الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحركة التجارية تعود للحياة في سقف العالم

21 يونيو 2006 00:32
إعداد - محمد عبد الرحيم: بعد فترة امتدت لأربعة وأربعين عاماً من الإغلاق، تكللت المساعي بالنجاح حيث تم إعادة افتتاح الطريق البري الوحيد المباشر الذي يربط الهند بالصين أمس الأول· ويشق المسار، الذي رسمته البعثة البريطانية قبل قرن من الزمان ويعرف باسم طريق ناثولاً، جبال الهملايا على ارتفاع 14,400 قدم من سطح الأرض· وكان الكولونيل فرانسيس يونج هاسباند قد استخدم الطريق في قيادة القوات البريطانية لاحتلال منطقة التبت في عام 1904 قبل أن يغلق إبان الحرب الحدودية التي اندلعت بين الصين والهند في عام ·1962 وتأتي إعادة افتتاح الطريق، الذي يمر بأعلى مناطق العالم ارتفاعاً والتي تعرف باسم ''سقف العالم''، لتعتبر مؤشراً حقيقياً لعودة الدفء للعلاقة التي طالما اتسمت بالعداء المستحكم بين الدولتين اللتين انتهى بهما المطاف ضمن العمالقة في ساحة المنافسة التجارية· وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فإن الحركة الوحيدة التي ظلت ناشطة في هذا المسار طوال فترة الأربعة والأربعين عاماً الماضية كانت تقتصر على توصيل البريد حيث استمر سعاة البريد الذي يتجمعون في أعلى نقطة في المسار في نقل الرسائل المتبادلة التي يكتبها الرعاة في منطقة التبت على جانبي المسار· ويقول زهانج مينكيو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين إن المنطقة بأكملها ظلت مهجورة حتى وقت قريب حيث أصبح عدد قليل جداً من الناس يرغبون في العيش هناك· أما الآن فإن الأمر بدأ في التغير بدعم من الحكومتين، وفي حقيقة الأمر فإن العداوات القديمة بين الدولتين أصبحت في طريقها للزوال· فقد انتهت الاضطرابات والنزاعات العسكرية بحيث حلت مكانها المصالح التجارية على طول طريق الحرير القديم بل إن الشركات الهندية في شمال شبه القارة ظلت تحث الحكومة على السعي لاستحداث طريق بري يمكنها من الدخول بسهولة إلى الأسواق الصينية المزدهرة وسرعان ما حملت بومباي هذا الملف إلى طاولة المفاوضات مع بكين· وبعد فترة لم تستمر طويلاً من التردد والتشكك وافقت الحكومة الصينية أخيراً على فتح الحدود بين البلدين كجزء من خطتها الرامية لإنعاش الاقتصاد في منطقة التبت· ويتوقع أن يتم تمديد خط للسكك الحديدية يربط لاسا، عاصمة إقليم التبت بمدينة قولمود الصينية في ولاية كوينج هاي حيث سيتم افتتاحه في شهر يوليو المقبل· وتتواتر الأحاديث في أوساط الخبراء بشأن إنشاء خط للسكك الحديدية يصل في نهاية المطاف إلى العاصمة الهندية دلهي بل إن الاستراتيجيات الطويلة المدى في كلا الدولتين أصبحت تنصب وتأمل في العودة بالأحوال الاقتصادية إلى سابق عهدها في الخمسينيات من القرن السابع عشر عندما كانت الصين والهند معا تنتجان 57 في المائة من إجمالي السلع العالمية ناهيك عن حجم التجارة الثنائية بين البلدين· ووفقاً للأنباء الواردة من وزارة التجارة الصينية فإن الحدود البرية بين الدولتين سوف يتم فتحها في الثلاثين من يونيو الجاري إلا أن المتحدث الرسمي باسم الوزارة مضى يقول إن هذا الموعد على كل حال ما زال من الممكن أن يخضع للتغير على خلفية الدراسة المتعلقة بالارتفاع العالي لمنطقة ناثولا وإمكانية تعرض المسار إلى تقلبات الطقس بما فيها من انزلاقات أرضية· يذكر أن إرسال القوة الاستكشافية البريطانية إلى منطقة التبت في عام 1904 تم بذريعة المخاوف من تسلل الجواسيس الروس إلى المنطقة بين الدول في القرن التاسع عشر عندما استهدفت القوى الأوروبية بسط نفوذها على المنطقة· وكان اللورد كورزون نائب حاكم الهند قد ساورته المخاوف في ذلك الوقت من أن تتمكن روسيا من الاستحواذ على منطقة التبت بسبب ضعف الحكومة الصينية آنذاك وعدم قدرتها على فرض سيطرتها على أقاليمها النائية· وبعد مناقشات مطولة مع لندن واحتجاجات عارمة من روسيا، أصدر اللورد كورزون أوامره الى يونج هاسباند بتجميع قوة عسكرية لكي تجري مفاوضات مع حكام التبت بصورة مباشرة· وبسبب الأحوال الجوية والطقس القارس البرودة في ''سقف العالم'' انتهت مغامرة يونج سباند إلى فشل محتوم ولم تتمكن بريطانيا من ترسيخ وجود دائم لها في العاصمة لاسا· إلا ان يونج هاسباند نجح على كل حال في تغيير مسارات التجارة القديمة عبر الهمالايا واستكشاف طريق جديد· وقبل عام 1904 ظل الطريق الرئيسي الجنوبي الذي يتيح الدخول إلى التبت يمر من الغرب البعيد عبر العاصمة النيبالية كاتمندو حيث استمرت قوافل البغال وهي تحمل الصوف وجلود الحيوانات وأحجار الذهب والحرير تستخدم هذا المسار تماما كما يفعل جموع السياح في السنوات التي تلت إغلاق الطريق في 1962!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©