ألم يأن للمالكي أن يتنحَّى!
في مقالها ترودي روبن إن إدارة أوباما تجاهلت العراق منذ عام 2009، وتحاول الآن عبثاً إيجاد طريقة لمنعه من الانهيار الكامل، وهزيمة الدولة «الجهادية» التي أعلن عن تأسيسها حديثاً على نحو ثلث الأراضي العراقية. وهي تعتقد أن بصيص الأمل الوحيد لتحقيق أحد ذينك الأمرين، أو كليهما معاً، يقتضي إقصاء الزعيم الذي دعمته الولايات المتحدة على مدار ما يقرب من عشرة أعوام؛ ألا وهو رئيس الوزراء العراقي الطائفي.. نوري المالكي. وهكذا تؤكد الكاتبة أنه يتعين على أوباما وكيري التوسط بنفسيهما، واستغلال كل ما تبقى من تأثير أميركي للمساعدة على إيجاد بديل للمالكي. وعلى كيري تحديداً أن يوضح أنه لن يكون من المرتقب إرسال طائرات أو دعم جوي أميركي لرئيس وزراء طائفي. ومثلما أوضح بترايوس مؤخراً، لا يمكن للولايات المتحدة أن تصبح «قوة جوية» للمليشيات الشيعية. وكما سيتعين على إيران قبول بديل شيعي للمالكي، فسيكون على الأكراد والسنة وكثير من الشيعة في العراق إدراك أن «تقسيم» البلاد ليس حلاً.
«الإخوان» في مصر.. لماذا تكلَّسوا؟
ويقول الدكتور عمار علي حسن في مقاله إن «الحركة الإسلامية المصرية» في مرحلة ما بعد الاستقلال، نظرت إلى الغرب على أنه «كافر» و«استعماري» و«دار حرب» يجب «الجهاد» ضده كي يتحول إلى «دار إسلام». ثم نظرت هذه الحركة بعين الريبة إلى كل ما يرد من الغرب حتى لو كان في حقل الأفكار والمعارف، خصوصاً الإنسانيات. وبدا لها أن إنتاج معادل للتجربة السياسية الغربية، في اصطلاحاتها وإجراءاتها، أمر في غاية الضرورة. ومن ثم حفلت كتابات الرعيل الأول من «الجماعة الإسلامية» و«تنظيم الجهاد» ومن قبلهما «الإخوان المسلمون» بحديث عن «الشورى» لا «الديمقراطية» و«البيعة» بدلاَ من «الانتخاب» و«مجالس الشورى» وليس «البرلمانات»، و«الأمة» لا «الدولة» و«الخلافة» لا «الإمبراطورية».. الخ.
بوتين: من الشيشان إلى الكرملين
وينقل محمد السماك في مقاله عن كتاب هيلاري كلينتون الصادر في منذ بعض الوقت، قصة يرويها ?الرئيس ?الروسي ?فلاديمير ?بوتين?، وفيها إن والده أثناء الحرب العالمية الثانية كان جندياً في الجيش الروسي، ولدى عودته من الجبهة إلى مدينته «لينينغراد»، شاهد شاحنة ?عسكرية ?محملة ?بالجثث ?ومتوقفة، إذ ?كانت ?قوات ?الحلفاء ?قصفت ?المدينة ??وقتلت ?عشرات ?المدنيين، فجرى ?تجميع الجثث ?في ?الشاحنة ?تمهيداً ?لنقلها ?إلى ?قبر ?جماعي ?في ?ضاحية ?المدينة. وقف والد بوتين أمام الجثث المتكدسة ولاحظ أن حذاءً في رجل جثة سيدة يشبه حذاءً سبق أن اشتراه لزوجته. فتوجه نحو بيته مسرعاً للاطمئنان على زوجته، لكنه سرعان ما عاد إلى الشاحنة ليتفحص جثة صاحبة الحذاء، فإذا بها زوجته! لم يشأ الزوج الحزين أن تدفن زوجته في قبر جماعي، وطلب سحب جثتها من الشاحنة لدفنها بشكل لائق. لكن خلال عملية النقل تبين له أن زوجته لا تزال حية وأنها تتنفس ببطء وبصعوبة.. فحملها إلى المستشفى واستعادت حياتها من جديد. وبعد عامين على هذه الحادثة، حملت الزوجة التي كادت تدفن حية.. ووضعت صبياً اسمه فلاديمير بوتين! وهنا تنتهي القصة لتبدأ الأسئلة! لقد استطاع بوتين تغيير النظام العالمي الذي قام بعد الحرب الباردة، وبدأت عملية التغيير في الشيشان قبل خمسة عشر عاماً من انفجار الأزمة الأوكرانية. ففي عام 1998 تولى بوتين مسؤولية جهاز المخابرات السرية، وتصادف ذلك مع بداية الانتفاضة الشيشانية الأولى، فعُهد إليه بمعالجتها، لكنه خلافاً لنصائح الكريملين، لجأ إلى أقصى درجات العنف. وكان هدفه استخدام الأزمة سُلّماً للوصول إلى السلطة. وهذا ما يكشفه كتاب جديد بعنوان «الحرب الدبلوماسية السرية في الشيشان»، للمؤرخ نيقولاس دانيلوف وإلياس أحمدوف.
