واشنطن-هاني الكنيسي:
اعترف السفير الاميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون بوجود ما وصفه بـ''خلافات تكتيكية'' بين الدول الكبرى في مجلس الأمن حول الاسلوب الامثل للتعامل مع ايران في حال رفضها عرض الحوافز المقدم اليها عبر الدول الكبرى والمانيا لانهاء الازمة النووية، وقال في مقابلة مع ''الاتحاد'' انه في حال قيام الصين او روسيا او كليهما باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع قرار من مجلس الامن يهدد بفرض عقوبات، فان ذلك لن يثني بلاده عن التحرك خارج نطاق المجلس لمعاقبة ايران ومنعها من امتلاك سلاح نووي·
واوضح السفير الاميركي لدى الأمم المتحدة ان الايرانيين لديهم مهلة زمنية كافية للرد على عرض فيينا لكنها لن تبقى مفتوحة الى ما لا نهاية، مشيرا الى ان واشنطن تنتظر ردا واضحا ومحددا من الحكومة الايرانية وليس مجرد تصريحات او اشارات ايجابية من مسؤوليها، ومحذرا من ان ايران تستغل مهلة الرد على العرض لمواصلة نشاطها في تخصيب اليورانيوم وهو ما لا تغفل عنه واشنطن·
واكد بولتون ايضا اجراء مشاورات مكثفة مع الدول الاعضاء في مجلس الأمن بشأن تفاصيل الاجراءات التي يمكن اتخاذها ردا على خطط كوريا الشمالية اطلاق صاروخ بالستي جديد من طراز ''تايبدونغ-2'' والذي يبلغ مداه السواحل الغربية للولايات المتحدة، وقال ان الدول الاعضاء في المجلس اضافة الى اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا اعربت عن اعتراضها على قيام كوريا الشمالية بتجربة الصاروخ الجديد بعيد المدى وان الجهود تتركز حاليا على اقناعها بالتراجع عن هذه الخطوة التي ستنتهك تعهداتها السابقة وتثير مخاوف دول جنوب شرق آسيا وفي مقدمها اليابان·
لكن واذ نفى بولتون ان يكون الخيار العسكري مطروحا الآن لمواجهة التهديد الجديد من قبل كوريا الشمالية الا انه اكد ان بلاده لن تتردد في اتخاذ اجراءات عقابية خارج اطار مجلس الأمن اذا ما مضى الكوريون في مشروع اطلاق الصاروخ وبقيت روسيا والصين على موقفهما المعارض لاستصدار قرار دولي يفرض عقوبات على بيونج يانج، واضاف ''قد نفكر في إعادة العقوبات الاقتصادية التي رفعناها عام 2000 كما سندعو الاطراف المشاركين في المحادثات السداسية الى اجتماع عاجل لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات اضافية''· مشددا على ان المجتمع الدولي لن يسمح سواء لكوريا الشمالية او ايران بالمضي في هذا الطريق وان عليهما استثمار الفرصة الاخيرة للخروج من العزلة الدولية·
واعتبر بولتون من جهة ثانية ان تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الاخيرة التي اعلن فيها رفضه المطلق لدخول قوات سلام دولية الى دارفور لن تغير شيئا من الترتيبات الجارية لتسلم هذه القوات مهمة حفظ السلام في الاقليم من القوات التابعة للاتحاد الافريقي، وقال سيواصل مجلس الأمن العمل على استكمال اجراءات نقل مهمة حفظ السلام في دارفور الى قوات الأمم المتحدة بغض النظر عن أي تصريحات للمسؤولين السودانيين ونتوقع من حكومة الخرطوم الالتزام باتفاق ابوجا الذي يقر بتولي الأمم المتحدة مسؤولية حفظ السلام كما ننتظر ان تقبل الموافقة التي جاءت بالاجماع من دول الاتحاد الافريقي لتسليم المهمة الى الأمم المتحدة وهو ما نتوقع ان يتم عمليا قريبا جدا·
وحول ما اذا كان يتوقع اتخاذ مجلس الأمن اجراء او قرارا ضد الحكومة السودانية في حال اصرارها على رفض دخول قوات تابعة للأمم المتحدة الى دارفور، قال بولتون انه لا يريد التكهن بالاجراءات التي يمكن ان يتخذها المجلس، لكنه شدد على ان رفض الخرطوم نشر القوات سيشكل انتهاكا لاتفاق السلام الدولي الموقع في ابوجا وهو ما يعرض الخرطوم لعواقب عدم الالتزام بتعهداتها·
واشار بولتون الى ان مهمة الفريق الامني التابع للأمم المتحدة الذي تقرر ان يتوجه الى الصومال للقاء زعماء تحالف ميليشيا المحاكم الاسلامية تتمثل في التعرف على الطبيعة على الاوضاع هناك، موضحا ان هناك مؤسسات فيدرالية انتقالية تحظى بدعم مجلس الأمن لمساعدة الحكومة الانتقالية على تولي مسؤولياتها باعتبارها تمثل الشرعية المقبولة في الصومال، واضاف ان الوضع يثير الكثير من القلق لدى مجلس الأمن الذي يتابع التطورات عن كثب، لكن لن يكون موضوع ارسال قوات تابعة للأمم المتحدة الى الصومال مطروحا في هذه المرحلة
عدد اليوم
