيل أم أشجار زينة وزهور ؟

الزراعة المنزلية خضـراوات ومحاصيل أم أشجار زينة وزهور ؟
10 ديسمبر 2016 12:18
يرى البعض أن الزراعة المنزلية وسيلة قد تكون مجدية للاكتفاء الذاتي من الخضراوات والمحاصيل المتنوعة، إذا تم توظيفها بالشكل الصحيح، فيما اعتبرها آخرون غير مجدية ووصفوها بأنها قد تكون هدراً للأموال، لأن الزراعة المنزلية تحتاج إلى أموال باهظة، ويكون مردودها قليلاً جداً، لذا يكتفي الكثيرون بزراعة أشجار الزينة والزهور والحشائش للتخضير فقط. «الاتحاد» قامت باستطلاع آراء المواطنين للتعرف إلى آرائهم حول أنواع الزراعات المنزلية الأجدى من وجهة نظرهم. استطلاع هالة الخياط، فهد بوهندي قال المواطن بدر الحمادي إن فكرة الزراعة المنزلية قد تكون فاعلة جداً إذا نجحت بالشكل المطلوب، لأن استغلال المساحات في المنازل لزراعة الخضراوات والفاكهة قد تستفيد منه الأسرة، وقد يوفر عليها مبالغ مالية طائلة، ولكن الخلل يكون في قلة الخبرة في مجال الزراعة لدى الكثيرين، وبالتالي لا يكون هناك العائد المناسب لهذه الخطوة، فيبتعد عنها صاحب المنزل ليوفر على نفسه المال والجهد والوقت. لذا اقترح أن يكون هناك برنامج مجاني متخصص بالزراعة المنزلية من قبل وزارة التغير المناخي والبيئة، يرشد الأهالي ويساعدهم على الاختيار الأمثل للزراعة من خلال أسس علمية تساعدهم في نجاح هذه الخطوة. وقال المواطن محمد حمد الحمادي: «برأيي أن الزراعة المنزلية فكرة جميلة، نستطيع توظيفها بشكل فعال قد يوفر احتياجات الأسرة من المنتجات الزراعية طوال العام وبشكل موسمي، ولكن يجب على صاحب المنزل أن يخطو هذه الخطوة بشكل مدروس ليحقق النجاح المطلوب، ويفضل الاستعانة بشركات متخصصة في هذا المجال تساعد الشخص على الاختيار الأمثل، واستخدام الطرق الحديثة، علماً أن بعض الأسر تستخدم البيوت البلاستيكية الصغيرة في منازلهم، وأخرى تستخدم الزراعة من دون تربة، وهي الزراعة المائية، كما يجب على الشخص أن يستعين بمزارع متخصص ليشرف على ذلك، ولا يكتفي بتوفير عامل غير متخصص بمعنى أن يتم توظيف المال بالشكل الصحيح للحصول على النتائج المرجوة». وقالت المواطنة نورة سيف: «بحمد الله معظم الأسر المواطنة تعيش في فلل سكنية بمساحات جيدة، يجب توظيفها بالشكل الصحيح، والاستفادة منها بما يعود بالنفع، أنا مثلاً خصصت مساحة جيدة في منزلي لزراعة أشجار مفيدة ومحلية تنتج لي محاصيل بشكل موسمي، كالنخيل والمانجو والليمون واللوز، ولكنني للأسف لم أنجح في زراعة الخضراوات لأنها تحتاج لرعاية خاصة وخبرة كبيرة في مجال الزراعة. وأرى أن اختيار المحصول المناسب مع طبيعة التربة في المنزل، هو الخيط الفاصل بين النجاح في التجربة أو الفشل، لذا يجب على الجهات المختصة كالبلديات مثلاً أو وزارة التغير المناخي والبيئة أن توفر خدمة فحص التربة لمساكن المواطنين، وترشدهم نحو المحاصيل التي يمكن زراعتها». تجربة ناجحة وقال المواطن عبدالله النقبي: «لفت نظري إعلان إحدى الشركات المتخصصة بالزراعة من