الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أبو حليمة يسرد قصة فلسطين في 55 دقيقة

9 فبراير 2008 00:03
تختزل مسرحية ''الاحداث الاليمة في حياة ابو حليمة'' على مدار 55 دقيقة حكاية الفلسطينيين منذ اللجوء وحتى قيام السلطة الفلسطينية· ويقدم الممثل المسرحي الفلسطيني اسماعيل الدباغ منفردا هذه الحكاية في مونودراما مسرحية عن قصة الشاعر الفلسطيني طه محمد علي ''ما يكون'' ومن اخراج الإسباني جاكوب امو· وبدأ الممثل الدباغ عرضه المسرحي على خشبة مسرح وسينما القصبة في رام الله بالضفة الغربية على وقع نشرة اخبار تقدمها مذيعة لا يسمع سوى صوتها وهي لديها مشكلة في نطق الحروف ''الجيش الفلسطيني يجتاح ناتانيا بسبب استمرار شاس اطلاق الصواريخ على رام الله···'' ويطل الدباغ على جمهوره بملابس داخلية لتبدأ الحكاية التي تحمل المسرحية اسمها ''الاحداث الاليمة في حياة أبو حليمة'' التي تقدم صورة سوداوية للواقع الفلسطيني منذ النكبة الى اليوم· ويروى ابو حليمة (الدباغ) حكايته في المخيم بعد هجرة اسرته عام 1948 وكيف بقي حتى بلغ عشر سنوات من العمر دون ان تكون اسرته قادرة على شراء حذاء له· ويضحك ابو حليمة الجمهور كثيرا من خلال تمكنه من استخدام كل حركات عينيه ويديه ورجليه وهو يروي اول قصة حب له مع حذاء شاهده في فاترينة احد المحلات في المخيم ولم تكن لديه القدرة على شرائه· يقول ابو حليمة ''ثاني يوم شفت ابن المختار لابسها (الحذاء) حسيت انو اغتصبها مني''· ويواصل ابو حليمة سرد حكايته مع الحذاء مقدما صورة بائسة لاوضاع الفلسطينيين في المخيمات وكيف اشترى حذاء بعشرين قرشا حيث كانت فردتا الحذاء لنفس القدم اليمين· وينتقل ابو حليمة بعد ذلك في عرض درامي لا يخلو من التراجيديا والكوميديا يوضح كيف التحق بصفوف الثورة من اجل ان يحقق حلمه بالعودة الى فلسطين· يروي أبو حليمة بعض المواقف عن معاملة اللاجئين الفلسطينيين الذين توزعوا على مخيمات في الاردن وسوريا ولبنان وكيف كان الجميع ينظر إليهم نظرة دونية على أنهم هجروا بيوتهم· ويستبق ابو حليمة الاحداث بعد ان يلبس بزته العسكرية قبل عودته الى ارض الوطن كما الآلاف من الفلسطينيين بعد توقيع اتفاقية اوسلو ليعرف الجمهور انه كان يمسح حذاء احد الضباط في الجيش الذي كان به دون الاشارة الى ذلك الجيش باي دولة ''نكسونا نكس بعد الحرب'' في اشارة الى ما يطلق عليها النكسة اثر هزيمة العرب عام ·1967 وعندما يعود الى ارض الوطن يقول لابن خاله انه عقيد ويقبل ان يعيش في هذه الكذبة دون ان ينسى ان يقدم صورة ان الحواجز مازالت قائمة ''حسيت والجندي (الاسرائيلي) بفتشني على الحاجز اني عريان''· ويذهب ابو حليمة بعد تقاعده من الخدمة العسكرية مباشرة بجمهوره الى مدينة القدس التي قرر العيش فيها بعد ان تمكن من التسلل اليها ليقدم صورة معتمة عن واقع مدينة لا يمكن للفلسطينيين ان يدخلوها الا بتصاريح من الجانب الاسرائيلي· يقول ابو حليمة ''ما قدرتش ارجع على يافا دخلت على القدس تهريب سكنت بيت حسونة (ابن خاله) اللي هاجر لكندا وترك الدار·'' ويضيف ''شباب صغار بشربوا خمرة وحشيش قلتلهم شو بدوا يقول عنكم سيدنا عمر بن الخطاب وصلاح الدين لو شافوكم من خرم التاريخ قالوا لي بدنا نسكر خرم التاريخ في قطنة''· ويستحضر ابو حليمة في مسرحيته الفلاحات اللواتي يراهن كل من يزور القدس وهن يبعن الخضر الفاكهة على الارصفة ويقول ''شفت الفلاحة بتنضرب وعملت حالي مش شايفها· ما بقدر اعملها ايشي''· وقال الممثل اسماعيل الدباغ بعد العرض المسرحي ''منصة المسرح حراك ثقافي من اجل التغيير والفنان المسرحي يشير الى الخلل ويجب ان تكون هناك جرأة في الطرح''· واضاف ''بطلنا نتحمل والمشكلة فينا بالدرجة الاولى الخلل منا رغم مظلة الاحتلال· لدينا فساد ثقافي وفساد مؤسسات''· وأوضح ''أرى في كل فلسطيني رئيسا وهذه المسرحية رسالة موجهة الى كل فلسطيني عنده وفاء وبعد عرض الافتتاح في القدس الشهر الماضي مجموعة عروض هذا الشهر ستقدم في رام الله''· قال الدباغ إنه سيشارك في مسرحيته في ايام عمان المسرحية في العاصمة الاردنية وسيقدم مجموعة من العروض في أوروبا·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©