الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الآسيوي» يفرض معايير صارمة لإجبار الأندية على الاهتمام بالتربية السليمة

«الآسيوي» يفرض معايير صارمة لإجبار الأندية على الاهتمام بالتربية السليمة
9 سبتمبر 2018 01:39

معتز الشامي (دبي)

تدخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لمنع تكرار الخطأ في إعداد النشء بالاتحادات الوطنية بالقارة، خاصة بعد زيادة حوادث الانفلات العصبي والسلوكي التي أصبحت سمة سائدة في معظم الدوريات ليس فقط قارياً، ولكن حتى في الدوريات العالمية، التي شغل فيها السلوك العصبي للنشء، خبراء التربية والتدريب، وعلمت «الاتحاد» أن الاتحاد القاري، عمم 20 معياراً جديداً، تفرض ضرورة اهتمام الأندية بربط تدريب الناشئين بالدرجات التعليمية، والمتابعة الأكاديمية للتحصيل التعليمي للطلاب، مع الاهتمام بالمحاضرات التثقيفية والنظرية والنفسية، التي تسهم في بناء لاعب متكامل، خاصة من الناحية النفسية والعصبية، ويتم تقسيم الأكاديميات على 3 مراحل ترتبط كل مرحلة بـ «نجمة» يتم منحها للأكاديمية، حيث تحصل الأندية المحترفة على نجمتين، وتعمل من أجل الالتزام بالمعايير للحصول على النجمة الثالثة.
فيما تشير المتابعات إلى اتجاه اتحاد الكرة، لدعوة الأندية إلى ورشة عمل خلال الأيام القليلة المقبلة، لتعميم معايير الأكاديميات الجديد المفروض من قبل الاتحاد الآسيوي، لمراعاة العديد من الأبعاد الخاصة بتربية النشء، لاسيما أنه وقفاً لقرار الاتحاد القاري، لن يتم قبول أو اعتماد أي رخص تدريب لأي اتحاد وطني لا تلتزم أنديته بتطوير نظام العمل في الأكاديميات بالمراحل، وهو مشروع يوصف بالطموح، القادر على تغيير الصورة القاتمة في المراحل السنية حال تم تطبيقه والالتزام بما جاء فيه.

