الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل يمثل «الفيفا» أمام القضاء بسبب إقامته المونديال في قطر؟

هل يمثل «الفيفا» أمام القضاء بسبب إقامته المونديال في قطر؟
9 سبتمبر 2018 00:12

دينا محمود (لندن)

في الوقت الذي يحاول فيه النظام القطري إيهام العالم بأنه أجرى إصلاحاتٍ من شأنها حماية حقوق العمالة الأجنبية التي تواجه خطر الموت خلال مشاركتها في تشييد المرافق المزمع إقامتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، جددت وسائل إعلامٍ عالمية تحذيراتها من مغبة المضي قدماً على طريق تنظيم هذه البطولة في بلدٍ تسوده درجات حرارةٍ عاليةٍ مثل قطر، ما سيشكل خطراً على اللاعبين والمشجعين سواءٌ بسواء.
وتشكل هذه التحذيرات مبعث قلقٍ لا يُستهان به لـ«نظام الحمدين»، الذي يحاول التشبث بالإبقاء على البطولة في الدوحة، في مسعى مستميتٍ للخروج من عزلته الآخذة في التفاقم والمفروضة عليه من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ الخامس من يونيو من العام الماضي.
أحدث رسائل التحذير في هذا الصدد ورد من جانب موقع «كوارتز» الإخباري المرموق الذي وجه انتقاداتٍ لاذعةً - وإن بشكلٍ ضمنيٍ - لقرار إسناد المونديال الكروي المقبل إلى بلدٍ يفتقر إلى أي تاريخٍ كرويٍ يعتد به مثل قطر، وذلك بعد تصويتٍ مثيرٍ للجدل أجرته اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أواخر عام 2010.
وأكد الموقع في تقريرٍ أعده الصحفي «كبير تشيبي» أن عملية اختيار الدولة المُضيفة لمونديال 2022 - التي انتهت بحصول قطر على حق استضافة هذه البطولة - كانت «مشكوكاً فيها بقدرٍ كبير». وأشار إلى أساليب الاحتيال والخداع التي لجأ إليها النظام الحاكم في الدوحة في هذا الشأن لتجاوز الثغرات الخطيرة التي شابت ملفه، ومن بينها عدم ملائمة الطقس لتنظيم كأس العالم في موعده المعتاد بمنتصف العام.
وفي هذا الإطار، اعتبر التقرير أن حصول ملف الدويلة المعزولة على الأصوات التي مَكَنَتَهُ من التغلب على منافسي قطر الأكثر خبرة في تنظيم البطولات الرياضية الكبرى، كان يعود إلى زعم مسؤولي الملف أنهم سيستخدمون «تقنياتٍ رائدةً» من شأنها تبريد درجة الحرارة في الملاعب التي ستُقام عليها المباريات.
وحرص معد التقرير على الإشارة إلى أن هذه التعهدات الزائفة «نُبِذَتْ بعدما تم تغيير موعد البطولة لتبدأ في نوفمبر للمرة الأولى في التاريخ»، وهو التغيير الذي أثار سخط العديد من الاتحادات الكروية الوطنية والأندية الكبرى في شتى أنحاء المعمورة، في ضوء أنه سيؤدي إلى إرباك كبريات البطولات الأوروبية المحلية والقارية، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي الذي يضم مجموعةً كبيرةً من أبرز النجوم الكرويين في العالم.
وقد سبق أن حذرت رابطة الأندية الأوروبية - التي تضم 214 نادياً - من أنها ستسعى للحصول على تعويضاتٍ عن الخسائر التي ستتكبدها بسبب الموعد الجديد لكأس العالم 2022. وقال النجم الألماني المعتزل «كارل هانز رومينيجه» رئيس الرابطة إنه لا يُفترض أن يُنتظر من هذه الأندية؛ تحمل «تكلفة إعادة الجدولة» المترتبة على تغيير موعد إقامة البطولة، بسبب شدة حرارة الصيف في قطر. وأشار رومينيجه إلى أنه يتوقع أن يتم تعويض أندية الرابطة «عن الأضرار» التي ستلحق بها جراء تغيير مواعيد مباريات البطولات المحلية والقارية بسبب المونديال، الذي سيجبر الاتحادات الوطنية لكرة القدم على إعادة جدولة مباريات موسم 2022 - 2023 بأكمله.
وأبرز موقع «كوارتز» في تقريره حقيقة أن توجه «الفيفا» المتساهل حيال مسألة شدة درجة الحرارة في قطر، يختلف كثيراً عما أبداه الاتحاد نفسه عام 2014 عند تعامله مع أمرٍ مشابهٍ، كان يتعلق هذه المرة بالبرازيل عند استضافتها بطولة كأس العالم التي أُقيمت في ذلك العام.
فقد أشار التقرير إلى أن الاتحاد الدولي اتخذ آنذاك قراراً مثيراً للجدل يقضي ببدء المباريات في الساعة الواحدة من بعد الظهر، بدعوى أن ذلك يضمن عدم إقامة اللقاءات الكروية في منتصف النهار في بعض مدن البرازيل، التي ترتفع فيها درجة الحرارة في هذا الوقت من اليوم.
وتذرع مسؤولو «الفيفا» في ذلك الوقت بالسجلات الخاصة بالأرصاد الجوية التي تتبع حالة الطقس في البرازيل على مدار عقودٍ طويلة، وهو ما لم يكن مقنعاً للكثيرين ممن رفع بعضهم دعوى قضائيةً ضد الاتحاد في هذا الشأن.
وألمح الموقع إلى أن هذه السياسة المتشددة لم تُتبع مع قطر التي تفيد السجلات التاريخية المتعلقة بحالة الطقس فيها إلى أن درجات الحرارة في أراضيها تزداد يوماً بعد يوم وبمعدلاتٍ مفزعة. إذ قال التقرير إنه بينما تشير هذه السجلات مثلاً إلى أن الدويلة المعزولة شهدت في عام 1960 «194 يوماً تجاوزت فيها الحرارة 32 درجة مئوية»، فإن الوضع الراهن أصبح أكثر قسوة، في ضوء أن عدد الأيام التي يسودها طقسٌ حارٌ على نحوٍ متطرف في هذا البلد أصبح يصل إلى 212 يوماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©