الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس ولاية بونتلاند الصومالية: تجربة طالبان لن تتكرر في الصومال

19 يونيو 2006 02:46
حوار- علي العمودي: قلل اللواء محمود موسى حيرسي رئيس ولاية بونتلاند الصومالية من المخاوف التي تروج لها بعض الدوائر من احتمالات قيام نظام إسلامي متشدد في الصومال على غرار نظام طالبان الذي انهار في افغانستان في ضوء التقدم المتسارع ميدانيا الذي حققته مليشيا المحاكم الاسلامية في العاصمة مقديشو· وقال في لقاء مع ''الاتحاد'' إننا نرحب بأن تكون هذه المليشيات جزءا من العملية السياسية في البلاد لا أن تكون محركا لها،مشيرا إلى طبيعة المجتمع الصومالي الذي عرف بتمسكه بالإسلام المعتدل دون جنوح أو تشدد متطرف· و أكد الرجل الذي انتخب مؤخرا رئيسا لهذه الولاية خلفا للرئيس عبدالله يوسف الذي أصبح رئيسا للبلاد رفضه استقبال أمراء الحرب الفارين من شمال مقديشو وأعلن تأييده لأية عقوبات دولية قد تنزل بهم جراء المعاناة التي تسببوا فيها للشعب الصومالي على مدى الستة عشر عاما الماضية· كما نفى أن تكون الولاية قد شاركت عسكريا في تمكين الحرس الرئاسي من الاستيلاء على مدينة بيداوا التي تتخذ منها الحكومة الصومالية الانتقالية مقرا مؤقتا لها· وجدد المسؤول الصومالي نفيه وجود أية نزعة انفصالية للولاية التي يرأسها مؤكدا انها ستكون جزءا من الصومال الفيدرالي الذي ''سينهض من جديد بعد انجلاء هذه الغمة''· وفيما يلي نص الحوار: من المعروف أن الصومال إجمالا وولاية بونتلاند على وجه الخصوص لها مكانة خاصة في التاريخ البحري للإمارات في الماضي القريب ، نود أن تحدثونا عنه؟· - إننا في بونتلاند التي تعد جزءا من الصومال الاتحادي علاقاتنا بالامارات موغلة في التاريخ وليست وليدة اليوم، فمن غابر السنين كنا نتبادل الزيارات، وتستقبل مدننا الساحلية أبناء الامارات الذين كانوا يفدون للعمل والتجارة وهم في طريقهم لبقية موانئ شرق افريقيا وزنجبار، وقد كانت الصومال أكثر بلدان المنطقة استقبالا لهم، كما كانت الامارات أكثر البلدان المنطقة ترحيبا بالصوماليين· ولدينا تاريخ طويل من العلاقات المشتركة المتميزة··خاصة وان الامارات، منفذنا وشريكنا التجاري الأول· وفي هذا السياق أود التعبير عن خالص الشكر والامتنان للمواقف القومية والانسانية لدولة الامارات قيادة وحكومة وشعبا، وأخص بالذكر صاحب السمو الشيخ الدكتور ''سلطان بن محمد القاسمي'' عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للدعم الذي يقدمه لإقامة عدد من المشروعات في ولاية بونتلاند وفي مقدمتها مشروع إقامة مطار العاصمة بوصا صو ومشروع اقامة مستشفى للولادة، وما هذه الأيادي البيضاء إلا امتداد لتلك المواقف· وبهذه المناسبة ايضا أدعو رجال الاعمال للقدوم للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في أرضنا الغنية بمواردها في مجال الاسماك والصيد والثروة الحيوانية والمعدنية فهم أولى بحكم قربهم منا· لا تراجع عن الفيدرالية عندما أعلن عن قيام ولاية بونتلاند قلتم انها كيان فيدرالي سيكون جزءا من الصومال، وليس كيانا انفصاليا، وعندما تبنى مؤتمر نيروبي الذي أسفر عن تشكيل الحكومة الصومالية الحالية البناء الفيدرالي لصومال المستقبل آثرتم الصمت، هل يعني ذلك عودة عن الوحدة ؟