ألمانيا تقر تمديد فترة تشغيل محطات الطاقة النووية

أقر مجلس الوزراء الألماني أمس خطة الطاقة المتضمن تمديد فترة تشغيل 17 محطة طاقة نووية قديمة في ألمانيا. وتنص الخطة على مواصلة تشغيل 7 مفاعلات نووية، تم بناؤها قبل عام 1980، لمدة ثمانية أعوام إضافية وتشغيل المفاعلات العشرة الأخرى لمدة 14 عاماً بحيث يتم إغلاق آخر مفاعل نووي في ألمانيا بحلول عام 2036. ويُنتظر أن تحصل الحكومة الألمانية على عائدات ضرائب من شركات الطاقة بقيمة 30 مليار يورو نظير ذلك. ومن المقرر ضخ نصف هذه العائدات في ميزانية الدولة واستخدام جزء منها لإصلاح مخزن النفايات النووية المتدهورة حالته في منطقة “آسه” غربي ألمانيا. أما النصف الثاني من العائدات فسيستخدم لتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة. وكانت الحكومة الألمانية قبل السابقة برئاسة المستشار جيرهارد شرودر قد قررت في عام 2002 إغلاق آخر مفاعل نووي في ألمانيا بحلول عام 2022. لكن الحكومة الحالية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل رأت أنه من الضروري تمديد فترة تشغيل المفاعلات النووية للحفاظ على استقرار أسعار الطاقة وإتاحة الفرصة للتحول إلى الطاقات المتجددة. ومن المنتظر أن يصل حجم الطاقة البديلة في ألمانيا بحول عام 2050 إلى 80% من إجمالي حجم الطاقة المنتجة وفي الوقت نفسه، سينخفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80%. ومن النقاط المحورية في الخطة إجراء خفض كبير في استهلاك الطاقة من خلال العزل الحراري للمنازل على سبيل المثال حيث تستهلك المنازل 40% من الطاقة المنتجة في ألمانيا. وتعارض منظمات حماية البيئة الألمانية بشدة تمديد فترة تشغيل المفاعلات النووية. ونظمت منظمة “السلام الأخضر” المعنية بشؤون البيئة صباح أمس تظاهرات أمام مقر الحكومة في برلين وجميع مقار محطات الطاقة النووية بألمانيا احتجاجا على ذلك. ورفع المتظاهرون لافتات عليها عبارة “الطاقة النووية تضر ألمانيا” على مباني المفاعلات وأبراج التبريد. وطالبت المنظمة وزير البيئة الألماني نوربرت روتجن برفض إعطاء موافقته على تعديل قانون الطاقة النووية. وتطالب المنظمة بإغلاق أقدم سبعة مفاعلات نووية وإنهاء استخدام الطاقة النووية في البلاد بحلول عام 2015. وقال خبير الطاقة في المنظمة توبايس مونشماير “إن خطر التلوث الإشعاعي لا يمكن حظره في ظل وجود نفايات نووية جسيمة، فلا يزال يتم إنتاج المزيد من النفايات النووية المشعة ولا يوجد لها مكان للتخزين النهائي”. وذكر أن تشغيل المفاعلات النووية سيقلل فرص زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة، وهو “ليس أكثر من تعبئة لأموال شركات الطاقة التي تقدر بالمليارات”. ودعا روتجن إلى “الاستماع لصوت ضميره” والتصويت ضد الخطة.