الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العلاقات الإيرانية العربية تتطور بشكل ايجابي

20 يونيو 2006 02:06
حوار - غادة سليم: يرى بعض المراقبين أن التقارب السوداني الإيراني يحمل في طياته تباشير انفتاح أكبر في العلاقات العربية الإيرانية· وقد توالت مؤخرا التقارير التي تتحدث عن إمكانية التقدم في مسار المصارحة والشفافية والرغبة الصادقة في حل القضايا العالقة· وقد أحاط بملف التقارب السوداني الإيراني العديد من التساؤلات التي وقف عندها المراقبون في الغرب وفي العالم العربي· فقد فسره البعض بأنه تقارب سوداني من إيران ناتج عن غياب الدور العربي في حل القضايا السودانية· وهناك من يرى أنه تقارب شائك وأن الحكومة السودانية في غنى عن الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي بمؤازرة إيران في فترة يشتعل فيها الملف النووي الإيراني تأزما· أما البعض الآخر فاعتبر أن التقارب السوداني الإيراني نافذة تطل منها الدولتان خارج إطار العزلة الدولية التي فرضت عليهما نتيجة خضوعهما لحصار سياسي واقتصادي دولي ووضعهما على لائحة الدول الراعية للإرهاب في تقارير الخارجية الأميركية· بينما يرجع كثير من المراقبين بالداخل والخارج التطور الكبير الذي شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين إلى التوجه الإسلامي المشترك والاستهداف الخارجي وأن هذا التقارب تطور طبيعي لتنمية وتعزيز العلاقات ولا يمكن تأويله أو ربطه بأحداث أخرى· ولإلقاء المزيد من الضوء على ملف العلاقات السودانية الإيرانية واستجلاء بعض النقاط التي أثارها العديد من المراقبين عقب تزامن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير لطهران مع تطورات الملف النووي الإيراني، كان هذا الحوار مع السفير جمال محمد إبراهيم المتحدث باسم الخارجية السودانية الذي اعتبر أن كل التكهنات التي طرحت في غير محلها وأن العلاقة بين البلدين تقوم على التنسيق والتعاون الذي يجب أن يربط الدول الإسلامية كافة بعضها ببعض· وقال: إن السودان يطمح في تعزيز علاقاته مع كافة الدول التي لديه بها صلات وروابط· وهناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية· مؤكدا أن العلاقات السودانية العربية لم تكن أفضل مما هي عليه الآن· ودلل على ذلك بإجماع الدول العربية في أي اجتماع للجامعة العربية على الالتزام بدعم السودان ورفض أي عقوبات دولية توقع عليه· وحول أهم نتائج المباحثات السودانية الإيرانية المشتركة التي قام بها الرئيس السوداني مع نظيره الإيراني أحمدي نجاد خلال زيارته إلى طهران قال السفير إبراهيم إن المباحثات السودانية الإيرانية تركزت بشكل عام على التعاون الاقتصادي بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المشتركة وتشجيع التبادل التجاري إلى جانب تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال حماية وتشجيع الاستثمارات وتبادل الخبرات الفنية والنقل الجوي والتسهيلات المصرفية · وأضاف السفير جمال أن الجانب الإيراني أبدى استعداده للمشاركة في برنامج إعادة الإعمار وإنشاء وتأهيل البنى التحتية كالطرق والسكك الحديدة والسدود· تعزيز التقارب وعن دلالات التقارب السوداني الإيراني في الوقت الراهن قال السفير جمال إبراهيم إن علاقة السودان بإيران شأنها شأن علاقاتها بباقي الدول الإسلامية· فهي علاقات تعاون وإخاء· وتشترك الدولتان في عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي وكتلة عدم الانحياز وغيرها من التجمعات الشبيهة· وأضاف: أما عن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني فكانت تلبية لدعوة من نظيره الإيراني· وتم تأجيلها أكثر من مرة لأسباب خاصة، وتم الاتفاق على هذا التوقيت في ضوء ارتباطات الرئيسين وحكومتي البلدين· وقال السفير جمال: إن الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين تساعد على تحسين الأجواء من أجل عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين· وأن السودان يطمح إلى تعزيز علاقاته مع كافة الدول التي لديه بها صلات