· - لا على الاطلاق فنحن أول من تبنى الفيدرالية و أيدها والحاضن الأول لها، ونحن من يساهم ماديا حسب إمكاناتنا في دعم ميزانية الحكومة الفيدرالية، وهم مرتبطون معنا، والرئيس عبدالله يوسف قد كان رئيسا للولاية التي تؤيد مئة بالمئة الكيان الاتحادي للبلاد التي تعد الصيغة المثلى للبلد المتعدد الانتماء القبائلي والمناطقي· والنموذج الاتحادي على غرار التجربة في الامارات أثبت نجاحه، ويحتذى به ما مدى صحة التقارير التي ذكرت أن ولايتكم أرسلت مددا عسكريا للرئيس عبدالله يوسف لتمكينه من السيطرة على مدينة بيدوا؟· - هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة، فالقوات المتواجدة معه من ولاية''بونتلاند'' هي جزء من الجيش الوطني الصومالي، وهم كذلك منذ أكثر من عام ونصف العام· وهو جزء من الاسهام الوطني الذي ساهمت فيه بقية القوى المشاركة في عملية نيروبي ،ولم نقم بإرسال أية قوات للمشاركة في معارك بيدوا الاسبوع الماضي، بل كانت مواجهة بين القوات الحكومية ومليشيا مناوئة· ما هو تعليقكم كقيادة ولاية على التطورات الميدانية الجارية حاليا مع تقدم مليشيا المحاكم الاسلامية وسيطرتها على مقديشو وجوهر؟· - نحن مع أي تحرك يجلب الامن والاستقرار للعاصمة القومية للبلاد او أي اقليم مضطرب فيها، ولكن نرفض ان يكون هذا التحرك لاستبدال حكم بآخر أو تحدي شرعية الدولة الموجودة حاليا في بيداوا ونحن جزء منها فهذه الطريقة لن تنجح، ولكن اذا كان هؤلاء الرجال سوف يعملون يدا بيد مع الحكومة الفيدرالية فلا غضاضة في الامر ونمد أيدينا إليهم، ولكننا غير مستعدين للتعاون في أي أمر سيقود الى تمزيق وتفريق الصومال والصوماليين· ونحن ضد أي كيان وهمي يعمق من أزمة البلاد ويمزقها· ونحن في ولاية بونتلاند مستعدون للعب دور في القيام بدور الوسيط لفتح قنوات اتصال بين كل من يسعى لإعادة بناء وحدة الوطن والعمل معا لأجل هذه الغاية· ''أجندة طالبانية'' سمعنا نفس هذا بترحيب من الرئيس عبدالله يوسف ورئيس وزرائه علي قيدي، ولكن المحاكم الإسلامية تطلق إشارات متضاربة فتارة هي مع الحكومة، وتارة تطرح أجندة مغايرة عن بناء نظام إسلامي، هل تعتقد أن نسخة'' طالبان'' يمكن أن تتكرر في الصومال؟ -لا أعتقد بوجود فرص لولادة نظام طالباني في الصومال، ولا إسلام جديد في الصومال، فنحن مسلمون ولدنا على ذلك وعاداتنا وقيمنا تقوم على أساس إسلامي، ومحاكمنا تعتمد أساسا على الشريعة الاسلامية، لذلك فهم لا يأتون بجديد، أما اذا حاولوا جلب او تقليد'' طالبان'' فإنهم لن ينجحوا، لأنهم سيفشلون كما أننا لن نوافقهم عليها، لأن إسلامنا إسلام وسطي، ولن نقبل بإسلام غير ما عرفنا، فالاسلام وصل الى الصومال بالدعوة وانتشر فيه حتى قبل مناطق عدة من جزيرة العرب· كما ان قادة الدولة الصومالية في مختلف الظروف كانوا يستشيرون علماء الدين في كل الامور، وتعد في ولايتنا من دوائر الدولة ورجالاتها الفاعلين، والصوماليون ينفردون في كونهم مسلمين مئة بالمئة وكلهم من المذهب الشافعي ويكاد ينفردون بهذه الخاصية في العالم·· وأكثر ما يردع الانسان الصومالي لعلمك هو الوازع الديني القوي لديه بسبب عمق وقدم الوجود الاسلامي الذي يعود لأكثر من ألف عام، بل ان بعض الروايات تعود بتاريخ دخول الاسلام إلى الصومال إلى ما قبل فتح مكة * اتفقت مجموعة'' الإيجاد'' في اجتماع نيروبي الثلاثاء الماضي على فرض حظر على أمراء الحرب الفارين من مقديشو وجوهر، وبحكم أنكم الأقرب إليهم كيف ستتعاملون معهم؟