الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسيد بن الحُضير.. اُعجبت الملائكة بعذوبة صوته

أسيد بن الحُضير.. اُعجبت الملائكة بعذوبة صوته
16 يوليو 2014 22:30
أحمد مراد (القاهرة) في الجاهلية، كان أسيد بن الحُضير بن سماك الأوسي من أشـراف العـرب وزعماء المدينة ورماتها الأفذاذ، ورث عن أبيه حضير الكتائب زعيم الأوس مكانته وشجاعته وجـوده. بدأت قصة إسلام أسيد بن الحُضير، عندما أرسل رسول الله - عليه الصلاة والسلام - مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار، وليدعو غيرهم إلى دين الله، وعلم سعد بن معاذ، وكان صديقاً لأسيد، فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: انطلق إلى هذا الرجل فازجره، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام، وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره. فقال أسيد: هات ما عندك، وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. عذوبة الصوت وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يســتشرق. فقال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كـيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟. فقال مصعب: تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي. فقام ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلناً إسلامه. وعُرف أسيد بصوته العذب وهو يرتل القرآن الكريم، فقد كان أحسن الناس صوتاً، قال ذات مرة: قرأت ليلة سورة البقرة، وفرس مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منّي وهو غلام، فجالت الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني، ثم قرأتُ فجالتِ الفرسُ فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني، ثم قرأتُ فجالت الفرسُ فرفعتُ رأسي فإذا شيء كهيئة الظلّة في مثل المصابيح مقبلٌ من السماء فهالني، فسكتُ، فلمّا أصبحتُ غدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال - صلى الله عليه وسلم-: «تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم». ويروى أن أسيد بن الحضير لقى رسـول اللـه - صلى اللـه عليه وسلم - حين أقبل من بدر، فقال: الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلّفي عن بدر، وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً، ولكن ظننتُ أنّها العير، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت. فقال رسـول اللـه - صلى اللـه عليه وسلم-: «صدقت». وفي غزوة بني المصطلق، أثار عبد الله بن أبي بن سلول الفتنة، فقد قال لمن معه من أهل المدينة: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وسمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم وقد كان غلاماً، فأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وتألم الرسول كثيراً، وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم: «أوما بلغـك ما قال صاحبكـم». قال: وأي صاحـب يا رسـول اللـه. قال: «عبداللـه بن أبي». قال: وما قال؟. قال الرسـول: «زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعـز منها الأذل». فقال أسيـد: فأنت يا رسول الله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز. ثم قال: يا رسـول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه، فانه ليرى أنك قد استلبته ملكا. موقف وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدم النقاش، كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفاً واضحاً وحاسماً، فقد قال للأنصار من قومه: تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وفي شهر شعبان عام 20 هجرية، توفي - رضي الله عنه - وحمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نعشه فوق كتفه، ودفن في البقيع، ويروى أنه - رضي الله عنه - مات وترك عليه أربعة آلاف درهم دَيْناً، وكان ماله يُغِلُّ كل عامٍ ألفاً، فأرادوا بيعه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فبعث إلى غرمائه فقال: هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً فتستوفون في أربع سنين؟. قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألفاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©