عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات
( رام الله)
أنذر الجيش الإسرائيلي، أمس، 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم شرق قطاع غزة، تمهيداً لشن غارات جوية ضد مواقع ونشطاء في مناطق حيي الزيتون والشجاعية ومنطقة بيت لاهيا شمال القطاع «لأن كمية كبيرة من الصواريخ على إسرائيل تنطلق من هذه المناطق»، مطالباً السكان من خلال عشرات آلاف المنشورات والرسائل النصية العشوائية، بالمغادرة «حفاظاً على حياتهم»، وعدم العودة حتى إشعار آخر. وأكد أياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، تلقي عشرات آلاف الفلسطينيين على المناطق الحدودية مع إسرائيل إنذارات تطالبهم بإخلاء منازلهم، واصفاً الحملة بـ«العشوائية»، واعتبر أنها «حرب نفسية لإرباك الجبهة الداخلية» مطالباً المواطنين بعدم الاستجابة لها. وفيما أعلنت «حماس» رسمياً أنها أبلغت مصر برفضها للمبادرة الرامية لوقف إطلاق النار، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الحكومة الأمنية) استدعاء 8 آلاف جندي احتياط آخر، إضافة إلى 48 ألف جندي سبق استدعاؤهم لدى بدء العدوان العسكري الشرس الذي أطلق عليه «الجرف الصامد»، ما يشير إلى التحضير لعملية عسكرية برية، توقع خبراء إسرائيليون أن تستهدف تدمير غرف القيادة المحصنة للفصائل المسلحة، والأنفاق التي سمحت للفلسطينيين الأقل تسليحاً من جيش الاحتلال بالصمود في وجه القصف الجوي والبحري على قطاع غزة، والاستمرار في إطلاق الصواريخ.
في الأثناء، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها الإلكتروني بأن جيش الاحتلال قصف 25 «هدفاً إرهابياً» في قطاع غزة في الساعات الأولى صباح أمس، بينها 8 منصات تحت الأرض لإطلاق الصواريخ. مقابل تأكيد الاحتلال على أن 26 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، منها صواريخ أطلقت على تل أبيب، اعترض نظام «القبة الحديدية» الدفاعي بعضها، والبعض الآخر سقط من دون أن يتسبب في سقوط قتلى أو جرحى. وكشف أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش ضرب خلال الـ24 ساعة الأخيرة 100 هدف في القطاع، بينها 39 هدفاً تم استهدافها ليل الثلاثاء الأربعاء، ليرتفع العدد الإجمالي للأهداف التي ضربت في القطاع منذ بداية «الجرف الصامد» إلى 1750 هدفاً.
وأفادت حصيلة نشرتها وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء، باستشهاد 25 فلسطينياً، بينهم 7 أطفال على الأقل، وسقوط أكثر من 50 جريحاً، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى 225 قتيلاً، وأكثر من 1570 مصاباً في اليوم التاسع للعدوان. وأكد مصدر أمني أن مقاتلات من طراز اف 16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسي في «حماس» القيادي محمود الزهار وسط غزة ودمرته كلياً، مما أسفر أيضاً عن أضرار في مسجد مجاور ومنازل عديدة، موضحاً أن الزهار لم يكن في المنزل. كما دمرت الغارات الجوية منازل القادة باسم نعيم وزير صحة «حماس» السابق في تل الهوى، وفتحي حماد وزير داخلية الحركة السابق، وإسماعيل الأشقر، وهم من جباليا شمال القطاع، وجميعهم نواب عن «حماس» في المجلس التشريعي.
وأنذرت إسرائيل، أمس، نحو 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في قطاع غزة، مع تكثيف جيش الاحتلال غاراته الجوية بعد رفض حركة «حماس» المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. وألقى الجيش الإسرائيلي صباح أمس آلاف المنشورات فوق حيي الزيتون والشجاعية بجنوب شرق غزة وبيت لاهيا شمالاً، كما أفاد عدد من السكان هناك، وفي مناطق أخرى، عن تلقيهم رسائل على هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة منازلهم. وكان الجيش نفسه قد قام الأحد الماضي بدعوة سكان مناطق عدة إلى إخلاء منازلهم فوراً، ترقباً لغارات جوية في المنطقة، مما دفع نحو 18 ألف شخص إلى اللجوء إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة في القطاع. وقالت المنشورات: «إن الجيش سيشن غارات جوية ضد مواقع ونشطاء إرهابيين» في مناطق الزيتون والشجاعية «لأن عدداً كبيراً من الصواريخ على إسرائيل أطلقت من هذه المنطقة». وتم إلقاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال غزة. وبحسب المنشور، فإن «الإخلاء هو لسلامتكم الشخصية»، محذراً السكان من عدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأول بـ«توسيع وتكثيف» العملية العسكرية على قطاع غزة، بعد أن رفضت «حماس» مبادرة التهدئة المصرية.
