الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التدخل الدولي: هل يعيد الاستقرار إلى الصومال؟

22 يونيو 2006 01:41
أثار الصعود السريع للمليشيات الإسلامية في الصومال حملة جهود دبلوماسية بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي· وفي هذا الإطار، قرر الاتحاد الإفريقي ودبلوماسيون غربيون في وقت سابق من هذا الأسبوع إرسال مسؤولين إلى الصومال من أجل بحث إمكانية نشر قوة لحفظ السلام في هذه البلاد التي تعصف بها الفوضى والاضطرابات منذ 15 عاماً· وهو أمر يحظى بتأييد الرئيس عبدالله يوسف، رئيس الحكومة الانتقالية محدودة التأثير في الصومال الذي سافر إلى إثيوبيا يوم الثلاثاء لطلب تدخل عاجل· وتبدي القوى الإقليمية دعمها للتدخل في الصومال خشية قيام دولة إسلامية على مشارفها، فيما لا تخفي الحكومات الغربية قلقها من أن تتحول البلاد إلى ملجأ آمن للإرهابيين· غير أن من شأن هذه الخطوة أن تؤجج المشاعر في ميليشيا ''المحاكم الإسلامية'' التي باتت تفرض سيطرتها على مناطق كبيرة من البلاد، إذ يرى زعماؤها أنه لا توجد حاجة لاستقدام قوات لحفظ السلام ما دامت المليشيات الإسلامية نجحت في إعادة الاستقرار إلى مقديشو، التي تعد من أخطر المدن على وجه البسيطة· وفي هذا السياق، يقول ''سليمان بالدو''، مدير برنامج إفريقيا التابع لـ''منظمة متابعة الأزمات الدولية'' التي يوجد مقرها ببروكسل: ''من المرجح أن يكون أي تدخل من قبل الاتحاد الإفريقي -والذي من الأرجح أن يكون غطاء للتدخل الإثيوبي- حاسماً جداً· كما أنه من المرجح كذلك أن يعرقل أي محاولة لإجراء مفاوضات سلمية بين الحكومة و''المحاكم الإسلامية''، مضيفاً أن ''المحاكم'' ستكون ''معادية جداً لأي تدخل إثيوبي في الصومال''· يذكر في هذا السياق أن القوات الإثيوبية قد دعمت من قبل الرئيس يوسف في إقليم بونتلاند (أرض البنط) حيث صمد في وجه تحدٍّ إسلامي خلال التسعينيات· إلى ذلك، أصر الشيخ شريف أحمد، الذي يرأس ''اتحاد المحاكم الإسلامية''، خلال الأسبوعين الماضيين على أن شبكة المحاكم الشرعية التابعة له -التي فرضت الشريعة الإسلامية وأغلقت القاعات السينمائية ومنعت الناس من الاحتفال برأس السنة- ليست لها أي علاقة بتنظيم ''القاعدة''، كما أنه ليست لها أية مخططات لتحويل الصومال إلى دولة إسلامية· والحال أن مليشيات الشيخ شريف لم تقتصر على مقديشو بل امتدت إلى مناطق واسعة من الصومال، فارضة الشريعة في مدينة جوهر الاستراتيجية لتصل إلى الحدود مع إثيوبيا· وتعد ''المحاكم'' أقرب إلى حكومة مركزية منذ أن فر الرئيس سياد بري في ،1991 وهي الفترة التي عرفت تحول الصومال إلى مجموعة من مناطق النفوذ الشخصية تديرها مجموعات من أفراد العصابات والمجرمين الذين عرفوا باسم ''أمراء الحرب''· غير أن صعود ''المحاكم الإسلامية'' أدى إلى رحيل ''أمراء الحرب'' عن مقديشو، حيث يقال إنهم كانوا يتلقون الدعم المالي من الولايات المتحدة لقطع الطريق على ''القاعدة'' والحيلولة دون تحول الصومال إلى ملجأ للإرهابيين· حالياً، توجد المليشيات الموالية للشيخ شريف على بعد نحو 40 ميلاً من مدينة بيداوا، التي تتخذ منها حكومة البلاد عاصمة مؤقتة منذ تشكيلها في كينيا المجاورة· وقد صوت برلمانها في وقت سابق من هذا الشهر على دعم دعوة الرئيس يوسف إلى نشر قوات لحفظ السلام ضماناً لاستمرار الحكومة· غير أنه سرعان ما تلت ذلك التصويت اتهامات من ''المحاكم الإسلامية'' لإثيوبيا بإرسال 300 جندي إلى الصومال من أجل دعم حليفها يوسف· إلا أن إثيوبيا نفت الاتهامات جملة وتفصيلاً، وإن كان من المعلوم أن أعداداً صغيرة من القوات الإثيوبية تعبر الحدود بشكل منتظم في إطار عمليات المراقبة· والواقع أن من شأن حضور لقوات حفظ السلام أيضاً خرق حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة على جميع الأطراف· وفي هذا الإطار، يقول العقيد ''هارجيت كيلي''، مستشار ''لجنة المراقبة'' الخاصة بالصومال والتابعة للأمم المتحدة، إن من شأن رفع الحظر تأجيج وضع متقلب أصلاً عبر السماح بتدفق الأسلحة والذخيرة على البلاد، مضيفاً أن ''المحاكم الإسلامية'' تحظى بدعم سكان المدن الخاضعة لحكمها، وأنه ليس من خيار أمام الحكومة التي تحظى بدعم معظم المجتمع الدولي سوى فتح حوار معها· غير أن يوسف استبعد في وقت سابق إجراء أية محادثات مع زعامة ''المحاكم الإسلامية'' ما لم تستوفِ ثلاثة شروط وهي سحب المليشيات التابعة لها إلى مقديشو، والاعتراف بالحكومة، والتجرد من الأسلحة· غير أن العقيد ''كيلي'' يستبعد إمكانية أن يوافق الإسلاميون على هذه الشروط على اعتبار أن يوسف لا يتمتع بنفوذ على ''المحاكم''، قائلا: ''إن المحاكم الإسلامية تتوفر على البنى التحتية والقيادة والمراقبة التي سمحت لها ببسط سيطرتها على العاصمة ومدن أخرى والتشبث بها· وبالتالي، فهي تمثل تهديداً كبيراً للحكومة الفيدرالية المؤقتة''· وأضاف ''كيلي'' أن ''أفضل فرصة أمام الحكومة الفيدرالية المؤقتة هي عرض مناصب قيادية عليهم في الحكومة مع مسؤوليات حقيقية''· وحالياً يسود السلام مقديشو، غير أنه لا أحد يخامره أدنى شك في أن ثمة عملاً كبيراً ينبغي القيام به لإعادة إعمار هذه ''الدولة الفاشلة''· من جهة أخرى، حذر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف التابعين للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن الاقتتال الأخير وسنوات الجفاف تسببا في معدلات عالية لسوء التغذية لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ عدة سنوات· ويقول محمود حسن علي، عمدة مقديشو، إن الغرب تدخل في المدينة منذ مدة، موفراً الدعم لأمراء الحرب ومؤججاً الصراع فقط· وأضاف أنه قد حان الأوان اليوم لكي يساعد العالم الخارجي الصومال على إعادة الإعمار، مختتماً بقوله: ''أناشد العالم أن يحجم عن استعمال أموال الضرائب في نشر الدمار، وأن يستعملها بدلاً من ذلك في إحداث الفرق بالنسبة لشعبنا''· روب كريلي مراسل كريستيان ساينس مونيتور في نيروبي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©