بغداد- وكالات الأنباء: تضاربت الروايات أمس حول عملية عسكرية أميركية في بعقوبة أسفرت عن سقوط 15 قتيلا وصفهم الجيش الاميركي بأنهم ''إرهابيون'' في حين قالت الشرطة العراقية إنهم ''مزارعون''· في وقت أسفرت سلسلة من التفجيرات والهجمات المسلحة عن سقوط 18 قتيلا و67 جريحا على الاقل· وأعلن الجيش الاميركي عن قتل قيادي إرهابي يدعى منصور سليمان منصور المشهداني يعتقد أنه كان الذراع اليمنى للزرقاوي في غارة في اليوسفية·
فقد أعلن الجيش الأميركي في بيان أن قوات التحالف قتلت 15 ارهابيا واعتقلت ثلاثة آخرين خلال عمليات في شمال بعقوبة استهدفت أشخاصا على صلة بعضو قيادي في شبكة ''القاعدة'' سبق وأن استهدف بعمليات سابقة لتسهيله عبور المتسللين الأجانب· وأضاف وفق روايته ان جنوده تعرضوا لإطلاق نار بأسلحة خفيفة من سطح أحد المباني فردوا وقتلوا تسعة أشخاص، كما قتل إرهابيان مسلحان بنيران طائرة مساندة عندما كانا يطلقان النار من مبنى مجاور، مشيرا الى اصطدام طائرة خلال العملية بأحد خطوط التوتر العالي فتعرضت لعطل اضطرها الى الهبوط لكن من دون ان يسفر ذلك عن وقوع ضحايا او إصابات· وتابع البيان انه تم بعد ذلك مهاجمة المبنى الذي لجأ اليه العديد من الارهابيين فقتل أحدهم بنيران قناص من قوات التحالف التي تمكنت ايضا من اعتقال ثلاثة إرهابيين كان أحدهم أصيب في الاشتباكات وعثر عليهم مختبئين بين تسع نساء لم تصب أي منهن بأذى، كما أشار الى العثور على 47 مدفعا رشاشا ومسدسين ومتفجرات·
لكن الرواية العراقية حول ما حدث جاءت متناقضة تماما اذ قال ضابط في الشرطة ان الضحايا كانوا نائمين في الحقول في قرية البوشاهين التابعة لبلدة السلام شمال شرق بعقوبة لحراسة الدواجن التي يربونها وان بينهم صبيا يبلغ من العمر 12 عاما· وقال شاهد عيان يدعى حسام شامل بدوره انه كان نائما في الحقول مع اشقائه الثلاثة وأبيه وعمال آخرين بسبب ارتفاع درجة الحرارة ولحراسة الدواجن عندما ظهر الجنود الاميركيون، وأضاف ''اختبأت ورأيتهم يطلقون النار على شقيقي الذي كان يعدو''، وأكد ان شقيقه الثاني هشام قتل ايضا في حين اختفى والده وشقيقه الثالث·
واقسم شهود آخرون ان أحدا لم يطلق النار على الجنود الاميركيين وقالوا ان تسعة من الضحايا قتلوا في الحقول و4 داخل منازلهم، وقال أحدهم ويدعى محمد جبر القدوري إن اثنين من القتلى هما ابناه جاسم ومازن وان جميع الضحايا كانوا يعملون في مزرعة دواجن، واضاف ''لم يهاجموا أي أميركيين أو سيارات همفي··ليست لدينا اي مشكلات مع الاميركيين ولا يوجد اي أجانب هنا''· وأكد روايتهم مسؤول احدى منظمات حقوق الانسان العراقية هادي العزاوي الذي قال ان القتلى ينتمون الى قبيلة العزة وان هناك عشرة آخرين اعتقلوا·
وقالت مصادر مستشفى بعقوبة من جانبها انها تسلمت 13 جثة مصابة بطلقات نارية في الراس والبطن اضافة الى 4 جرحى· فيما أدانت هيئة علماء المسلمين العملية الاميركية قائلة ان المقاتلات الحربية قصفت منزلا وحقل دواجن في البوشاهين مما أسفر عن مقتل المدنيين الـ13 وانه بعد القصف انزل جنود في القرية ليكملوا جريمتهم بقتل من بقي من الاحياء وبينهم أطفال ونساء واعتقال أربعة جرحى بينهم طفل في العاشرة· لكن المتحدث باسم الجيش الاميركي وليام كولدويل أصر على انه لم يسقط أي قتلى من المدنيين فيما وصفه بأنه ''معركة مسلحة طويلة للغاية''·
