الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن صقر: تعجلنا في التطبيق..ولا نزال نتعامل بعقليات الهواة!

محمد بن صقر: تعجلنا في التطبيق..ولا نزال نتعامل بعقليات الهواة!
30 يونيو 2015 23:57
معتصم عبد الله (الشارقة) أجمع المتحدثون في أمسية المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي على صعوبة احتراف اللاعب الإماراتي في الملاعب الأوربية في الوقت الراهن، في ظل المعطيات الحالية للمشهد الرياضي في الدولة والوضع المميز للاعب المواطن في الدوري المحلي من ناحية المقابل المادي والوضع الاجتماعي والشهرة، مقارنة بما قد يجده في الأندية الأوروبية من مقابل مادي ضعيف. واختلف المتحدثون في تقييم تجربة الاحتراف في الملاعب المحلية، التي تدخل عامها السابع، حيث ذهبت أغلب الآراء إلى أن الاحتراف موجود ومطبق فعلياً بيد أن أغلب المشاكل تتعلق بالقصور في تطبيق الآليات، وفي مدى نسبة التطبيق التي لا تتجاوز نحو 40 إلى 50? من المطلوب فعلياً. وقد خصصت الندوة الرياضية في المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي والتي احتضنتها جزيرة المجاز في الشارقة مساء أمس الأول، تحت رعاية سبورت انفستمنت الإمارات، لمناقشة موضوع «حوار احتراف اللاعب الإماراتي»، بمشاركة الشيخ محمد بن صقر القاسمي الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة والرئيس الأسبق للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الكروي، والمهندس مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم، وعلي خصيف قائد وحارس مرمى منتخبنا الوطني ونادي الجزيرة، ورياض الذوادي المحلل الفني لقنوات أبوظبي الرياضية والمدرب البحريني السابق، وأدارها الإعلامي أحمد سلطان المعد ومقدم البرامج بمؤسسة الشارقة للإعلام. وشهدت الندوة حضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، وسعيد الطنيجي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من نجوم الكرة السابقين بجانب جمع غفير من الجمهور الرياضي والمهتمين بالمجال. تقييم تجربة الاحتراف تناولت الجلسة في محورها الأول تقييم تجربة الاحتراف في الملاعب الإماراتية والتي تدخل عامها السابع، حيث ابتدر النقاش الشيخ محمد بن صقر القاسمي، مؤكداً أن قناعاته الشخصية تقول إننا قد استعجلنا في تطبيق الاحتراف، ولكن يتوجب علينا في ذات الوقت العمل بعد أن صار الأمر واقعاً ملموساً، وقال: «الاحتراف يجب أن يشمل جميع اللاعبين ومن الضروري أن يبدأ من المراحل السنية، وفي نظري فإن الاحتراف هو ثقافة قبل أن يكون عقوداً وأوراقاً توقع ما بين الأندية واللاعبين». وأضاف: «رغم أننا نعيش الاحتراف، إلا أننا ما زلنا نتعامل بذات عقلية الهواة في ظل غياب الاحتراف الإداري، وهو ذات السبب الذي يجعل من أي مدرب محترف قادم للعمل في أنديتنا يتعامل معنا بقناع الهواة، وفي نظري أن العقليات التي تضطلع بالعمل التنفيذي ما زالت تتعامل بعقليات الهواة»، وتطرق الشيخ محمد بن صقر القاسمي إلى مشكلة إهمال القاعدة على حساب الفريق الأول، منوهاً بأن رياضتنا بحاجة إلى مزيد من الاهتمام بحيث تكون الرياضة مكونا رئيسيا من خلال وضع استراتيجيات مختلفة للبناء. من جانبه، رأى رياض الذاودي المحلل الفني لقنوات أبوظبي الرياضية أن الاحتراف موجود فعلياً في ملاعبنا المحلية، لافتاً إلى أن الحديث عن «الاحتراف على الورق» فيه ظلم كبير