دون تربة في المنازل، وعلى الرغم من أن التكلفة مرتفعة بعض الشيء ، إلا أنها تعتبر تجربة ناجحة جداً، وتوفر مختلف أنواع الخضراوات على مدار العام، كما أنها توفر كثيراً من استخدام المياه، وشكلها منظم جداً يحافظ على مظهر المنزل، لأن الزرع يكون موزعاً بشكل منظم ومرتفع عن الأرض، ما يعطي منظراً جميلاً.. أنصح الجميع بهذه التجربة لأنها ناجحة بمختلف المقاييس وتعطي مردوداً مالياً مجزياً، وتعتبر جانباً مناسباً للتوفير». سبب العزوف ورأى جاسم المنصوري أن الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية في المنزل يعتبر نجاحاً مبهراً يجب على الجميع السعي لتحقيقه، كما يجب أن تكون الزراعة في المنزل ناجحة وتحقق ناتجاً، ولا نكتفي بالناحية الجمالية وأشجار الزينة، ولكني أرى أن السبب الرئيس لعزوف الناس عن الزراعة في المنازل، هو الارتفاع الكبير في فواتير الماء والتكلفة الباهظة للري، علماً أن معظم منازل المواطنين كانت في الماضي تضم مختلف الأشجار، ولكن بعد ارتفاع أسعار الماء، ابتعد الأهالي عن الزراعة وأزالها البعض من المنازل لتوفير المصاريف الشهرية التي تثقل كاهل الأسرة. مضيعة للوقت وقالت المواطنة عائشة عبدالله: «أرى أن مساكن المواطنين الاعتيادية ليست مناسبة لزراعة المحاصيل، وتعتبر مضيعة للوقت والجهد، لأن هذه الزراعة تحتاج لمساحات واسعة جداً وآباراً للري، كما تحتاج الزراعة لأسمدة قد لا تتناسب مع المسكن، لذا نجد معظم الأهالي يكتفون بزراعة أشجار الزينة الصغيرة والزهور التي لا تحتاج لعناية كبيرة، كما أن معظم مساكن المواطنين الجديدة تكون ضمن مجمعات سكنية حكومية في مناطق جديدة بعيدة نوعاً ما، وتكون التربة غير صالحة للزراعة. لذا يجب أن نكون واقعيين ونتعامل مع الأمور وفق المعطيات المتاحة، حيث يجب على صاحب المنزل قبل أن يقرر زراعة أشجار وخضراوات في منزله، أن يدرس الأمر بشكل علمي، ويتأكد من أن الأرض صالحة للزراعة، وأن يكون على دراية بأساسيات الزراعة حتى لا تكون هذه الزراعة هدراً للموارد، وتسبب تكاليف إضافية لا تحقق نتائجها المرجوة». تجربة ثلاث سنوات يقول وليد علي «منذ ثلاث سنوات بدأت الزراعة المنزلية التي تشمل بعض النباتات والفواكه والخضراوات، وأصبحت أمراً أساسياً في المنزل. فإننا في هذا الأمر نضمن صلاحية هذه المزروعات ونظافتها، وأيضاً خلوها من المبيدات الحشرية، مشيراً إلى أن البعض يستصعب الزراعة في المنزل ويرى أن تكلفتها عالية، وهناك من يهملها وبالتالي تموت أو تضعف. ولكني على خلاف ذلك أرى أن الفكرة تجربة ممتعة، فيستفيد المزارع من المظهر الجذاب للمنزل، كما أنها فكرة اقتصادية نوعاً ما، لأنك تأكل ما تزرعه في منزلك». وذكرت مروة أحمد أنه منذ الصف الأول الابتدائي درسنا الزراعة المنزلية، وكنا نفرح عندما نرى النبتة تبدأ بالنمو، ولكن للأسف لم نستوعب أهمية هذا الأمر عند الكبر، ولم يقم أي منا بالزراعة في منزله، غير مدركين فوائد هذا الأمر. فرق في الطعم وأكدت بدور الحمادي جودة