الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيئة والتصنيع

30 يونيو 2013 20:50
جلبت التطورات العلمية والتقنية الحديثة مخاطر شديدة التأثير على البيئة وحياة الإنسان، كما أن لها تأثيرا على أساليب تفكيره وتخطيطه للمستقبل، واليوم نحن نعيش في زمن نحتاج فيه الى الاهتمام المتزايد بالبيئة، أكثر من أي وقت مضى، بسبب احتياجات ومعطيات هذا العصر، فقد كان التوازن البيئي قائما بين الإنسان والبيئة حتى بداية القرن التاسع عشر، ولم يكن هناك وجود لمشكلة التلوث بالمقدار الحالي، ومع نهاية ذلك القرن، ظهر التلوث وازداد حجمه باتساع نشاط الإنسان، وخاصة حول تجمعات المدن الكبيرة، حيث كان يتم إلقاء آلاف الأطنان من الغازات والغبار والأتربة، وهي تفسد الهواء وتخل بمكوناته الطبيعية، وبالتالي تجعله غير صالح للتنفس. كلنا تقريبا أصبحنا نعلم أن البيئة تشكل مجموعة من النظم الطبيعية والاجتماعية والثقافية، وهي تشكل البيئة التي يعيش فيها الإنسان والكائنات الأخرى، ومنها نستمد زادنا ونؤدي فيها نشاطاتنا، ولهذا يجب توعية أفراد المجتمع بالبيئة وزيادة اهتماماتهم بها، والمطلوب أن يتم تزويدهم بالمعلومات والالتزامات والمهارات التي تؤهلهم، سواء كانوا فرادى أوجماعات، من أجل المساهمة في التخلص من الملوثات البيئية الحالية، وعلينا أن نستمر في العمل لأجل أن نحول من دون ظهور ملوثات بيئية جديدة في المستقبل. لعل الزيادة في مفسدات البيئة تأخذ بالاتساع كلما حاول الإنسان زيادة وسائل الراحة والرفاهية، وخاصة في مجال التصنيع، حيث زاد عدد الورش الصناعية وكميات الأسمدة والمبيدات والمخصبات الزراعية، وكلها تزيد من حجم ونوع المخلفات، التي تعتبر أحد مصادر التلوث والخطر على صحة الإنسان، لأنها تلوث البيئة ويتبعها مخاطر مختلفة. وتأخذ القضايا البيئية الأولويات التي تهتم بها جميع الدول، وتضعها في مقدمة برامجها، حيث إن معظم الدول النامية في أولويات استثمارها، وضع استراتيجيات للتطوير التكنولوجي. أيضا نحن نعمل دوما على توطين التقنيات الحديثة جنبا الى جنب مع الاستثمارات، حيث يوجد اهتمام أيضا بتوفير الكفاءات الأكاديمية والمهنية، والتي تشكل القاعدة الأساسية لنقل التكنولوجيا، وتوفر متطلبات الصحة والسلامة لمجتمعاتها، وذلك بوضع خطط واضحة الإعداد والبرامج والأهداف حسب الاحتياجات المحلية، ومن أهم القضايا البيئية المعاصرة التي تواجه الدول والشعوب قلة المياه العذبة، كما أن لدينا تلوث الهواء والماء والتصحر والنفايات الخطرة، ولذلك يزداد مع تلك النشاطات الاحتباس وبذلك تحدث خسارة التنوع البيولوجي. لقد أصبحت قوانين البيئة واحدة من الموضوعات التي تحظى بالاهتمام الشديد في مجال التشريع والفقه الداخليين، وخاصة في العالم المتقدم صناعيا، ويتمثل ذلك في سلسلة من التشريعات الوطنية، حيث أصبحنا نستهدف العمل على حماية البيئة، وصيانتها ضد الأخطار المصاحبة للتقدم الصناعي والفني، وبالأخص فيما يتعلق بالتلوث وصوره المختلفة، ولا يمكن أن تؤدي التشريعات البيئية الداخلية الى تحقيق غاياتها، ما لم تقترن بجهود على صعيد العلاقات الدولية، لأن البيئة من المجالات التي يبدو فيها الارتباط وثيقا الى أبعد الحدود بين القانون الداخلي والدولي، لأن العالم يؤمن أنه لا توجد للبيئة حدود جغرافية، وأن أقاليم الدول المختلفة تشكل البيئة في كل منها. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©