الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد يرفض أي دور لمعارضة الخارج «الخائنة»

الأسد يرفض أي دور لمعارضة الخارج «الخائنة»
17 يوليو 2014 20:54
كرر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، في أول خطاب بعد أداء القسم لولاية رئاسية ثالثة من 7 سنوات، خطابه الخشبي الممتد منذ بداية الحرب في سوريا منتصف مارس 2011، عبر وصفه ما يحدث بـ«الإرهاب» الذي تعهد بمواصلة محاربته حتى يعود الأمن، محذراً ممن وصفهم بـ«الدول الغربية الداعمة للإرهاب» من أنها ستدفع الثمن غالياً، وعارضاً «المصالحة الوطنية» على كل من يلقون السلاح، ورافضاً في الوقت نفسه أي دور للمعارضة «الخونة» في الخارج، التي ردت على لسان الرئيس السابق للائتلافأاحمد الجربا برفض أي حديث للمصالحة مع الأسد، وقالت «إن الأسد مجرم حرب ومكانه الوحيد والعادل هو المحكمة الجنائية الدولية». وبدا الأسد الذي أعيد انتخابه في الثالث من يونيو الماضي في انتخابات اعتبرتها المعارضة والغرب «مهزلة»، بمظهر «المنتصر» في مراسم أداء اليمين التي طبعتها الاحتفالية والسير مسافة طويلة على السجادة الحمراء، مستعرضاً حرس الشرف في الباحة الخارجية للقصر الرئاسي شمال غرب دمشق. وقال في خطابه أمام نحو ألف مدعو، بينهم نواب ووزراء وضباط «سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل، غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع، أرادوها ثورة، فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين، فهنيئاً لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئاً لسوريا»، وأضاف «أليس ما نراه في العراق اليوم، وفي لبنان وكل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف (في إشارة إلى احتجاجات الربيع العربي) من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مراراً وتكراراً، وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمناً غالياً». وأضاف الأسد «حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سوريا، بل سيتجاوزها منتشراً عبر انتشار الإرهاب الذي لا يعرف حدوداً» (في إشارة إلى تكرار النظام منذ اندلاع الاحتجاجات، أن ما يجري هو مؤامرة تقوم بها مجموعات إرهابية تدعمها دول عربية وغربية).وتوجه إلى وصفهم بـ«السوريين الشرفاء»، معتبراً«أنه عادت البوصلة واضحة عند الكثيرين منهم، وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها، بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد». وكرر دعوته «لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لأننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سوريا». وفي حين أبدى عزمه على اعتماد مسار داخلي لحل الأزمة، استثنى الأسد أي دور للمعارضة في الخارج، وقال «قررنا منذ الأيام الأولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الإرهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطئ»، إلا أنه شدد على أن الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت عدم وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات، وراهنت على تغير الموازين وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار« (في إشارة إلى معارضة الخارج، وأبرز مكوناتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة). وشكر الأسد الدول الحليفة له، ووجه «تحية للأوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية (في إشارة إلى حزب الله) الذين وقفوا جنبا إلى جنب مع الجيش، وخاضوا المعارك المشرّفة سوية على طرفي الحدود»، ما ساهم في استعادة القوات النظامية للسيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية، لا سيما في ريف دمشق وحمص، وقال »مع أننا حققنا إنجازات كبيرة جدا في الفترة الماضية في حربنا على الإرهاب، إلا أننا لم ولن ننسى الرقة الحبيبة (شمال سوريا التي تعد معقلا لتنظيم داعش) التي سنخلصها من الإرهابيين«، وأضاف « أما حلب الصامدة وأهلها، فلن يهدأ بالنا حتى تعود آمنة مطمئنة» .