السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الغربي: تيلرسون يفشل في إخراج قطر من مأزقها بسبب تعنتها

23 أكتوبر 2017 23:38
دينا محمود (الاتحاد) أبرزت وسائل إعلام غربية الفشل الذريع الذي مُني به وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مساعيه لإنقاذ قطر من مأزق عزلتها المتفاقمة منذ أكثر من أربعة شهور ونصف الشهر، عبر الزيارة التي قام بها إلى المنطقة خلال اليومين الماضيين، ودعا خلالها إلى إطلاق حوار بين أطراف الأزمة القطرية، التي تعصف بالخليج جراء تشبث النظام الحاكم في الدوحة، بموقفه الرافض للاستجابة للمطالب المُحقة المطروحة عليه من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين). فمن جهتها، أبرزت وكالة «بلومبرج» الأميركية المرموقة للأنباء رفض المسؤولين السعوديين الطلب الذي قدمه تيلرسون لهم خلال المباحثات التي جرت بين الجانبين أمس الأول (الأحد)، لإنهاء التدابير الصارمة التي يتخذها «الرباعي العربي المناوئ للإرهاب» ضد الدوحة. وفي تقريرٍ أعده نيك وودامز، حرصت الوكالة على تسليط الضوء في هذا السياق على ما قاله الوزير الأميركي عقب محادثاته في الدوحة - التي وصلها بعد ساعات من اختتام مباحثاته في الرياض - من أنه «لا يوجد أي مؤشر قوي يفيد بأن الأطراف مستعدة للحوار الآن». كما أشارت إلى إقراره بأن بلاده «لا تستطيع فرض حوار على أشخاص ليسوا مستعدين له»، وهو ما يكشف بجلاء عن خروج الوزير الأميركي خاوي الوفاض من مباحثاته مع كبار المسؤولين في المملكة. وأورد التقرير تصريحاً يكشف طبيعة التوسلات التي ألقاها تيلرسون على مسامع مضيفيه السعوديين لإنهاء المقاطعة الخليجية والعربية لقطر دون أن يجدي ذلك نفعاً، إذ أشار إلى ما صرح به وزير الخارجية الأميركي من أنه قال للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي خلال اجتماعهما معاً: «من فضلك انخرطوا في الحوار»، وهو ما قوبل - كما يبدو - بإصرارٍ على مواصلة التدابير الصارمة الرامية لحمل قطر على التخلي عن سياساتها التخريبية الطائشة، والعودة إلى الصفين الخليجي والعربي. وفي مؤشر آخر على فشل تيلرسون، الذي يتكرر للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، حرصت «بلومبرج» على الإشارة إلى ما قاله الوزير الأميركي - الذي غادر الخليج بخفيّ حنين - من أنه لا توجد أي دعوات وُجِهت لأيٍ من الأطراف للجلوس على طاولة حوار في البيت الأبيض «لأنه لم يكن من الواضح مدى استعداد تلك الأطراف للانخراط» في المحادثات التي كان الرئيس دونالد ترامب، قد ألمح الشهر الماضي - عقب مباحثاتٍ مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح - إلى أنه مستعدٌ لاستضافتها في مقره الرئاسي. بدورها، أبرزت صحيفة «فاينانشال إكسبريس» ما بدا على تيلرسون خلال زيارته للدوحة من علامات خيبة أمل وتشاؤم، في مؤشرٍ لا يخفى على الانتكاسة التي أصيبت بها جهوده المستميتة لانتشال النظام القطري من العزلة التي يعاني منها منذ مطلع يونيو الماضي. وركزت الصحيفة في تقريرها على إعراب وزير الخارجية الأميركي عن تشاؤمه حيال قبول المملكة العربية السعودية لإجراء حوار مباشر بشأن الأزمة القطرية، دون أن تغفل الإشارة في الوقت نفسه إلى الموقف المتعنت الذي يتخذه النظام القطري حيال قائمة المطالب التي قدمتها له «الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب » منذ شهور. كما أشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى ما تزعمه الدوحة من أن الإجراءات المُتخذة ضدها لدفعها للتخلي عن دعمها للإرهاب ورعايتها لأبواق التطرف والكراهية «غير مبررة». عناد النظام القطري كان كذلك أحد محاور تقرير إخباري نشرته صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية بشأن الجولة الفاشلة لوزير الخارجية الأميركي في منطقة الخليج. فقد أبرزت الصحيفة عدم تجاوب الدوحة مع المطالب التي قدمها لها الجيران الخليجيون من أجل تسوية الأزمة، التي تتخذ أبعاداً دبلوماسية واقتصادية أيضاً، نظراً لأن التدابير المُتخذة ضد قطر تشمل إغلاق الحدود البرية بينها وبين السعودية، بجانب إغلاق المنافذ البحرية والجوية أمام سفنها وطائراتها أيضاً. وأكد التقرير أن فشل مهمة تيلرسون تأتي في وقت تدنو فيه المقاطعة المفروضة على النظام الحاكم في الدوحة، من دخول شهرها السادس، على خلفية ما يُوجه إليه من اتهاماتٍ بتمويل التنظيمات الإرهابية، وإيواء شخصيات متشددة ومتطرفة، وإقامة علاقات أوثق مما ينبغي مع إيران التي تشكل خطراً على الإقليم والعالم بأسره. ولفتت الصحيفة البريطانية - ذات توجهات يمين الوسط - الانتباه إلى أن زيارة تيلرسون للخليج جاءت بعد أسابيع قليلة من رفض الرئيس الأميركي التصديق على أن طهران تمتثل للاتفاق النووي المبرم بينها وبين القوى الكبرى عام 2015، وإعلانه تبني استراتيجية أكثر حزماً وصرامةً حيال النظام الإيراني، وهو ما يختلف عن السياسة التي اتبعها سلفه باراك أوباما إزاء الملف نفسه. في شأن آخر، أكد موقع «فَير أوبزرفر» الأميركي أن لا نهاية في الأفق للعزلة التي تعاني منها قطر في الوقت الحالي. وذَكَّرَ الموقع - في تقريرٍ أعده جيمس دورسي - أن المقاطعة المفروضة على النظام الحاكم في الدوحة، أجبرته على البحث عن موردين جدد للمواد الغذائية، وكذلك السعي لفتح طرق برية وبحرية مختلفة يجلب عبرها وارداته، بدلاً من تلك الموصدة أمام هذا النظام بفعل رفض جيرانه لسياساته. وأشار التقرير إلى الجهود المستميتة التي تبذلها قطر - المنبوذة خليجياً وعربياً - لتخفيف آثار المقاطعة الصارمة المفروضة على نظامها، قائلاً إن الدوحة لجأت في الأسابيع الأولى لهذه المقاطعة إلى استيراد منتجات الألبان من تركيا وإيران بعدما أوقفت السعودية تصدير تلك المنتجات، وهو ما نجم عنه زيادة «حجم التبادل التجاري بين قطر وإيران بنسبة 60% منذ أوائل يونيو» من العام الحالي. وأخيراً، ألمح دورسي في تقريره إلى الخطر الذي تواجهه قطر في توفير الغذاء الكافي لمواطنيها في ظل استمرار الأزمة الحالية، وذلك عبر الإشارة إلى أن الدول الأصغر مساحة تكون «أكثر عرضة للضغوط الخارجية»، على صعيد ضمان تحقيق الأمن الغذائي لمن يعيشون على أراضيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©