المنتجات المزروعة في الحدائق المنزلية، مشيرة إلى وجود فرق في الطعم، خاصة ما يتعلق بمنتجات الخضراوات والفواكه. وقالت إنها اعتادت وعائلتها زراعة أشجار التوت والبطاطا الحلوة والفلفل الحار، إضافة إلى الخضراوات التي تستخدم في إعداد أطباق السلطة من البقدونس والملفوف والخس، مؤكدة أن الثقة بمنتجات الحدائق المنزلية أعلى من المتداولة في السوق، لأن هناك معرفة تامة بنوعية السماد والمبيدات المستخدمة في الزراعة، كما أن الطعم يتميز بجودة عالية. وأفادت أنها تعتمد على الشتلات التي تباع في المشاتل الخاصة، ويتم اتباع النصائح التي يقدمونها بما يضمن الحصول على منتج بمواصفات عالية. وتنصح الحمادي المواطنين والمقيمين ممن لديهم الإمكانية من حيث المساحة، الاهتمام بموضوع الحدائق المنزلية وزراعتها بالأشجار المفيدة، لافتة إلى أن هذه الحدائق تفيد إلى جانب توفيرها المنتجات العالية الجودة، فإنها تضفي مظهراً جمالياً للمنزل، وتؤمن بيئة مناسبة للراحة النفسية. وأكدت أهمية اتباع النصائح التي تقدم من الجهات والشركات المعنية بالزراعة، خاصة ما يتعلق بموضوع الأسمدة والمبيدات الواجب استخدامها وفقاً للمواصفات المعتمدة، إضافة إلى اتباع نهج الري المستدام. وأشارت إلى ضرورة زراعة الشتلات بما يتناسب مع حالة الطقس، مبينة أن فصل الشتاء مناسب لزراعة الورود، فيما اعتادت زراعة أشجار الحمضيات خلال أشهر الصيف، كما تقوم بزراعة أشجار النخيل المثمرة. نصائح للزراعة المنزلية تشجع هيئة البيئة في أبوظبي المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي على الممارسات الجيدة المتوافقة مع البيئة واستدامتها من خلال الزراعة في الحدائق المنزلية، لا سيما أن البيئة في دولة الإمارات بيئة صحراوية، ويعتبر الماء مورداً ثميناً، لا بد من المحافظة عليه للأجيال القادمة. وفي دليل بشأن النصائح التي يجب اتباعها في زراعة الحدائق المنزلية، تنصح هيئة البيئة في أبوظبي بوضع الغطاء الواقي (فرش التربة) وهو عبارة عن طبقة من مواد كبيرة الحجم، يتم وضعها حول سيقان النباتات عند سطح التربة، بغرض حماية النبات من عوامل الطقس، مثل درجات الحرارة المرتفعة والتبخر التي قد تضعف أو تجهد النبات. وتنصح باستخدام غطاء واقٍ من الحصى أو الحجارة، حيث إنها تعمل على امتصاص الحرارة وانعكاس الضوء. والأغطية الواقية المكونة من المواد العضوية مرغوبة على نحو أقل، حيث تميل إلى امتصاص الماء والاحتفاظ به بالقرب من السطح، ومنه يتبخر بسهولة أكثر. وينصح الدليل حماية أشجار النخيل والنباتات من الأمراض المعروفة، واستخدام الوسائل المناسبة لمكافحة الآفات والأمراض،إضافة إلى تجنب اختيار أنواع النباتات الخطرة أو السامة، واستخدام المواد العضوية في إعداد التربة، حيث إنها تحتفظ بالرطوبة، واستخدام جهاز توقيت يدوي قادر على تحديد مدة الري لفترة أقصاها دقيقة مع رشاشات ذات كفاءة لضمان عدم الإفراط في الري، وري الحدائق المغطاة بشكل جيد فقط لتقليل نسبة التبخر، واختيار أنواع