وفي المقابل، قال الرئيس السابق للائتلاف المعارض احمد الجربا « إنه بعد قتل السوريين وتعذيبهم وتهجيرهم وتدمير البنية التحتية، لا مكان للحديث عن المصالحات الداخلية والحوار والعمل على أوضاع مستقرة بينما الطائرات والدبابات والبراميل تفتك بالسوريين»، وأضاف «بشار الأسد مجرم حرب ومكانه الوحيد والعادل هو محكمة الجنايات الدولية، وعلى المجتمع الدولي تقديمه إلى العدالة ودعم الشعب السوري والمعارضة السورية في قضيتهم العادلة» . وقال عضو الائتلاف منذر اقبيق «إن كلمة الأسد منفصلة تماما عن الواقع، وإن الأسد يتصرف وكأن كل شيء طبيعي وكأنه لم يفقد ثلثي البلاد»، وأضاف «أن الانتخابات كانت مسرحية» وكذلك أداء اليمين الدستورية». وقال عضو الائتلاف سمير نشار «إن المنطقة مضطربة جدا، ولسوء حظ السوريين أن هذا الاضطراب شتت انتباه المجتمع الدولي»، وأضاف «هل يركز هذا المجتمع على داعش أو العراق، أو مصر أو فلسطين؟»، وتابع «يمكننا أن نعترف أن الاسد نجح إلى حد كبير في أن يضع نفسه في المقارنة مع داعش والتطرف». وكان الرئيس الجديد للائتلاف هادي البحرة قال في وقت سابق «إن الأسد يبقى السبب الرئيس للأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تصيب البلاد..سياسة الموت جوعا، أو الاستسلام ودعمه غير المعلن للمجموعات الإرهابية تمزقان سوريا». وشدد على انه «لا يجدر بالمجتمع الدولي أن يسقط في هذا الفخ الذي نصبه النظام الديكتاتوري.. الاسد يبقى السبب الرئيس لعدم الاستقرار وعدم حل النزاع، هو يحمل على يديه دماء السوريين». وقال ماهر عيسى المتحدث باسم المجلس المحلي المعارض في حلب «الأسد مستمر في جرائمه ومستمر في سياسة القتل والقصف»، وأضاف «بعدما انجز المهزلة الانتخابية، يظهر على الشاشات، وكأن شيئا لم يكن، ليؤدي القسم.. أي قسم هذا؟ هو يقسم أنه يهجرنا ويقتل أطفالنا». وقالت مديرة مركز كارنيجي للشرق الاوسط لينا الخطيب «إن ضعف المعارضة السورية، وغياب الدعم الأميركي والأوروبي القوي للمعارضة والسياسة الروسية الداعمة لدمشق، وبعض دول الشرق الأوسط لعبت كلها لمصلحة الأسد»، وأضافت «سيقدم الاسد نفسه للعالم شريكاً محتملاً لمحاربة الإرهاب» . (دمشق - وكالات) «المرصد» يحصي مصرع 743 مدنياً منذ إعادة انتخاب الرئيس السوري صواريخ وغارات نظام الأسد تحصد 37 قتيلاً سقط 37 قتيلا بالقصف المدفعي وغارات البراميل المتفجرة لمروحيات النظام السوري أمس بالتزامن مع أداء الرئيس بشار الأسد اليمين القانونية لولاية جديدة. وقالت لجان التنسيق المحلية «إن بين القتلى 12 في إدلب و11 في درعا، و7 في حلب وقتيلين في القنيطرة، وقتيلا في ريف دمشق». بينما تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن سقوط 4 قتلى بقذائف هاون على حي الشعلان التجاري وسط دمشق اثر خطاب القسم. وقصفت قوات النظام بالصواريخ الفراغية من الطيران الحربي الحي الشمالي الشرقي في بلدة طيبة الإمام في حماة التي شهدت قيام الجيش الحر باستهداف المطار العسكري بصواريخ جراد، كما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. وقصفت قوات النظام بلدة المليحة في ريف دمشق بستة صواريخ ارض ارض بالتزامن مع قصف متقطع بالمدفعية والهاون على البلدة ومزارعها. وفجر مقاتل من جبهة النصرة المعارضة مغربي الجنسية نفسه قرب مركز لقوات النظام في البلدة ما أدى وفقا