لا يستطيع الكثير من كبار السن تقبل فكرة عدم الصيام في رمضان، حتى وإن كانت حالتهم الصحية لا تسمح بذلك. والمسن هو من تجاوز سن 65 وبعضهم يعاني من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع الضغط الشرياني أو السكري أو متلازمة باركنسون وغيرها، ولكن ثمة من يتمتع بصحة جيدة رغم بلوغه تلك السن.
ومع تقدم العمر يصاب الجسم بتغيرات طبيعية حيث تزداد نسبة الدهون في الجسم وتقل كمية العضلات والعظام مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الاستقلاب في الجسم. وكذلك تحدث تغيرات مهمة في الفم حيث ينقص إفراز اللعاب وتضعف حاسة التذوق، كما تقل حساسية الجسم للتجفاف فلا يشعر المسن بالعطش ونقص السوائل في جسده ما يفضي إلى التجفاف، وبالتالي قد تحدث العديد من العواقب الخطيرة.
وبناء على ما سلف، فإن من المهم لكبار السن الحرص على تناول لترين من الماء بين فترتي الفطور والسحور وتجنب الأماكن الرطبة والحارة والتعرض لأشعة الشمس.
ويستطيع غالبية المسنين الأصحاء الصيام من دون حدوث اختلاطات بشرط شرب كميات كافية من السوائل والإكثار من أكل الخضراوات والفواكه، والالتزام بمواعيد الدواء وممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي بعد وقت من الإفطار. ويجب الحرص على تناول الألياف التي توجد في خبز القمح الكامل والشوفان والابتعاد عن الحلويات والأطعمة الدسمة لتجنب حدوث الإمساك.
ويحبذ أن يبدأ الصائم المسن إفطاره بتناول بضع حبات من التمر مع كأس من الماء أو كوب من العصير الطبيعي الطازج، بغية مد الجسم بالطاقة دون أن تثقل المعدة.
ويجب أن تحتوي مائدة الإفطار على شوربة الخضراوات مع اللحوم البيضاء مثل الدجاج والسمك، ونؤكد أهمية السمك لما يحويه من الأحماض الدسمة غير المشبعة (أوميجا 3) التي لها دور في الوقاية من تصلب الشرايين وتقوية الذاكرة والحماية من مرض الزهايمر (الخرف المبكر)، وكذلك تعمل تلك الأحماض على تقوية مناعة الجسم، ونظرا لاحتوائها على فيتامين «د» فلها دور في بناء العظام والوقاية والعلاج من هشاشة العظام.
أما بالنسبة للمسنين الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو الحادة فيجب استشارة الطبيب قبل الصيام، وأخذ رأي دار الإفتاء في بلده أو مدينته.
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
