الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يدعونا إلى احترام الآخر مهما صغرت مكانته

18 يوليو 2014 00:23
أحمد مراد (القاهرة) شدد الإسلام على أهمية الاحترام‏، وربطه بالتربية‏، وبالخلق القويم الذي إذا تركناه أو نسيناه أو همشناه في حياتنا ذهبت هذه القيمة ومعها قيم كثيرة‏‏.‏ يقول الدكتور علي جمعة - مفتي مصر السابق: أمرنا الإسلام أن نربي أبناءنا على القيم الأصيلة وأن نعلمهم قيمة الاحترام سواء للنفس أو للآخر، وأن نجعل التقوى هي المقياس‏، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه أحمد في مسنده‏:‏ «إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد‏، وإنما انتم ولد آدم‏، طف الصاع لم تملأوه‏، ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح‏، حسب الرجل أن يكون فاحشاً بذيئاً بخيلاً جباناً»، ونرى في عصرنا أن كثيراً من الناس قد أساء الأدب مع الآخرين، وأساء الأدب مع الناس، وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ «ليس منا من لم يرحم صغيرنا‏، ويعرف شرف كبيرنا‏». وعن عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أن أبا سفيان أتى سلمان وصهيبا وبلالا في نفر‏، فقالوا‏:‏ والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها‏، فقال أبو بكر: «أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم‏ - فأخبر‏، فقال‏:‏ يا أبا بكر‏، لعلك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك‏، فأتاهم أبو بكر‏، فقال‏:‏ يا اخوتاه‏، أغضبتكم؟ قالوا‏:‏ لا‏، يغفر الله لك يا أخي»، واليوم لا يبالي كثير من الناس بغضب أولياء الله وأهل القرآن‏. ويضيف: لقد ربط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاحترام بنفع الناس‏، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد - أي تنظفه - ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنها‏، فقالوا‏:‏ ماتت‏، قال‏:‏ «أفلا كنتم آذنتموني؟‏، قال‏:‏ فكأنهم صغروا أمرها‏، فقال‏:‏ دلوني على قبرها‏، فدلوه‏، فصلى عليها عند قبرها‏» أخرجه البخاري ومسلم‏، وهو تدريب عملي من الرسول - صلى الله عليه وسلم - لصحابته على احترام الآخرين مهما صغرت مكانتهم‏، خاصة أنها كانت تقوم بعمل صالح بتنظيف المسجد‏، وهو بيت الله‏، ومكان اجتماع المسلمين‏، ولم تذكر لنا الكتب‏:‏ من تلك المرأة‏، كل ما نعرفه أنها كانت تنظف المسجد فقط‏، لكننا نعرف أيضاً أنها ماتت وأن الله راض عنها ورسوله والمؤمنون‏.‏ وقال الدكتور جمعة: يشدد الإسلام على تعليم الاحترام حتى أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ «لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه»، كما أخرج البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‏:‏ كان سهل بن حنيف‏، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية‏، فمروا عليهما بالجنازة‏، فقاما‏، فقيل لهما‏:‏ إنها من أهل الأرض - أي من أهل الذمة في هذه البلد - فقالا‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام‏، فقيل له‏:‏ إنها جنازة يهودي‏، فقال أليست نفساً؟‏‏ وعلمنا الإسلام الاحترام داخل الأسرة‏، فعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ بلغ صفية بنت حيي أم المؤمنين أن حفصة أم المؤمنين أيضاً قالت عنها‏:‏ بنت يهودي‏، فبكت صفية‏، فدخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي‏، فقال‏:‏ «ما يبكيك؟»‏ قالت‏:‏ قالت لي حفصة إني بنت يهودي‏، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «إنك لابنة نبي‏، وإن عمك لنبي‏، وإنك لتحت نبي‏، ففيم تفخر عليك؟‏! اتقِ الله يا حفصة»‏، أخرجه أحمد والترمذي‏.‏ فانظر كيف وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الكلام أولاً إلى السيدة صفية فرفع من مكانتها‏، وأشعرها بالثقة بالنفس‏، ولفت نظرها إلى معنى لم تلتفت هي إليه أصلاً‏، وهي أنها من نسل موسى أو هارون - عليهما السلام - فهي بنت نبي وعمها نبي‏، وهذا دافع لفخارها بنفسها‏، فأذهب عنها حزنها وبكاءها‏، وأذهب عنها المفهوم الذي دعاها للشعور بالنقص‏‏.‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©