ما بعد «مونديال» البرازيل.. قطر وبلاتر!
ويذكر جيفري كمب احتجاجات البرازيليين ضد رئيستهم خلال مباراة نهائي كأس العالم التي استضافتها بلادها مؤخراً، خاصة بعد هزيمة فريقهم الوطني أمام ألمانيا. بيد أن قضايا أخرى باتت موضع نقاش في أوساط الرأي العام البرازيلي؛ منها التكاليف الضخمة لتنظيم المونديال، ومشاريع البنية التحتية الكثيرة غير المنجزة، والاستعدادات لمعركة أخرى ستنطلق في غضون عامين عندما تستضيف ريو دي جانيرو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016. وإلى ذلك يذكر الكاتب مخاوف بارزة أخرى بشأن مستقبل اللعبة الدولية، حيث لوحظ أن المسؤول الآخر الذي قوبل بصيحات استهجان واستياء من الجماهير كان رئيس «الفيفا»، جوزيف بلاتر، على خلفية تهم الفساد داخل منظمته. وفي حين أن بلاتر نفسه يعتبر مسؤولا نزيهاً، فإنه تباطأ في تخليص الفيفا من المسؤولين الفاسدين، ولا يزال يتعين عليه اتخاذ قرار نهائي بشأن استضافة قطر لمنافسة كأس العالم لعام 2022، إذ لا يزال من غير الواضح السبب في منح قطر شرف تنظيم تلك المنافسة المهيبة، خاصة أنها لم تكن بحال من الأحوال طرفاً قوياً في منافسات كرة القدم عالمياً أو محلياً، إذ يحتل منتخبها الوطني الترتيب المئة عالمياً.
مذبحة مولد النبي موسى
وعلى ضوء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة حالياً، واستهداف المدنيين العرب على أيدي ذلك الجيش، كوسيلة لكسر إرادة المقاتلين.. يستذكر الدكتور إبراهيم البحراوي مذبحة قرية «بحر البقر» المصرية التي قام الطيران العسكري الإسرائيلي فيها بتدمير مدرسة لأطفال المدارس الابتدائية في السبعينيات، ولم تكن بالقرب من المدرسة المصرية أي قوات، بل كان الهدف واضحاً، وهو تحطيم معنويات الشعب والقيادة. ومذابح الأحياء السكنية في بيروت، ومذابح غزة السابقة، وقبلها مذبحة قرية «دير ياسين» التي وقعت قبيل إعلان دولة إسرائيل ونشوب الحرب مع الدول العربية. وقبل ذلك كله مذبحة مولد النبي موسى، في عام 1920، والتي خطط لها جابوتنسكي، واختار لتنفيذها عيد مولد النبي موسى الذي يحتفل به المسلمون في فلسطين بالتجمع للصلاة في المسجد الأقصى ثم زيارة مقام النبي موسى في أريحا في مواكب جماعية، حيث قُتل داخل المسجد الأقصى عشرات المصلين، وجرح المئات، ولقي الإذلال كثيرون في السجن على أيدي قوات الانتداب البريطاني.
عدد اليوم
