حوار: عصام سالم:
كارلوس فالديراما هو نجم
نجوم الكرة الكولومبية على الاطلاق، فهو الذي وضع كرة بلاده في مكانة متميزة على صعيد كرة أميركا الجنوبية وقادها لأكثر من مرة لنهائيات كأس العالم·
اختاروه أفضل لاعب كولومبي على مر التاريخ بعد أن فاز بلقب أحسن لاعب في أميركا الجنوبية ثلاث مرات خلال الفترة من 1987 وحتى ·1993 ودخل موسوعة بيليه لأفضل 125 لاعباً على مر التاريخ وهو الوحيد الذي كان كابتن منتخب بلاده في 109 مباريات من بينها مباريات المنتخب الكولومبي في نهائيات مونديال 1990 و1994 و1998 حيث اعتزل دولياً بعد المونديال الفرنسي بعد مسيرة حافلة بالألقاب والانجازات·
وحرص ''الاتحاد الرياضي'' على لقاء أسطورة الكرة الكولومبية كارلوس فالديراما الذي كان مهرجان اعتزاله في فبراير عام 2004 مناسبة لمشاركة أبرز نجوم اللعبة وعلى رأسهم دييجو مارادونا في تكريمه·
لم نشأ أن نبدأ الحوار دون أن نسأله عن الذكريات التي لا يزال يحتفظ بها لمباراة منتخب بلاده أمام الإمارات في مدينة بولونيا الإيطالية في إطار المجموعة الأولى لنهائيات مونديال ·90
قال فالديراما: بالفعل لا أنسى تلك المباراة التي كانت الأولى لنا بالبطولة، لقد شعرنا بالقلق منذ لحظة أن أوقعتنا القرعة أمام الإمارات في البداية، لا لشيء ولكن نظراً لغموض منتخب الإمارات الذي لم نكن قد سمعنا عنه كثيراً قبل البطولة وحاول مدربنا ماثورانا جاهداً أن يجمع أكبر قدر من المعلومات عن الفريق، حتى لا نتعرض لمفاجأة تخلط أوراقنا من البداية، والطريف أننا لم نكن نعلم عن منتخب الإمارات سوى أن مدربه البرازيلي الشهير زاجالوا، وتسبب التخوف من غموض منتخب الإمارات إلى أننا لم نلعب الشوط الأول بشكل جيد ولم نتمكن من هز شباك المرمى الإماراتي الا بعد 50 دقيقة عن طريق زميلي ريدين، ولم تهدأ أعصابنا الا بعد أن سجلت الهدف الثاني قبل النهاية بخمس دقائق فقط، وخسرنا بعد ذلك أمام يوغوسلافيا 1-1 وتعادلنا مع المانيا 1-1 فصعدنا إلى الدور الثاني قبل أن نخسر أمام الكاميرون بهدفي ليلا ونودع البطولة·
مشكلة كولومبيا
ورداً على سؤال حول أسباب عدم تأهل كولومبيا لنهائيات مونديال 2006 قال فالديراما إن عدم التوفيق كان وراء عدم تأهل الفريق الذي حل سادساً بعد البرازيل والارجنتين والاكوادور وباراجواي وأورجواي، برغم أن منتخبنا كسب أورجواي بخمسة أهداف نظيفة وهزمت الاكوادور 3-صفر ولكنه خسر في الوقت أمام بوليفيا التي احتلت المركز الأخير بأربعة أهداف نظيفة مما يجسد حالة التذبذب التي عاشها الفريق بالتصفيات وانتهت بفشله في التأهل بعد أن تعرض لست خسائر حالت بينه وبين المرور إلى مونديال ''المانيا ·''2006
ملاحظات
وسألنا فالديراما عن أبرز ملاحظاته على مستوى مباريات المونديال الحالي فقال، برغم مرور أكثر من عشرة أيام على انطلاق البطولة الا أنه من الصعب أن استبق الأحداث واصدر أحكاماً نهائية، فقد لاحظنا أن المنتخبات التي تعثرت في الجولة الأولى، عادت وقدمت مستويات متميزة في الجولة الثانية مثل منتخب غانا وانجولا والولايات المتحدة وكوت ديفوار بينما لا يزال منتخب البرازيل يبحث عن هويته حيث لم يقدم ما هو متوقع خلال مبارايته أمام كرواتيا واستراليا، أما منتخب الارجنتين فيستحق كل التقدير على ادائه المثالي أمام صربيا والذي توجهه بالفوز بستة أهداف نظيفة·
الألمان في خطر
وسألناه عن رأيه في مستوى منتخب المانيا الذي يستضيف البطولة على أرضه وبين جماهيره فقال إن المنتخب الألماني قد يدفع ثمن عدم تنظيمه الدفاعي والذي كان وراء استقباله هدفين في مباراة كوستاريكا ولو لم يحسن الألمان من مستوى دفاعهم فإنهم قد يودعون البطولة من الدور الثاني!