لأنباء أولية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. كما دارت اشتباكات عنيفة في المليحة ومحيطها وعلى محاور الجهة الشرقية وطريق زبدين والشرقية الشمالية وطريق حتيتة الجرش ومحاور أخرى. ونفذ الطيران الحربي غارة على أطراف بلدة زبدين بالغوطة الشرقية واربع غارات على مزارع بلدة كفربطنا ترافقت مع سقوط صاروخين من نوع ارض - ارض على المنطقة. كما تعرضت مناطق في مدينتي زملكا والزبداني ومناطق في وادي عين ترما وبساتين بلدة الكسوة ومناطق في الغوطة الشرقية لقصف من قبل قوات النظام. كما نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في جرود بلدة عرسال على الحدود السورية - اللبنانية دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية. ونقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق نبأ مفاده مقتل 4 مدنيين وإصابة 22 آخرين جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون اطلقها من وصفهم بـ«إرهابيون» على حي الشعلان بدمشق». بينما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط قذائف هاون عدة على أحياء وسط العاصمة بينها الشعلان وحي المزرعة وابو رمانة وعين الكرش وساحة محافظة دمشق والمالكي والشيخ سعد بالمزة وساحة الامويين ومنطقة عين الكرش، مشيرا إلى مقتل 3 وإصابة أكثر من 11 آخرين بجروح». وأفاد سكان في منطقة الصالحية عن سماع دوي انفجار قذيفتي هاون بعد انتهاء الأسد من إلقاء كلمة القسم بالقرب من دمشق، اعقبها سماع صفارات سيارات الإسعاف التي هرعت إلى المكان لإسعاف الجرحى. وقال المرصد «إن القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران التابع للقوات النظامية، أدى منذ إعادة انتخاب الأسد إلى مقتل 743 مدنياًَ، بينهم 197 طفلاً و108 مواطنات فوق سنة الثامنة عشرة، إضافة إلى نحو 2400 جريح، بينهم مئات الأطفال والنساء». وأعلنت المعارضة السورية أن مقاتليها سيطروا بشكل كامل على بلدة الشيخ سعد في محافظة درعا جنوب سوريا وعلى كافة كتائب (اللواء 61) من قوات النظام في البلدة. وجاء في تقرير لشبكة الشام الإخبارية «إن المعركة التي اطلق عليها (بدر القصاص) في بلدة الشيخ أسفرت عن قتل وجرح العديد من قوات النظام السوري والاستحواذ على ذخائرهم وأسلحتهم ما أدى إلى انسحاب من تبقى من جنود إلى شرق مدينة نوى». إلى ذلك، رحبت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس باعتماد مجلس الأمن قرارا يجيز استخدام أربعة معابر حدودية لادخال المساعدات الانسانية إلى سوريا، محذرة في الوقت نفسه من تأثير انعدام الأمن على العملية. وقالت في بيان «اذا تمكنا من استخدام المعابر الحدودية الأربعة ولم يمثل انعدام الأمن مشكلة فسنصل الى ما يقرب من 2,9 مليون نسمة لم نكن نصل اليهم من قبل», مضيفة «أن الأهم هو الوصول الى المضارين الذين هم في حاجة ماسة إلى مساعدة, وتلك مهمة كبيرة». وبينت أن سوريا تعد منطقة حرب لذلك يمثل انعدام الأمن احد أكبر التحديات والعقبات التي نواجهها كما تواجهنا إجراءات إدارية تفرضها الحكومة السورية من الصعب جدا اجتيازها فضلا عن وجود الكثير من الأشخاص يجب الوصول اليهم, موضحة أن التمويل يمثل ايضاً إحدى تلك المشاكل. وأشارت إلى أن لدى وكالات الأمم المتحدة إمدادات يجب توصيلها في أقرب وقت بمجرد وضع آلية مراقبة للتحقق من الطبيعة الإنسانية للمساعدات التي ستحملها القوافل العابرة للحدود. وكشف دبلوماسي عن بدء توافد المساعدات عبر اثنين من المعابر الحدودية السورية التركية خلال الأيام القليلة المقبلة فيما ستنقل باقي المساعدات عبر المعابر الأخرى مع الأردن والعراق. (دمشق - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©