أبوظبي (الاتحاد)
يعد الكاتب الهولندي «هاري موليش - 1927 - 2010»، من أشهر كتاب مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو جيل نضج فنياً وفكرياً ورسخ لأدب جديد أطلق عليه أدب ما بعد الحرب، وقد عاش رموز هذا الجيل من المثقفين والكتّاب في ظل مناخ الحرب المضطرب والمتصارع، مما انعكس لاحقاً على طبيعة الأعمال التي أنجزوها في السنوات اللاحقة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: جيرارد ريف، ويليام هيرمانز فردريك، وأبرزهم موليش، صاحب رواية «الاعتداء» التي صدرت أول ترجمة عربية لها، عن دار الكرمة للنشر والتوزيع في القاهرة.
وبحسب تصنيفات عديد النقاد، وصحيفة «الجارديان البريطانية»، يعتبر هاري موليش، من أعظم الكتّاب الأوروبيين، وحققت روايته «الاعتداء» قفزات على مستوى التلقي الجماهيري والنقدي على السواء، فحصلت على جائزة «ديبسيه برايز» الرفيعة في هولندا، وقال عنها تقرير «لندن رفيو أوف بوكس»، إنه كتاب «يُقرأ دفعة واحدة، بل يأبى أن تضعه جانباً، الاعتداء كتابٌ يمكن أن تقرأه من دون أن ترفع عينيك عنه ولو لمرة».
وقد ضاعف من شهرة الرواية تحولها إلى فيلم سينمائي نال «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي، وجائزة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وجائزة أفضل فيلم في «مهرجان سياتل الدولي للسينما» عام 1986.
تدور أحداث الرواية في أواخر الحرب العالمية الثانية، بينما هولندا ما زالت محتلة، تقوم مجموعة من المقاومين بقتل شرطيّ عميل، وتنتهي الجثة لسبب غامض أمام منزل عائلة «ستينفايك»، فيحرق الألمان المنزل ولا ينجو من العائلة إلا أنطون، ابن الاثني عشر عاماً، بعد ذلك بسنوات، يصبح أنطون طبيباً يعيش حياة هادئة ويتعمد النسيان، إلا أن مصادفات الحياة وأزماتها ستعطيه خيوطًا متفرقة تسمح له بإكمال صورة الحدث المرير، عبر أسلوبية الحدث الاسترجاعي «الفلاش باك».
«الاعتداء»، عمل أدبي راقٍ بامتياز، ووثيقة زمنية تصور الحرب، وكأنها موضوع دائم ومستمر على مدى العصور والأزمان، ضمن قصة تحبس الأنفاس، مشوقة مثل رواية بوليسية، ترسم ببراعة مذهلة التداخل الدقيق بين القدر والمصادفات، والقوة والضعف، والبراءة والذنب.
يعتبر هاري موليش من أفضل كُتاب هولندا المعاصرين، حيث حققت أعماله شهرة واسعة، وتُرجمت إلى عديد من اللغات، ونال جوائز أدبية مرموقة، منها 5 جوائز على مجموع أعماله، هي: جائزة «آثوس» عام 1961، جائزة «كونستانتاين هاوخنز» وجائزة «بي سي هوفت» عام 1977، «الجائزة الأدبية الهولندية» عام 1995، و«جائزة العصر الذهبي» عام 2009.
عدد اليوم
