الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب:«سوالفنا غير» في الخيم الرمضانية

الشباب:«سوالفنا غير» في الخيم الرمضانية
30 يونيو 2015 08:22
خديجة الكثيري (أبوظبي) تكثر في شهر رمضان المبارك، جلسات الشباب في الخيم المنزلية الخاصة، المنصوبة أمام بيوتهم بعيداً عن مجلس المنزل المخصص للعائلة. وتمثل هذه الخيم الشبابية بالنسبة إلى الشباب في مقتبل العمر، فرصة لتجديد الألفة والود والتجمع لقضاء وقت جماعي يسوده الاحترام والتقرب من بعضهم البعض والتعارف وتوطيد أواصر الصداقة فيما بينهم.. فجلسات السمر والسوالف في الخيم المنزلية، هي العادة المهمة التي لم تنقطع بين الشباب في شهر رمضان المبارك، بل في كل عام يستعدون لها، ويهيئون العدة لهذا التجمع الجميل والمفيد بالنسبة اليهم. أجواء حميمية ويقول صالح العامري «23 سنة»: في كل شهر رمضان من كل عام تقف إحدى خيم الشباب «الربع» لتكون مكان التجمع لهذا العام، فتهيأ لها العدة، من حيث التوسع في مساحتها وتغيير ديكورها عما هو عليه طيلة العام، بإدخال ديكور رمضاني مميز، حيث يشعر الشباب أنهم في أجواء شهر رمضان الفضيل، حيث يعوضهم التجمع في هذه الخيمة عن الخروج إلى «المراكز التجارية» و«التسكع» في الشوارع بالسيارات من دون جدوى، أو الجلوس في المقاهي ومخالطة المدخنين، أو من هم أكبر سناً منهم أم الذين هم من ثقافات مختلفة، فيؤثرون عليهم بالشكل الثقافي. ويؤكد عيسى الزعابي «24 سنة» أن الجلسة في أجواء خيم الشباب والأصدقاء، أكثر راحة، خاصة أن بعض الخيم الرمضانية في المراكز التجارية أو الفنادق المختلفة، فيها الكثير من المظاهر التي قد تشوه الاحتفاء بالشهر الفضيل، في حين أن الجلوس في خيمة الشباب يركز على أجواء المرح بين الشباب وتقوية أواصر صداقتهم لأنهم يقضون وقتاً طويلاً مع بعضهم يأكلون ويلعبون ويتثقفون مما يرتقي بوعيهم، وهم يتبادلون الأفكار والمعارف، حول بعض قضايا المجتمع وأهمية الأعمال الخيرية، وينتقد الشباب الذين ينصرفون إلى مضيعة أوقاتهم بالتسكع بعد الإفطار في الطرقات، أو الإندماج في نشاطات وملهيات لا تتفق وفضائل الشهر العظيم. سوالف وسمر ويؤكد سعيد الكثيري «21 سنة» أن الجلوس في هذه الخيم ، أفضل بكثير من قضاء الوقت ذهابا وإياباً من دون فائدة، فالالتقاء بالأصدقاء والتعرف إلى أصدقاء جدد فائدة للشاب، إضافة إلى قضاء الوقت في السوالف المفيدة والسمر والترويح عن النفس باللعب مع الأصدقاء، خاصة عندما يكون الأصدقاء منسجمين فيما بينهم، وتجمعهم صحبة سنوات من الدراسة أو العمل، وبذلك يكون الشباب في مأمن من أي أفكار وثقافات أخرى قد تؤثر بهم من أغراب عنه ربما يلتقيهم في مجالس خارجية لا يعرفها. ويؤكد الكثيري أن بعد صلاة التراويح مع الوالد والأهل وقضاء احتياجات عائلته، يذهب إلى مجلس الشباب الرمضاني سواء في منزل أحد الأصدقاء أو الأقارب، مشيراً إلى أن فيها ما يثقف به الشاب نفسه ويحميه من الأفكار الهدامة. تنافس وتحدي ويرى حسن الحمادي أن الخيم المنزلية الرمضانية وجمعة الشباب من الأصدقاء يفضلها أكثر من الخروج في ليالي رمضان للجلوس في «كافيهات» ومراكز تسوق من دون الحاجة للتسوق، ففي الخيمة الشبابية يتجمع الأصدقاء فيها من كل مكان، ويلتقون في جلسات من السوالف والمرح وتبادل المعارف، فضلاً عن المنافسة والتحدي التي تصبح بينهم عن طريق لعب الورق أو اللعب، وهو بحد ذاته يخلق روحاً من المرح والسمر الجميل. ويؤكد قوله شقيقه حبيب الحمادي الذي يقضي وقته عقب صلاة التراويح بصحبة أخيه وأصدقائه في الخيمة الشبابية، ويقول عنها إن تجمع عدد كبير من الأصدقاء سواء القدامى أو الأصدقاء الجدد وفيها يتم تبادل الحديث والطرائف، والمعلومات والمعارف، وفيها من يهوى مشاهدة مسلسلات الدراما، خاصة مسلسل شبيه الريح الإماراتي، وبعضهم يفضل متابعة برامج المسابقات التراثية. ثقافة اجتماعية ويؤكد الوالد سالم العامري أن وجود الخيم المنزلية الخاصة أمام المنازل أصبحت عادة اجتماعية منتشرة، فأغلب البيوت، خاصة ممن لديهم في العائلة أخوة شباب، يتصبون خيما خاصة أمام البيت، حيث حلت محل المجالس في البيت، لما فيها من خصوصية الشباب في تلاقيهم وسمرهم، بعيداً عن مجالس آبائهم بسبب اختلاف «السن»، وبعيداً عن أجواء الشوارع في السيارات أو المراكز التجارية، حيث تكون هذه الخيم فرصة لتجمعهم، خاصة في شهر رمضان المبارك، فيكون للجلوس في هذه الخيم نكهة مميزة ومختلفة عن بقية الشهور الأخرى. الألفة والمحبة أشار سالم العامري إلى أن أجمل ما يميز تلك الخيم تجمع الأهل والأصدقاء بعد الانتهاء من صلاة العشاء، وتجمع القريب والبعيد في جو من الألفة والمحبة، والبعض من رواد تلك الخيم يمضي وقته من خلال تبادل الأحاديث الشبابية، وتمضية الوقت بالتسلية والسمر حتى وقت متأخر من الليل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©