الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنت الشاطئ.. أستاذة العلماء والمفكرين

بنت الشاطئ.. أستاذة العلماء والمفكرين
30 يونيو 2015 19:50
أحمد مراد (القاهرة) مفكرة إسلامية مصرية، لها باع طويل في خدمة الإسلام والقرآن والسنة النبوية، تعد أول امرأة تلقي محاضرات في أروقة الأزهر الشريف، وأول امرأة تفوز بجائزة الملك فيصل تقديراً لدورها الدعوى وإسهاماتها في مجال الدراسات الإسلامية. هي الدكتورة عائشة محمد علي عبد الرحمن، الملقبة بـ «بنت الشاطئ»، ولدت في مدينة دمياط - شمال الدلتا - خلال منتصف سنة 1913، نشأت في أسرة أزهرية مرموقة، والدها عالم أزهري، وجدها لأمها كان شيخا في الأزهر. اتجهت إلى كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، واستطاعت أن تحفظه في سن مبكرة، وأرادت أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية إلا أن والدها رفض لأن التقاليد والعادات الاجتماعية لم تكن تسمح بخروج البنات إلى المدارس، وهو ما جعلها تتلقى تعليمها في المنزل، وتذهب إلى المدرسة خلال فترة الامتحانات، وكانت تتفوق على أقرانها، وحصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات سنة 1929، وترتيبها الأول على مصر، ثم حصلت على الشهادة الثانوية، وبعدها التحقت بجامعة القاهرة بمساعدة أمها بسبب رفض والدها، وفي السنة الثانية لدراستها في الجامعة ألفت كتابا بعنوان «الريف المصري»، وتخرجت في كلية الآداب بقسم اللغة العربية سنة 1939، وبعد عامين فقط من التخرج حصلت على درجة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى. تزوجت بنت الشاطئ أستاذها بالجامعة الشيخ أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وواصلت مسيرتها العلمية والتعليمية حتى نالت درجة الدكتوراه سنة 1950، وقد تولى مناقشة رسالتها عميد الأدب العربي د. طه حسين. خلال رحلتها العلمية الطويلة شغلت د. عائشة عبد الرحمن عدة مواقع داخل الجامعات في مصر وخارجها، وساهمت في تخريج أجيال عديدة من العلماء والمفكرين العرب. اتجهت بنت الشاطئ إلى الكتابة في الصحف والمجلات منذ كان عمرها 18 عاماً، وكانت ثاني امرأة تكتب بالأهرام بعد الأديبة مي زيادة، وكانت تفضل أن تكتب مقالاتها باسم مستعار، فاختارت لقب «بنت الشاطئ» لأنه يذكرها بحياتها الأولى التي عاشتها على شواطئ دمياط، وفي نفس الوقت حتى لا تثير حفيظة والدها. وخلال مشوارها العلمي سعت د.عائشة عبد الرحمن إلى تحرير المرأة بالإسلام، ومحاربة كل القيود التي كانت تفرضها العادات والتقاليد الاجتماعية المرفوضة إسلامياً على المرأة المسلمة، وقد خاضت معارك فكرية أبرزها معركتها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم دفاعاً عن التراث. وألفت بنت الشاطئ أكثر من 40 كتابا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وتقديرا لدورها وعلمها اختيرت عضوا في العديد من المؤسسات والهيئات المصرية، مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وغيره ، حظيت د. عائشة بمكانة رفيعة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكرمتها الدول والمؤسسات الإسلامية فكرمتها مصر في عهد السادات وعهد مبارك، وكرمها ملك المغرب. توفيت بنت الشاطئ أثر سكتة قلبية في الأول من ديسمبر سنة 1998.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©