الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهيلة أحمدي: الخط العربي.. إبداع الإحساس والفكر

1 يوليو 2015 03:12
مجدي عثمان (القاهرة) تدير الفنانة التشكيلية والخطاطة سهيلة أحمدي قاعة عرض للأعمال الفنية في محافظة يزاد، ورغم أنها درست الرياضيات والقانون إلا أن اهتمامها بفن الخط العربي كان مميزاً فاجتازت عدداً من دورات الخط، وتلقت تعاليمه على أساتذة الخط كأمير خاني وأحسنت وإبراهيم قادة، وتنافست على المركزين الأول والثاني في مسابقة الخط ضمن 70 طالباً، وحصلت على المركز الأول في مسابقات عدة، ومنذ تلك الفترة بدأت المشاركة الفعلية في الورش الفنية والمعارض الخاصة بفن الخط العربي، وأعددت دراسة عن أول مدرسة ابتدائية وتعليم الخط بها. تقنيات الطباعة وتقول سهيلة إنها في عام 1985، كانت طالبة بالمرحلة الثانوية، فبدأت تعلم فن الخط واستطاعت أن تحصل على المركز الأول على مستوى مدارس الخط عام 1987، وهو العام نفسه الذي حصلت فيه على المرتبة الثانية على مستوى إيران، ثم حققت المركز الأول على مستوى الجامعات، بعد أن التحقت بالجامعة في تخصص الحقوق القضائية، ثم بدأت مرحلة أخرى أكثر تميزاً في عام 1996، واستطاعت أن تتعلم على مدار 30 عاماً حركة الحروف وإجادة كتابتها، حتى شرعت منذ فترة في كتابة الحكم وأبيات الشعر بالألوان والمزج بين تقنيات الطباعة، وتؤكد أن الكمبيوتر لا يمكن له أن يحل محل الخطاط. وتضيف أن تعلم فن تحسين الخطوط يستغرق 4 سنوات، وينقسم إلى 6 مراحل، وفي كل مرحلة يتعلم الطالب قسماً من الخط ويتدرب عليه، ويتعرف على أصوله وقواعده كالتركيب بين أجزاء الحروف والكلمات وكيفية الكتابة والفواصل، ورعاية مقاسات الحروف ونسبتها، والصعود المجازي والهبوط المجازي وغير ذلك، وأن للخط أدوات لا يمكن الاستغناء عنها كـ «أقلام البوص»، وهي أهم أدوات الكتابة، ولها صفات خاصة من حيث الطول والقصر، كما أن لهم ترتيبات مهمة في فن الخط العربي. تجديد وتطوير// وأكدت أن للخط مكانة عظيمة، وهو يستمد ملامحه من التراث القديم، ولكنه يتعرض للتجديد والتطوير بمرور الوقت وظهور تقنيات حديثة في وسائل الطباعة، موضحة أن فن الخط يعتبر من الفنون التطبيقية التي تحتل مكانة مميزة في إيران، فالخط الجميل ليس مجرد إبداع تدركه الأبصار لنص من النصوص، بل هو إبداع فني يدخل في تكوينه الإحساس والفكر، وقد وُجد الخط لبيان اللغة، ويمكن كتابة اللغة بكل الخطوط ولا يمكن لتغيير الخط الإضرار باللغة، وإن الخط الجميل هو هندسة الروح، فالكلمات والحروف ليست عناصر للكتابة فحسب، بل تشكل في حد ذاتها كيانا وشخصية يكون الخط الجميل وعاءً ماديا وبصريا لها. كبار الخطاطين وأضافت أن أمور الخط والإبداع لم تقتصر قديما على الخطاطين، الذين اعتمدوا الخط فناً ومهنة، بل تعدّتهم إلى الأمراء والحكام وذوي السلطان، فقد كانوا يجدون في النسخ والخط شرفاً وبركة ومجداً، ويعتزون بنسخ القرآن الكريم مسترشدين بتوجيهات كبار الخطاطين بل كان الأمراء الفرس يتسابقون لمساعدة الخطاطين بأن يمسكوا لهم بالمحبرة أو يقدموا معونة بوضع الوسائد بمكانها، أو بإمساك الشمعدان، وكأنهم بهذا الاحترام الزائد يقلدون أبناء ملوك العرب كالأمين والمأمون اللذين كانا يتسابقان لتقديم حذاء معلمهم ومؤدبهم الكسائي، حتى إن بعض هؤلاء الملوك أنفسهم خطاطون يحسنون كتابة الخط. وتقول سهيلة إن الخطاطين الإيرانيين ابتكروا الخط الفارسي في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم ابتكروا خط «النستعليق» من الخط الفارسي والنسخ والتعليق، موضحة أن خط «التعليق» سُمي بهذا الاسم لأنه معلق بين خطي الرقاع والتوقيع أي أنه مقتبس منهما، وكان هذا الخط يستخدم في كتابة الشؤون الديوانية، وقد شاع في منتصف القرن السابع الهجري وازدهر حتى القرن الثامن، وأطلق عليه العثمانيون والمصريون اسم الخط الديواني بعد إجراء بعض التعديلات عليه، وكتبوه بشكلين هما الخفي والجلي، ولما يزل رائجاً في الدول العربية حتى يومنا هذا، بينما ظهر خط النستعليق بعد ظهور خط التعليق بقرن تقريبا وفي النصف الثاني من القرن الثامن، ونظراً لجماله ورقته فإنهم يطلقون عليه اسم «عروس الخطوط الإسلامية»، ومنذ القرن التاسع الهجري وما تلاه كانت كتابات الإيرانيين تكتب بخط النستعليق في الغالب الأعم، وقد انتشر هذا الخط بسرعة في كل البلدان الإسلامية ووصل إلى الهند وتركيا العثمانية، وانتقل من هناك إلى مصر وسائر الدول العربية.? وتقول إن أبا حيان التوحيدي ذكر في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، اثنى عشر شكلاً رئيسياً للخط الكوفي، وكثير من هذه الأشكال قد أخذ اسمه من المكان الذي استخدم فيه لأول مرة، وعندما دخل الإسلام إلى إيران وانتشر، حل الخط الكوفي محل الخط البهلوي الساساني، وبدأ الإيرانيون يكتبون بالخط الكوفي منذ أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجريين، واختاروا أربعة حروف أخرى مشتقة من الأبجدية العربية، وهي حروف الباء المثلثة والجيم المثلثة والزاي المثلثة والكاف الفارسية، وكتبوا بهذه الأبجدية الجديدة مؤلفاتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©