وتواصل صحيفة «الاتحاد» مناقشة أزمة انفلات سلوك اللاعبين بالمراحل السنية، للدرجة التي أدت لإيقاف ومعاقبة 85 لاعباً الموسم الماضي، بتحويلهم إلى لجنة الانضباط، في حالات «سلوك مشين»، والتي أصدرت قرارات إيقاف بدأت بمباراة إلى 12 مباراة، بخلاف انفلات عصبي لمدربين وإداريين بدوريات المراحل، لأكثر من 10 حالات شهدت الاعتداء على الحكم بالضرب والبصق والسب، من لاعبين لم تتعد أعمارهم 14 عاماً، كما شهد الموسم الماضي أيضاً، تحويل لاعبين تحت 12 عاماً، إلى الانضباط التي عاقبتهم بالإيقاف، بسبب تعديهم على الحكم وزملاء في الملعب، أما الإيقافات، فقد ضمت الموسم الماضي 35 لاعباً ناشئاً من مختلف المراحل عوقبوا بالإيقاف 4 مباريات فأكثر، و17 لاعباً بالإيقاف 3 مباريات فقط، و23 لاعباً بالإيقاف لمباراتين، ولاعباً واحداً للإيقاف مباراة، ويتم إيقاف اللاعبين بناء على تقارير الحكام، وجميع تلك الأفعال توضع تحت بند «سوء سلوك»، وهي عبارة عن ضرب لاعب زميل، التعدي على حكم بالضرب أو بالسب بالألفاظ، التعدي على إداري أو مدرب.
وتشير تلك الأرقام إلى أن الآلية التي يتم تربية النشء عليها، تحتاج لإعادة صياغة بشكل كامل، خاصة في أندية الدرجة الأولى التي كانت أغلبها بطل حالات الانفلات العصبي والسلوكي، حيث يلعب في المراحل السنية بجميع الأندية 4408 لاعبين، في 20 مرحلة سنية بالأندية الـ31.
من جانبه، أكد عبيد مبارك المدير الفني لإدارة المنتخبات، وصاحب الخبرات الفنية في العمل مع منتخبات المراحل السنية، أن تغيير النظرة في التعامل مع تربية الناشئين بالأندية، تحتاج إلى قرار مختلف من الإدارات نفسها، حيث يجب أن تتوقف إدارات الأندية عن وضع الأجهزة الفنية تحت ضغوط مرتبطة بضرورة تحقيق النتائج، وألا يكون الحل الأسرع في الإقالة، بحسب وجهة نظره.
وعن قرار الاتحاد الآسيوي الجديد وما إذا كان قادراً على تغيير تلك الصورة المتبعة حالياً في المراحل السنية: قال: اتفاقية التعليم الجديدة مع الاتحاد الآسيوي، تجبر الاتحادات الوطنية بضرورة الاهتمام بالتعليم وربطها بالتدريب في الأكاديميات، وأصبح على كل اتحاد تلبية المعايير الجديدة لتطوير العمل مع الناشئين، وإلا مع عام 2019 لن يعترف الاتحاد الآسيوي بشهادات التدريب للاتحاد الذي لا يهتم بالتنشئة الفنية والتعليمية والثقافية لجميع اللاعبين.
وأضاف: طريقة الانضمام للنخبة تضم 20 معياراً للأكاديميات تقسم على 3 مستويات، وعلى الاتحاد أن يرسل المعايير للأندية لترى ما إذا كانت الأندية مستوفية لشروط المعايير الجديدة، ومن ثم تصنف الأكاديميات بالأندية على 3 مستويات، حيث يتم الاهتمام بكافة المعايير الخاصة بطاقم العمل ودرجات تدريبهم والبنية التحتية، وعدد المحاضرات النظرية، والتعليمية بخلاف التدريبات الفنية، وبالتالي بات هناك مواصفات للعمل مع النشء في الأكاديميات، ومن الوارد أن تحصل الأندية المحترفة على نجمتين إلى 3 نجمات في نظام تقييم الأكاديميات الجديد، وفق مشروع الاتحاد الآسيوي، حيث سيتم تعميم المعايير الآسيوية على الأندية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وعن مشكلات الناشئين وانفلات سلوك 85 لاعباً ناشئاً، قال: أتابع ما يحدث في الأندية بالمراحل السنية بشكل مستمر، أعتقد أن إدارات الأندية هي المسؤول الأول عن هذا الانفلات السلوكي والعصبي، فالأندية تضغط على المدرب لتحقيق النتائج في المراحل، وبالتالي يتم ربط فرصة العمل مع الفريق من عدمها بالنتيجة، ويضطر المدرب بأي صورة من الصور أن يحقق الفوز، وهنا تأتي العصبية في التدريب وفي المباريات، وأبرز صور العصبية والتشنج تكون في التعامل مع قرارات الحكم، وهنا ينتقل نفس السلوك والتوتر والعصبية للاعبين الصغار، فتحدث المشكلة.
وأضاف: تعتبر بلجيكا وهولندا هما الأفضل في بناء النشء، حيث يتم الاهتمام بالاستمتاع بكرة القدم والتركيز على المهارات الفردية والجماعية أكثر من النتائج، لكن أيضاً منذ 5 سنوات اهتم اتحاد الكرة، بتطبيق أسلوب الاستمتاع بكرة القدم في المراحل السنية تحت 14 عاماً، حيث كان هناك اهتمام بالجوانب التربوية، عن طريق خصم نقاط بسبب الحصول على البطاقات الصفراء والحمراء، كما يتم مكافأة الفرق الأقل حصولاً على الإنذارات وهكذا، بجانب عدم ربط الموضوع بترتيب أندية في جدول الدوري أو دفعهم للمنافسة على دوري أو كأس، وإنما مجرد احتفالية دون ترتيب لبطل دوري أو غيره.
وقال: أعتقد أن مواجهة تلك الظاهرة، تكمن في التثقيف، الذي يعتبر مهماً جداً للاعبين الصغار، كما أن إدارات الأندية عليها أن تحرص على سلوكيات اللاعبين، وألا تضغط على المدربين لإجبارهم على تحقيق النتائج الإيجابية في المراحل، كون ذلك بداية الطريق لإضاعة أجيال المستقبل، بسبب زرع العصبية والتشنج في التعاطي مع أي شيء يخالف ما يريده داخل الملعب، سواء هدف في مرماه أو قرار حكم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©