واستشهد أمس 24 فلسطينياً، بينهم 7 أطفال على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطناً بحالات متفاوتة، في اليوم التاسع للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لترتفع الحصيلة منذ بدء العدوان إلى 223 شهيداً، وأكثر من 1570 جريحاً. وبحلول مساء أمس، استشهد 5 مواطنين، بينهم طفلان ومسنة، وأصيب 5 آخرون، في غارتين منفصلتين، شنتهما طائرات استطلاع استهدفت بلدة عبسان شرق خانيونس ومنطقة الكتيبة وسط المدينة. وقالت وزارة الصحة بغزة: «إن طفلًا استشهد بغارة جوية على مدينة غزة»، مبيناً أن هناك 4 قتلى في إحدى غارتي خانيونس من عائلة واحدة، وهم «الشقيقان ياسمين وأسامة الأسطل (4 و 6 سنوات) ورقية الأسطل (70عاماً) والشاب حسين الأسطل (23 عاماً)، إضافة إلى جريح حالته حرجة جداً».
وأشارت الوزارة إلى «استشهاد الشقيقين أكرم محمد أبو عامر (34 عاماً) وكمال أبو عامر (38 عاماً)، وإصابة 3 أشخاص آخرين بغارة شنها الاحتلال على أرضهم الزراعية شرق خانيونس». في غارة على مدينة غزة استشهد الطفل حمزة ثاري، وعمره 6 سنوات.
كما استشهد 4 أطفال بقصف إسرائيلي استهدفهم أثناء كانوا يلعبون بشاطئ بحر غزة، فيما أصيب عدد آخر منهم بجروح، بحسب وزارة الصحة في غزة، في حين أفادت مصادر طبية بأن القصف انطلق من الزوارق الحربية المتمركزة قرب شواطئ غزة. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة: «استشهاد 4 أطفال حتى اللحظة وعدد من الإصابات المختلفة في استهداف غرب غزة». وأكد عدد من مراسلي «فرانس برس» أن إسرائيل أطلقت قذائف عدة باتجاه مجموعة من الأطفال على ميناء غزة، على مقربة من فندق يقيم فيه طاقم من صحفيي ومصوري الوكالة وعدد من الصحفيين الأجانب.
من جهتها، أعلن «وفا» أن مدن ومخيمات القطاع شهدت منذ فجر أمس، أعنف الغارات العدوانية الإسرائيلية، منذ بدء العدوان، حيث استهدفت طائرات الاحتلال نحو 30 منزلاً وسوتها بالأرض، إضافة إلى تدمير شقق في أبراج سكنية بغزة، وتدمير مبانٍ ومؤسسات وبنية تحتية ومساجد. وأكدت أن غارة إسرائيلية شنتها طائرة استطلاع استهدفت المواطن أشرف أبو شنب قرب معبر «صوفا» بين مدينتي رفح وخان يونس، جنوب شرق القطاع، أدت إلى استشهاده على الفور. كما استشهد الشاب فريد محمود أبو دقة (33عاماً) في غارة استهدفت مجموعة من المواطنين بإطلاق صاروخ من طائرة استطلاع في خانيونس، إضافة إلى استشهاد محمد تيسير شراب (23 عاماً) في خان يونس.
وفي بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، استشهد 3 أشقاء وجدتهم، وأصيب 6 آخرون، ظهر أمس، بقصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية في البلدة. بالتزامن، قصفت طائرة استطلاع سيارة مدنية، ما أدى إلى استشهاد الشقيقين إبراهيم رمضان أبو دقة (10 سنوات) وعمرو رمضان أبو دقة (25 عاماً)، وجدتهما خضرة أبو دقة (75عاماً)، بينما أصيب 7 مواطنين آخرين بالغارة.
الاحتلال يعتقل 11 فلسطينياً وينذر بهدم منازل في الخليل
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، 11 فلسطينياً بينهم نائب من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر أمنية وشهود القول إن قوات الاحتلال داهمت بلدة بني نعيم شرق الخليل واعتقلت 10 شباب. كما اعتقلت من بلدة يطا النائب في المجلس التشريعي خليل ربعي. من جانب آخر، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، إخطاراً بهدم منزل في مدينة الخليل. وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال داهمت المدينة وسلمت عائلة الأسير حسام علي القواسمة إخطاراً بهدم بيته بحجة المشاركة في تنفيذ عملية خطف وقتل 3 مستوطنين شمال الخليل. وكانت قوات الاحتلال سلمت فجراً عائلة عامر أبو عيشة ومروان سعدي عبد العفو القواسمة إخطارين بهدم منزليهما في منطقة دائرة السير بالخليل، بذريعة الاشتراك في تنفيذ العملية ذاتها. (رام الله - وكالات)
عدد اليوم
