الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سيف سعيد غباش لـ «الاتحاد»: الاكتشافات تعكس حجم التطور في العصور الإسلامية المبكرة

سيف سعيد غباش لـ «الاتحاد»: الاكتشافات تعكس حجم التطور في العصور الإسلامية المبكرة
9 سبتمبر 2018 01:41

أوضح سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي لـ «الاتحاد» أن الاكتشاف الجديد يسلط الضوء على طبيعة الحياة في الفترة الإسلامية المبكرة، وقال «أحد الأبنية المكتشفة في الموقع يتميز بحجمه الكبير جداً، ويحتوي على غرف تم استخدامها لإعداد الطعام. وربما كان هذه التصميم متصلاً بوظيفته كمبنى مُحصن ومركز لإدارة المدينة. ولم تكن هذه الأبنية على الأرجح سوى جزء صغير مما كان موجوداً من قبل في الموقع. وربما كان العديد من الأبنية الأخرى موزعاً حول المستوطنة في تلك الفترة التاريخية المبكرة. وانتشر في ذلك الوقت أيضاً إنشاء الأبنية المصنوعة من سعف النخيل «العريش»، وهو ما استمر حتى وقت قريب. وبناء على حجم هذه الأبنية وعددها، يعتقد الخبراء أن المنطقة ربما شكلت المركز القديم لمدينة العين خلال العصور الإسلامية الأولى.
أما الأفلاج المكتشفة في الموقع، فربما يعود بعضها إلى العصر الحديدي وقد تم استخدامها لعدة قرون. وقال غباش «فوجئ علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة بالكشف عن ثروة من القطع الأثرية تعود إلى آلاف السنين تحت مستوى أبنية العصر الإسلامي الأول. ويرجع بعض هذه الآثار إلى العصر الحديدي، حوالي 1000 سنة قبل الميلاد. ولعل الأكثر إثارة للدهشة هو اكتشاف جرة كاملة تعود إلى 2000 عام قبل الميلاد تقريباً. وتعزز هذه الاكتشافات الأدلة السابقة التي تؤكد أن العين كانت عامرة بالسكان بشكل مستمر وبقيت فيها المجتمعات المستقرة منذ العصر البرونزي حتى الفترة الإسلامية».
ويُعتقد أن سكان العين في العصور الإسلامية المبكرة قد استفادوا من الخبرات المتراكمة عبر الأجيال، وعملوا على تعزيز واستثمار هذه الخبرات. ورغم أن الأفلاج كانت موجودة بالفعل منذ قرون عديدة، إلا أنهم بدأوا في استخدام الطوب اللبن المحروق في بنائها لضمان استقرار ومتانة القنوات الممتدة تحت الماء، وهو ما يسمح بتدفق المياه بسهولة أكبر إلى الواحات، ويجعل عملية تنظيفها وصيانتها أكثر أمناً.
وأضاف غباش «لا يعرف علماء الآثار على وجه التأكيد ما إذا كان التجار القادمون من منطقة الإمارات قد غامروا بالسفر إلى جنوب شرق آسيا أم لا، حيث عثر على حطام سفينة داو شراعية عربية تعود إلى هذه الفترة التاريخية المبكرة، لكنهم يعلمون أنه منذ العصور القديمة، امتلك التجار والبحارة في هذه المنطقة خبرات ومعرفة كبيرة بالرياح الموسمية، وكانوا قادرين على تسخير هذه المعرفة في رحلاتهم إلى الشرق خلال أشهر الصيف، والعودة إلى الغرب خلال أشهر الشتاء. وفي العصر البرونزي قبل 4500 سنة، أبحر التجار والصيادون بسفنهم إلى جنوب آسيا عبر مياه الخليج العربي. وخلال العصور الإسلامية الأولى، أسهمت هذه الخبرات بدور أساسي في توسع التجارة». لا تقتصر أهمية توسع التجارة خلال العصور الإسلامية الأولى على نقل وتبادل السلع الثمينة والخزف فحسب، ولكنه أثر أيضًا على الحياة اليومية. وأسهم التواصل والتفاعل مع الأسواق في جنوب وشرق آسيا في إدخال مأكولات ونكهات جديدة إلى الأطعمة التي يتناولها الناس. وتدفقت التوابل مثل القرفة والقرنفل المستخدمة في طهي أطباق تقليدية مثل «المجبوس» إلى أسواق مدن الخليج العربي عبر هذه الشبكة التجارية الواسعة. كما أصبحت الفاكهة الحمضية متاحة بشكل أكثر شيوعًا عن طريق التجارة مع الصين. وقال غباش «إن اكتشافات العين الجديدة تعكس حجم التغيير والتطور في العصور الإسلامية المبكرة، ودورها في صياغة القيم الدينية والثقافية والحياة اليومية، والتي تركت بصمتها على المجتمع المحلي حتى اليوم».

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©