الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنة النبي حجة على المسلمين

18 يوليو 2014 00:22
السنة المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فالقرآن هو الأصل الذي يحوي الأصول والقواعد الأساسية للإسلام عقائده وعباداته وأخلاقه ومعاملاته وآدابه والسنة البيان النظري والتطبيق العملي للقرآن في ذلك كله، ولهذا يجب اتباعها والعمل بما جاءت به من أحكام وتوجيهات وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها واجبة، كما يطاع فيما بلغه من آيات القرآن الكريم. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم، رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أنه قد استدل على حجية السنة في أصول الفقه الإسلامي من القرآن الكريم بآيات كثيرة تدل على حجية السنة، وإنها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وأنها جاءت بأساليب مختلفة لتأكيد هذا المعنى من الإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الإيمان بالله تعالى ووجوب طاعته والتحذير من مخالفته ووجوب استئذانه في كل شيء ففي وجوب الإيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تعالى: (... فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ...)، «سورة النساء: الآية 171»، وقوله تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا...)، «سورة التغابن: الآية 8»، وغير ذلك من الآيات التي تقرن بين الإيمان بالله تعالى وبين رسوله - صلى الله عليه وسلم. الأمر بطاعة الرسول وهناك نوع ثانٍ من الآيات يدل صراحة على وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - ووجوب التزام أمره والانتهاء عما نهى ومن هذه الآيات قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 132»، وقوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)، «سورة النساء: الآية 80»، ومن الآيات الجامعة لوجوب الامتثال لما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: (... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ ...)، «سورة الحشر: الآية 7». كذلك جاء الأمر بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مقروناً بالتحذير من مخالفته قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، «سورة النور: الآية 63»، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)، «سورة الأحزاب: الآية 36»، وهذه الآية عامة في جميع الأمور وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هنا ولا رأي ولا قول. موعظة بليغة وكما دل القرآن الكريم على حجية السنة ووجوب اتباعها فقد دلت السنة على أن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حجة يجب قبولها والالتزام بما جاءت به من أحكام ومن ذلك عن مالك أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله تعالى وسنة رسوله»، وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ثم أقبل بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: «أوصيكم بتقوى الله تعالى والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة». وعن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من خلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه»، ففي هذه الأحاديث تحذير شديد من دعوى الاستغناء بالقرآن عن السنة. (القاهرة- الاتحاد) إجماع على الاحتجاج بالسنة أجمع الصحابة - رضي الله عنهم - على الاحتجاج بالسنة والعمل بها ولم يشذ عن ذلك واحد منهم، فكان المجتهد إذا عرض له أمر طلب حكمه في كتاب الله تعالى، فإن لم يجده فيه طلبه في السنة، فإذا لم يجده في الكتاب ولا في السنة بعد طول البحث والسؤال عمل برأيه واجتهد، فإن تبين له حديث بعد ذلك رجع عن اجتهاده وبادر بالأخذ بالحديث ففي خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - جاءت إحدى الجدات بعد موت حفيدها تطلب نصيبها من تركته، فقال لها أبو بكر: ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لك شيئاً ثم سأل الناس فقام المغيرة بن شعبة، فقال: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس، فقال: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه أبو بكر - رضي الله عنه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©