نباتات تتميز بكفاءة استخدام المياه. وأشارت الهيئة إلى أن جميع النباتات، المحلية منها وغير المحلية، تحتاج إلى مياه إضافية وحماية في المراحل الأولى من نموها. ومع تطور نمو النبات، يجب أن يصل الماء في التربة التي تقع فوق أو أسفل القمم النامية إلى جذور النبات، وليس حول ساق النبات الخشبي. الري في الصيف وفي أوج فصل الصيف، يجب أن تتم عمليات الري فقط حينما تظهر علامات واضحة لإجهاد النبات، عندما لا يتوافر أي حل آخر بعد توفير الظل ووضع فرش للتربة لحفظ النبات من التعرض للحرارة. وفي فصل الصيف، بصورة خاصة، يعمل التبخر على إزالة كل المياه السطحية، ويمكن في المدى الطويل أن يترك رواسب ملحية قاسية على السطح، وهذه تعمل على حرمان التربة من الأكسجين. وخلال هذه الفترة من السنة، يمكن تقليل حرارة التربة من خلال عمليات الري، ولكن يظل توفير الظل هو الخيار الأفضل. وفي حالات الطقس الأكثر اعتدالاً ينبغي أن تتم عمليات الري بشكل قليل بقدر الممكن، من حيث الكمية. ومن المهم ضمان النزح الجيد للمياه داخل التربة. مشكلة مخلفات بناء المدفونة وأشار الدليل إلى وجود مشكلة في الحدائق الخاصة، تتعلق بوجود مخلفات بناء مدفونة حول الإنشاءات الجديدة، ولذلك ينبغي التأكد من هذا الأمر قبل زرع أي شجرة. وأفضل طريقة لذلك، هي عمل حفرة وملئها بالماء لمعرفة هل يمر عبر التربة بسهولة. وإذا لم يحدث ذلك، فهذا يعني أن تلك البقعة غير مناسبة لنمو النباتات. ومن السهل إزالة كتل الحطام باستخدام «عتلة» طويلة أو قضيب من الحديد. وتقترح هيئة البيئة، زراعة النباتات المحلية على نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة أو المحلية على النطاق الإقليمي في جنوب الجزيرة العربية، لضمان تكيفها مع الظروف المحلية. تنسيقها يتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وطبيعة نموها وطرق زراعتها أشارت ريم طعان إلى أن أهمية الحدائق المنزلية تكمن في توفير الظلال والحماية من حرارة الشمس، ودور ذلك في تلطيف الجو، بالإضافة إلى تنقية البيئة من الأتربة وتقليل التلوث الصناعي، وكسر حدة الرياح والعواصف الترابية وتثبيت التربة، وتوفير أماكن هادئة للعب الأطفال في مأمن، وتوفير أماكن مناسبة للاستجمام وهدوء النفس وراحة الأعصاب. وأكدت أن تنسيق الحدائق المنزلية يتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها، لتعطي الشكل النهائي المرغوب فيه في الحديقة المنزلية. وعن أهمية الحدائق المنزلية، أشارت ريم طعان إلى أنها تسهم في إنتاج محصول آمن خال أو قليل المحتوى من المواد الكيماوية، كما أنها تسهم في المظهر الجمالي للمنزل، وزيادة دخل الأسرة عبر الاعتماد على منتجات الحديقة، والاستفادة من القيمة الغذائية للمحاصيل البستانية، بالإضافة إلى إيجاد أماكن للراحة ولعب الأطفال. وتتيح الحدائق المنزلية، وفقاً لريم، زراعة الخضراوات، أشجار الفاكهة، نباتات الزينة والنباتات العطرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©