وأضاف فالديراما أن الفرق الأفريقية تحسن اداؤها في الوقت المناسب، ولابد هنا من الإشارة إلى أن القرعة لم تخدم منتخب كوت ديفوار على الاطلاق الذي وجد نفسه في مجموعة واحدة مع الأرجنتين وهولندا، وازداد موقفه صعوبة عندما واجه هذين الفريقين في أول جولتين ولو كان قد بدأ مشواره بلقاء صربيا فربما اختلف وضع الفريق ونافس على احدى بطاقتي المجموعة، أما منتخب غانا فقد كان رائعاً خلال مواجهته مع التشيك، وبرغم فارق الخبرة الذي يصب في مصلحة الفريق التشيكي الا أن المنتخب الغاني لم يرهبه الموقف وهزم التشيك بهدفين ولولا براعة الحارس بتير تشيك لربما سجل الغانيون نفس عدد الأهداف التي سجلتها الأرجنتين في مرمى صربيا·
ورداً على سؤال حول توقعاته لفرسان المربع الذهبي قال فالديراما، بكل أسف لم يقدم الثنائي البرازيلي الشهير رونالدو ورونالدينهو المردود المطلوب حتى الآن بينما تألق كاكا وأدريانو، وفي ألمانيا لا يزال بالاك بعيداً عن مستواه بسبب الاصابة التي لحقت به قبل انطلاق المونديال وتألق النجم التشيكي روزسكي أمام أميركا لكنه اختفى أمام غانا واعجبني اللاعب الصاعد الواعد فرناندو توريز مهاجم أسبانيا الذي كان من أبرز نجوم مباراة أوكرانيا بعد أن لعب بديلاً لراؤول وفي التشكيلة الفرنسي لم يقدم زيدان وتيري هنري مايوازي نجوميتهما العالمية أما منتخب الأرجنتين فإن معظم لاعبيه نجوم فوق العادة خاصة بعد أن أشرك بيكرمان مدرب الفريق كلاً من ميسي وتيفيز·
* وسألناه: وماذا عن مستوى التحكيم؟
** قال فالديراما: هناك أخطاء تحكيمية لا يستطيع أن ينكرها أحد، وأتمنى أن يرتفع مستوى الحكام في الدور الثاني لأنه من الظلم أن يودع أحد الفرق البطولة بسبب خطأ تحكيمي، ومرحلة خروج المغلوب تستوجب الدقة الشديدة عند اختيار الحكام بداية من الدور الثاني·
* وقلت لفالديراما: يتردد دائماً أن كرة اميركا الجنوبية لا تحقق طموحاتها عندما يقام كأس العالم في أوروبا ·· ما هو تعليقك على هذا الرأي·
** قال فالديراما: إنه مجرد كلام نظري تماماً مثلما قالوا إن منتخب الإكوادور لا يجيد إلا إذا لعب على ملعبه الذي يرتفع عن سطح البحر بحوالي 2850 متراً واثبتت البطولة الحالية أن منتخب الاكوادور يمكن أن يكسب في كل الظروف، كما أن منتخب الارجنتين كسب ست نقاط كاملة في أول جولتين ووصل مبكراً للدور الثاني، كما أن منتخب البرازيل، وبرغم تراجع مستوى اداء لاعبيه الا أنه حصد كل نقاط مبارياته مع كرواتيا واستراليا واعتقد أن الفريقين قادران على الوصول لنصف النهائي·
* قلت لفالديراما: حصلت على اشكال عديدة من التكريم بصفتك أهم لاعب في تاريخ كرة بلادك ·· ما هو التكريم الذي أرضى طموحك واشعرك بالفعل أن لك خصوصية كبيرة في الكرة الكولومبية؟
** ورد فالديراما بقوله عندما تضع بلادك نصباً تذكارياً بارتفاع تسعة أمتار، فإن في ذلك خير تكريم، لأنه يذكر الأجيال الجديدة دائماً بأن البذل والعطاء هما اللذان يصنعان النجومية·
مصرع سكوبار لحظة قاسية لا تنسى
* قال فالديراما إن مصرع زميله المدافع سكوبار بعد المشاركة في مونديال أميركا 1994 يبقى لحظة قاسية لا يمكن أن تنسى، فأي لاعب معرض للتسجيل بالخطأ في مرماه، وإذا قتلنا كل من يخطئ فلن يكون هناك لاعب واحد في ملاعب كرة القدم·
* يذكر أن سكوبار كان قد سجل هدفاً في مرماه - عن طريق الخطأ - في مباراة منتخب بلاده أمام أميركا في مونديال 1994 وانتهت المباراة بفوز أميركا 2-·1 ويقال إن عصابات المراهنات اغتالت سكوبار لأنه تسبب في خسارتها مبالغ طائلة·
عدد اليوم