· - نحن مع ما تقرره الدولة الاتحادية، وكل ما يعارضها لن يكون موضع ترحيبنا، ونحن مع كل الجهود المبذولة من قبل الدولة الاتحادية والمجتمع الدولي إزاحة العبء الذي مثله ويمثله أمراء الحرب على كاهل الشعب الصومالي على مدى 16عاما، ونحن مع فرض الحظر عليهم وبالتالي وقفهم· التصدي للقراصنة أشرتم لاعتمادكم على الميناء في اتصالكم مع العالم الخارجي، ولكن المياه الاقليمية الصومالية أصبحت مرتعا للقراصنة وأعمالهم ·· فكيف تعاونكم مع قوات التحالف التي تمشّط الشواطئ الصومالية بحثا عن عناصر إرهابية؟ - الشواطئ الصومالية مترامية الأطراف فهي تمتد 3600 كيلومتر ، ونصيبنا منها 1600 كيلو متر، ونحن نراقب ونحرس شواطئنا التي لم تشهد سوى حوادث محدودة وقد قضينا عليها، ولكن هذه الحوادث تصل في المياه القصية منا، ونحن نستقبل مالا يقل عن ستة الى سبعة سفن''ابوام'' يوميا الى جانب عدد من السفن الاخرى ومعظمها يجيئنا من الامارات تعود بسلام، ونحن نقوم بما في استطاعتنا ونعمل جاهدين لتأمين هذه الممرات، ونرحب بأي جهة تساعدنا في هذا الامر، وأود هنا الاشارة الى المساعدة التي تقدمها لنا اليمن وعلى وجه الخصوص الرئيس علي عبدالله صالح وأركان حكومته الذين يخصوننا بحفاوة في الاستقبال لأجل التعاون معا من أجل صد أية مشاكل قد تنجم عن عدم مراقبة هذه البحار، ومساعدتنا لتشكيل قوة بحرية صغيرة تتولى مسؤولية حماية الشواطئ لتعزيز أمن هذه الممرات الملاحية المهمة جدا للتجارة الدولية، كما اننا نبلغ القوات الدولية التي تجوب تلك البحار بما نشعر بأهميته ، وما يثير الريبة ، وهناك تعاون مع جيبوتي، وكذلك اثيوبيا التي يتسلل منها اللاجئون إلى اليمن التي يستخدمونها كمحطة عبور إلى مناطق أخرى· الحدود مع ''أرض الصومال'' كيف الأمور بينكم وبين''أرض الصومال'' في شمال البلاد بعد الاشتباكات بسبب الخلاف الحدودي على إقليم صول وسناج؟·- الصومال بلد قائم على القبلية وقد صممت الحدود على هذا الأساس قبل وصول المستعمرين البريطانيين في الشمال والإيطاليين في الجنوب، ونحن نعتمد على حدود طبيعية قبلية لا توجد لدينا أطماع في أراضيهم، ونفترض الامر ذاته بالنسبة لهم، ولكنهم يريدون اعتماد الحدود الاستعمارية السابقة، والشعب في المنطقة واحد وبينهم روابط أسرية وعائلية ونسب ومصاهرة، ولكن بعد انهيار الدولة المركزية عادت كل قبيلة الى حدودها، وهم يطالبون بتلك الحدود التي رسمها الاستعمار وهو اليوم أمر خارج عن نطاق المعقول· ونحن نتمسك بمناطق قبائلنا ولا توجد لدينا أطماع في مناطق القبائل الأخرى، ونحن نتطلع اليهم كأخوة للتعاون معهم بعيدا عن أحلام السياسيين الانفصاليين الذين يطالبون بأشياء تجاوزها الزمن والواقع، فإذا حققوا أو حققنا تنمية واستقرار فهذا سينعكس بصورة ايجابية على السكان في الجانبين وحاليا الحركة طبيعية وعادية على الحدود· وإداريا قبائل صول وسناج ضمن قبائل الاقليم الشمالي الشرقي للصومال وهذا الأمر معروف للجميع، والحدود الحالية إدارية وليست استعمارية ويجب التعامل معها على هذا الاساس انطلاقا من وحدة الارض والانتماء للصومال الفيدرالي الذي لا يرضى شعبه بكيانات انفصالية وهذا موقف صومالي على كافة المستويات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©