للأندية واللاعبين، طالما كانت هناك عقود موقعة ما بين الطرفين، وقال: «إذا كان هناك قصور في التجربة فعلينا التحقق من الأسباب، وفي نظري فإن المشكلة الأساسية ترتبط بآلية التطبيق، ونحن ما زلنا في بداية الطريق رغم مرور أكثر من 7 سنوات على إقرار التجربة بشكل رسمي». وأشار إلى أن الاحتراف كلمة رنانة، ولكنها أضحت واقعاً رغم بعض التشوهات كارتباط أغلب اللاعبين المحترفين في أنديتنا بعقود عمل مع جهات أخرى، ونوه بأن اللاعبين يعانون غياب ثقافة الاحتراف، ويتمثل ذلك في عدم الالتزام والذي يقابله في الطرف الآخر من قبل الأندية عدم وعي وإدراك، خاصة فيما يتعلق بالبرامج التدريبية ما قبل وبعد أي موسم الرياضي. في المقابل، ذكر مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم، أن الاحتراف في ملاعبنا واقع موجود، وأن فترة الأعوام السبعة الماضية غير كافية للتقييم بشكل صحيح، وأشار إلى الكثير من اللاعبين في كرة القدم وغيرها من الألعاب بالأندية المختلفة يطبقون الاحتراف طالما أن هذه الرياضة أضحت مهنة لهؤلاء اللاعبين من أجل إعالة أسرهم، وذكر أن الاختلاف يكون في نسبة التطبيق، والتي قد تكون وصلت إلى نحو 40 إلى 50%. وأضاف: «لدينا احتراف بدأ تطبيقه منذ سنوات طويلة، وتحديداً منذ إقرار عودة اللاعبين الأجانب، وما تلاه من إنشاء شركات لكرة القدم والألعاب الأخرى، ومن ثم إصدار الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة للائحة الاحتراف، والتي تنظم سير العمل، وفي نظري فإن القصور موجود بإجماع كل الأطراف، وهو يرتبط بنسبة التطبيق في المنظومة الاحترافية بشكل كامل». بدوره، ذكر علي خصيف أنه كلاعب عاصر عصري الهواة والاحتراف، مؤكداً أن الاحتراف موجود في ملاعبنا، وهو ما شعر به شخصياً من خلال ممارسته لكرة القدم على مستوى النادي والمنتخب، وقال: «خلال السنوات الماضية تطورت كرة القدم الإماراتية بشكل كبير وبدا الأمر واضحاً على صعيد نتائج المنتخبات الوطنية والمنتخب الأول، والمهم في الاحتراف هو عقلية اللاعب، وأعتقد أن التغيير الذي طرأ علي شخصياً تمثل في التفرغ للعبة بعد الاحتراف، حيث أضحت مهنتي الأساسية هي لاعب كرة قدم، الأمر الذي تطلب مني أيضاً المزيد من الالتزام تجاه مهنتي». الاحتراف الخارجي تناول المحور الثاني في الجلسة، إمكانية احتراف اللاعب المواطن خارجيا، وبدأ مروان بن غليطة النقاش حول الموضوع، مؤكداً أن الخلل في عقلية اللاعب، الذي يبحث بداية عند التعاقد مع أي نادٍ إيجاد وظيفة ثابتة بمقابل مادي قد لا يتجاوز الـ15 ألف درهم، وقال: «كيف يمكن للاعب أن يحترف إذا كانت أولوية البحث لديه هي إيجاد ضمان وظيفة ثابتة براتب شهري لا يتجاوز الـ15 ألف درهم، علماً بأن تعاقده مع النادي يضمن له الحصول على مبالغ طائلة». وتابع: «عايشنا في نادي النصر تجربة شخصية مع أحد اللاعبين في محاولة إقناعه بالاحتراف خارجياً، ولكن قيمة المقابل المادي لم تتجاوز نحو 20 إلى 30? مما يتقاضاه في النادي، وفي اعتقادي أن اللاعب المواطن غير مستعد للتضحية بالمزايا المادية في الدوري المحلي والوضع الاجتماعي، إضافة إلى الشهرة وغيرها مقابل الاحتراف في أوروبا». وأضاف: «أتمنى أن يأتي في يوم من الأيام أحد اللاعبين ليضع شرطاً عند تعاقد النادي معه بإخلاء سبليه في حال حصوله على عقد احتراف حقيقي». من جانبه، أبدى الشيخ محمد بن صقر القاسمي اتفاقه مع الآراء