من جهة ثانية، أعلن الجيش الاميركي مقتل قيادي عراقي كبير في تنظيم ''القاعدة'' يدعى منصور سليمان منصور المشهداني يعرف باسم ''الشيخ منصور'' ويعتقد انه كان الذراع اليمنى للزرقاوي خلال عملية في اليوسفية يوم الجمعة الماضي، وقال كولدويل إن القوات الأميركية رصدت المشهداني ومقاتلين آخرين في سيارة في اليوسفية ودمرتها بقصف جوي اثناء محاولته الهرب، مشيرا الى ان مقتل القيادي الارهابي الذي كان يمثل مرجعية دينية وعسكرية مهمة داخل التنظيم وكان مؤهلا لتولي موقع الزرقاوي وعلى اتصال بـ''ابو ايوب المصري'' كما يعتبر ضابط الاتصال بينه وبين القبائل في المنطقة سيكون له تاثير كبير على قدرة ''القاعدة'' في اعادة تنظيم صفوفه·
كما اندلعت اشتباكات مسلحة أمس بين الشرطة العراقية ومسلحين مجهولين في عامرية الفلوجة، وقال مصدر أمني إن المسلحين هاجموا مركزا للشرطة في المجمع السكني في المدينة ودارت اشتباكات مسلحة اعتقل على اثرها أربعة مسلحين وقتل خامس ولاذ الباقون الذين يتجاوز عددهم 10 بالفرار، وأشار الى اعتراف المعتقلين بارتكاب العديد من الاعمال المسلحة والاغتيالات بينها قتل الشيخ حمزة عباس مفتي الفلوجة·
واكد مدير غرفة العمليات في وزارة الدفاع العراقية اللواء عبد العزيز محمد اعتقال عدد من عناصر الميليشيات المسلحة التي تعيق تنفيذ خطة بغداد الامنية وقال انه يتم التعامل مع الميليشيات مثل اي شخص يحمل السلاح· في وقت عثرت الشرطة على خمس جثث مقطوعة الرأس لعناصر في الجيش العراقي في بلدة الصويرة جنوب بغداد، كما عثرت على 11 جثة مجهولة الهوية مقيدة الايدي ومعصوبة الاعين وعليها آثار تعذيب مثل قطع اللسان والحرق في مناطق متفرقة من بغداد·
وقتل 18 شخصا وجرح 67 آخرون في هجمات متفرقة، حيث أشارت الشرطة الى مقتل رجل وامرأة يعملان في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بهجوم مسلح في الموصل، كما قتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة بينهم امرأة بنيران مسلحين في كركوك التي شهدت ايضا اختطاف اثنين من المدنيين من بينهما امرأة في حادثين منفصلين·
وقتل 8 اشخاص واصيب 32 اخرون بانفجار 3 سيارات مفخخة في بغداد الاولى استهدفت سوق منطقة جميلة واسفرت عن مقتل ثلاثة واصابة 18 وتدمير 11 سيارة والثانية انفجرت في السيدية وادت الى اصابة ثلاثة مدنيين بجروح والثالثة انفجرت ليلا في حي الحرية وأسفرت عن سقوط 5 قتلى و11 جريحا·
وقتل عراقيان وأصيب 28 آخرون بانفجار عبوة ناسفة بسوق لبيع الملابس المستعملة في ساحة الطيران وسط بغداد· كما قتل ضابط شرطة برتبة نقيب على يد مسلحين في منطقة البياع· وقتل مدني وأصيب أربعة آخرون بانفجار عبوة لدى مرور دورية للجيش الاميركي في منطقة الكفل جنوب الحلة·
وأكد رئيس مجلس محافظة البصرة محمد سعدون العبادي مقتل امرأة مسنة واصابة ثلاثة آخرين عندما فجر انتحاري نفسه وسط حشد من المسنين كانوا يقفون في طابور لتسلم رواتبهم الشهرية من أحد مكاتب رعاية المسنين التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية شمال المدينة، وقال مصدر في الجيش البريطاني ان الانتحاري لا يزال على قيد الحياة·
عدد اليوم