وروابط· وهناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية· ولقد شهدت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة العديد من التصريحات التي عبرت فيها إيران عن رغبتها في تعزيز العلاقات مع دول العالم الإسلامي في مختلف المجالات وتطوير العلاقات مع السودان عبر تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين· وعبرت السودان عن رغبتها في تعزيز العلاقات مع إيران خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي· ومن الجدير بالذكر أن هناك عددا من اللجان الاقتصادية التي تكونت بين إيران ودول عربية أخرى منها سورية والمغرب وتونس ولبنان والأردن والسعودية واليمن· ونشطت هذه اللجان الاقتصادية في مجال تشجيع التجارة والاستثمارات المشتركة · كما تكونت جمعيات لرجال الأعمال مع سورية وتونس وقطر، وللصداقة مع مصر· وعلى المستوى البرلماني هناك جمعية سورية إيرانية· وردا على تعليق بعض المراقبين الذين رأوا أن الحكومة السودانية في غنى عن الدخول في مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي بتقاربها مع إيران في وقت يتأزم فيه الملف النووي الإيراني· قال السفير جمال: أنه لا يرى ما يدعو لمواجهة المجتمع الدولي فإيران دولة عضو بالأمم المتحدة ولديها علاقات جيدة مع عدد كبير من دول العالم بما في ذلك الدول العربية وأن العلاقات الإيرانية العربية تشهد تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة تدلل عليها الزيارات بين الرئيس الإيراني لعدد من الدول العربية· وحول رؤية البعض بأن التقارب السوداني الإيراني قد يضر بالعلاقات السودانية مع مصر خشية مساندة الحركات الإسلامية الراديكالية في القارة الأفريقية· أشار السفير جمال إلى أنه لا يوجد ما يسند هذه المزاعم سواء على مستوى اتصال الدولتين الشقيقتين مصر والسودان أو على مستوى ما ينشر في الإعلام المصري· وأضاف أن العلاقات السودانية المصرية راسخة وقوية وهي الآن في أفضل حالاتها وليس هناك ما يهددها· وقال :إن لدينا علاقات طيبة بإيران وهذا لا يمس من قريب أو بعيد علاقاتنا بمصر· كما أن العلاقات الإيرانية المصرية تشهد تطورا كبيرا ولقد زار مصر مؤخرا أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني والتقى بالقيادات السياسية المصرية· وبسؤاله عن مخاوف البعض من الاستثمارات الإيرانية في القارة الأفريقية ووصفهم إياها بأنها محاولة للتغلغل الأيديولوجي في العمق الأفريقي، نفى السفير جمال إبراهيم هذه المزاعم واعتبر أن مصطلح التغلغل الإيديولوجي لم يعد له وجود في هذه الفترة· وأن عهد التسابق الأيديولوجي على أفريقيا قد انقضى فلم تعد القارة الأفريقية تعيش حالة فراغ سياسي وثقافي· وأضاف أن تأثير الأيديولوجيات على العلاقات الدولية قد تراجع كثيرا إن لم يكن قد تلاشى· وقال: على كل حال لا توجد استثمارات كبيرة في السودان وإن كنا نتمنى ذلك· حق مشروع وحول رأي السودان في الملف النووي الإيراني وإذا ما كان يمكن أن يعتبر خطوة نحو تحقيق حلم القنبلة الإسلامية النووية· قال السفير جمال إبراهيم إن المشروع النووي الإيراني على حد علمنا هو للأغراض السلمية· ونحن نؤمن أن الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية حق مشروع للجميع· وأضاف: إلا أننا ندعو لإخلاء منطقتنا ومنطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل ولا نراهن على القوة لحل الخلافات السياسية· وقال لا أعتقد أن الدول العربية كانت تنتظر دخول إيران ما يسمى بالنادي النووي لتعيد رسم علاقاتها مع إيران· فالعديد من الدول العربية لديها علاقات طيبة تربطها بإيران منذ زمن بعيد ولا علاقة للملف النووي بالأمر· وردا على من يفسر توقيت تقارب الحكومة السودانية مع إيران على أنه محاولة للحصول على دعم عسكري إيراني لتعزيز مكانة الحكومة السودانية في الجنوب، قال السفير جمال إن ما نحتاجه في جنوب السودان الآن هو معدات بناء الطرق والمستشفيات والمدارس والآليات الزراعية والاستثمارات لا السلاح·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©