الإمارات ومصر والمغرب في المثلث الذهبي لـ «أفضل مرتل»

أشرف جمعة (أبوظبي) التنافس الشريف هو السمة الغالبة على المشاركين في مسابقة أفضل مرتل، إذ يمنح كتاب الله للمتسابقين فرصة التعبير عن أنفسهم، ومن ثم إظهار براعتهم في إتقان التجويد وحسن التلاوة، بالإضافة إلى أن المسابقة أظهرت عدداًَ من الأصوات الجميلة فضلاً عن أن منافسات الجولة الثالثة من المسابقة لفئتي شباب القرآن، وأشبال القرآن أكدت تواصل النجاح الكبير «لأفضل مرتل»، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني العاشر لنادي تراث الإمارات الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. وشارك في منافسات الجولة الثالثة نحو 29 متسابقاً من أصل 150 قارئاً مثلوا: الإمارات، مصر، الأردن، سوريا، الصومال، بنجلاديش، الهند، المغرب، أميركا حيث اختتمت مساء أمس على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج منافسات الجولة الثالثة. جمال الصوت ويقول عضو لجنة تحكيم المسابقة الدكتور أنس محمد قصار: من خلال الجولات السابقة، اتّضح لنا أن المستوى العام للمتسابقين في تطوّر مستمر، خاصة مع اقتراب الجولات النهائية من المسابقة إذ تميزت الجولتان السابقتان بوجود نماذج صوتية مبشرة بخير كثير فضلاً عن حسن الأداء والالتزام بضوابط التجويد وجمال التلاوة، لافتاَ أنّ حسن وجمال الصوت عند غالبية المشاركين كان هو المقياس لجودة الأداء والتجويد، الذي كان متوازنا، وبخاصة لدى من يحفظون القرآن كاملا، ومضيفاً نأمل بأن تكون الجولات الأخيرة أكثر تميزاً، حتى تحقق المسابقة هدفها في إبراز نخبة من الشباب المهتم والمتمسك بكتاب الله الكريم. حماية التراث وإلى ذلك يورد رئيس لجنة التحكيم الدكتور إبراهيم الجنابي: لقد تم التركيز في الجولات قبل النهائية على موضوع التمكن من القراءة والتفنن في الصوت والأداء وإبراز قدرة القارئ على الإبداع في تلاوة القرآن الكريم، بالإضافة إلى التقيد التام بأحكام التجويد والتلاوة المعروفة، ووجه الجنابي باسمه واسم زملائه من أعضاء لجنة التحكيم الشكر والعرفان لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، على رعايته للمسابقة وتوجيهاته السديدة بتكريم الفائزين، قائلا: إن هذه اللفنة الطيبة من سموه ليست جديدة عليه، نظرا لما عرف عنه من حبه للعلم والعلماء وثقافة الإسلام وتشجيعه الموصول للشباب ليكونوا دائما حملة شعلة نور الإسلام والقرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ما ينبع من ثوابت الحضارة العربية والإسلامية، مثمنا في ذات الوقت الدور الريادي لنادي تراث الإمارات في حماية التراث وصيانة الهوية الوطنية وترسيخ التراث في نفوس الأجيال الجديدة والعمل الدؤوب من أجل إنجاح وتطوير هذه المسابقة التي وصفت بأنها واحدة من المسابقات الناجحة والمعد لها بشكل متميز من جانب اللجنة العليا المنظمة، بحيث شكلت مشروعا وطنيا للاهتمام بكتاب الله عز وجل، وتأسيس قاعدة شبابية من حفظة القرآن، والمهتمين بتلاوته وتجويده وفق الأحكام الصحيحة. حفظة القرآن وأكدت اللجنة العليا المنظمة أنه شرف لأهل القرآن أن يكرموا في شهر القرآن رمضان المبارك، لا سيما مع معايشتنا للنصف الثاني منه، معربة عن سعادتها بالإقبال الكبير على المشاركة في الدورة العاشرة من المسابقة، التي أكدت حضورها وتأثيرها في الشارع الثقافي المحلي، مما أسهم في نجاح مشروع نادي تراث الإمارات في تأسيس قاعدة شبابية تقوم على نخبة ممتازة من مرتلي القرآن وحفاظه للاشتراك في المسابقة في دوراتها اللاحقة، لافتة إلى أن ذلك يتزامن مع الاهتمام باستقطاب المزيد من شباب الوطن وأبناء الدول العربية والإسلامية للمساهمة في تطوير المسابقة بما ينسجم مع توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، الذي قدم الدعم الكبير واللامحدود للمسابقة كمحفل قرآني نوعي، وللمهرجان الذي شارف على ختامه بعد أن قدم برنامجه الضخم صورة طيبة ومشرقة وروحانية متواصلة مع الجمهور عبر سلسلة كبيرة من المحاضرات وعروض الفرق الإنشادية وعديد من الفعاليات التي حولت مناخات وفضاءات عاصمة الخير أبوظبي إلى حالة تراثية روحانية فريدة ستتواصل مع انطلاقة مهرجان عيد الفطر السعيد. المهاوري والجمهور القارئ عبد الرحمن المهاوري من المملكة المغربية – 12 عاما - والمشارك في منافسات فئة أشبال القرآن، اجتذب الجمهور من خلال تلاوته الخاشعة، مركزا بدقة متناهية على أحكام التلاوة والتجويد وحسن الصوت والأداء، مقدما تلاوة متكاملة من دون أخطاء من حيث حسن الصوت وإتقان مخارج الحروف، وأحكام التجويد. وقال على الرغم من خشيتي من منافسة القارئ عبد الرحمن أسامة أحمد، من مصر، إلا أنني أشعر بقربي الشديد من المركز الأول متمنيا أن يتحقق لي ذلك فقد عزمت على التبرع بجزء كبير من الجائزة للفقراء والمحتاجين، وأثمن دور نادي تراث الإمارات في تبني هذه المسابقة التي أصبحت بالنسبة لنا محطة لتقديم إبداعنا في إبراز قدسية وجمال كتاب الله. متسابقو الإمارات تميّز في هذه الجولة عدد من المتسابقين الإماراتيين من بينهم: أحمد يوسف البستكي، عبدالرحمن عبدالله البستكي، سيف إبراهيم الحوسني، عبدالرحمن الزرعوني، مؤكدين اعتزازهم المشاركة في المسابقة، ودخول معترك التنافس بثقة، وما تعكسه أجواء المسابقة من روحانيات وجماليات تؤكد روعة وإعجاز القرآن الكريم، كما كان لافتاً اهتمام الجمهور ولجنة التحكيم بمشاركة أصغر مشارك في المسابقة لفئة أشبال القرآن، وهو الطالب إبراهيم ماهر الحوراني من الأردن، والبالغ من العمر سبع سنوات، وقرأ بصوت خاشع، يؤكد أنه مشروع قارئ قادم. وقال: أنا لا أبحث عن الفوز والجوائز، بقدر ما أسعى لحفظ كتاب الله والتمتع بالمعاني الجليلة فيه، وإتقان أحكام التجويد وفهم المعاني الجليلة في كتاب الله ، وجدير بالذكر أن المثلث الذهبي للتنافس في الجوائز ينحصر حتى ختام الجولة الثالثة في عدد من المتسابقين من الإمارات وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية. برنامج اليوم يتابع الجمهور في العاشرة من مساء اليوم على خشبة مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، الجولة الخامسة «الأخيرة» من مسابقة أفضل مرتل، فيما يشهد يوم غدٍ الخميس أمسية للمالد الإماراتي.