التي تحدثت عن اللاعب المواطن غير مؤهل للعب في أوروبا، وقال «لتحقيق الهدف المنشود لا بد من إيجاد أكثر من عنصر تتمثل في إيمان اللاعب نفسه بأن الاحتراف في أوروبا هدف يسعى لبلوغه، ومن ثم التضحية كون أن المقابل المادي لا يوازي ما قد يجده في الملاعب المحلية». واستشهد الشيخ محمد بن صقر القاسمي بتجربة اليابان في طرق أبواب الاحتراف الأوروبي بداية من اللاعب ناكاتا، والذي تكفلت الدولة بمصروفات لعبه في صفوف يوفنتوس الإيطالي، الأمر الذي فتح الباب أمام الكثيرين. وتابع: «مررنا بتجربة في نادي رأس الخيمة سابقاً مع اللاعب عادل درويش، والذي تلقى عرضاً للاختبارات بنادي أتلتيكو مدريد الإسباني قبل تعرضه للإصابة في أيامه الأخيرة من الاختبارات، وتزامن ذلك مع تلقيه عرضاً جاداً للعب في صفوف أحد أندية دوري الدرجة الثانية، وحينما عرضنا الأمر على اللاعب رفض بحجة أن زوجته لا تفضل الانتقال للعيش في إسبانيا، وهو لا يستطيع الابتعاد عن زوجته وأولاده». بدوره ذكر علي خصيف أن الهدف من إصرار اللاعبين الحصول على وظيفة بجانب التعاقد مع النادي هو تأمين المستقبل، خاصة وأن لعبة كرة القدم غير مأمونة العواقب في حال حدوث إصابة أو غيرها من الظروف الأخرى، وقال: «المؤكد أن هناك العديد من العقود الرسمية من أندية أوربية وصلت إلى مجموعة من اللاعبين، ولكن الوضع يحتاج إلى تغيير فكر اللاعبين والتضحية المالية». في المقابل، أكد رياض الذوادي على صعوبة حضور أي لاعب إماراتي أو خليجي في أوروبا في الوقت الراهن، مشدداً على ضرورة إعادة صياغة العمل في المنظومة الكروية بداية من المراحل السنية، حيث إن المقدرة البدنية للاعب الخليجي حالياً لا تؤهله للعب في الدوريات الأوروبية. ترويسة 4 أكد مروان بن غليطة أن ميثاق الشرف بين الأندية مجرد حبر على ورق، لافتاً إلى أن التطبيق الفعلي للميثاق غائب، الأمر الذي يجعل كل من لديه النفوذ في تلبية طلبات اللاعبين الأكثر سيطرة على السوق. كيف نختار اللاعبين؟ الشارقة (الاتحاد) احتدم النقاش بين المتحدثين في الجلسة حول آلية اختيار اللاعبين المحترفين الأجانب في الأندية، والمسؤولية ما بين الأجهزة الفنية ومجالس الإدارات، حيث رأى رياض الذوادي أن أنديتنا تفتقر إلى وجود المختصين والفنيين، في ظل اعتمادها على قرارات إدارية، مبيناً أن أبناء اللعبة في الأندية المختلفة مهمشين، رغم أن آلية الاختيار واحدة من متطلبات الاحتراف. في المقابل، أكد مروان بن غليطة أن الآلية موجودة في الأندية وفق نهج وسياسات معينة، مشدداً على أن آلية الاختيار فنية في المقام الأول. بدوره، تحدى الشيخ محمد بن صقر القاسمي في طرح اسم مدير فني واحد في أي نادٍ أوروبي أو غيره لا تكون مهمته الأساسية اختيار اللاعبين المحترفين، مبيناً أن مسؤولية الاختيار تقع على عاتق الجهاز الفني في كل فريق. الدورات الرمضانية الشارقة (الاتحاد) انتقد المتحدثون في أمسية المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي مشاركة بعض اللاعبين المحترفين في أندية دوري الخليج العربي من نجوم الصف الأول في المنتخب الوطني في الدورات الرمضانية، واعتبروا أن المشاركات وإن وجدت فإنها تعود إلى القصور الإداري وعدم تطبيق لائحة السلوك والاحتراف التي تحرم على اللاعبين مثل هذه المشاركات التي قد تضر بمستقبلهم الكروي في حال حدوث إصابات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©