الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالعزى بن عبد المطلب.. أبولهب

29 يونيو 2015 21:00
محمد أحمد (القاهرة) عبدالعزى بن عبد المطلب بن هاشم، ولد في مكة ومات فيها، يكنى بأبوعتبة أحد ولديه، عرف بلقب أبي لهب، وكان غليظ القلب جاف الطباع فيه حدة وصرامة طويل فارع جهير الصوت سريع الغضب. اطلق عليه أبوه لقب «أبولهب» لشدة بياض وإشراق وجهه ووسامته، ويروى انه اعتق جاريته ثويبة فرحاً بمولد ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول العام 571م فعندما جاءته بالبشارة لم يتمالك نفسه وقال لجاريته اذهبي يا ثويبة فأنت من اليوم حرة. ارتبط أبولهب بصلة قوية بالأصنام فكان يسعده مصاحبتها والتجول بين صفوفها يتأملها ويمسح التراب من على رؤوسها وينظفها، ويخرج إلى الصحراء يطارد الوحوش والغزلان وفي الليل يذهب مثل غيره إلى الحانات لشرب الخمر، وحاول أخوه أبوطالب أن يصرفه عن سوء ما يفعل ولكن لم يستطع فتركه وشأنه. تزوج أبولهب من أم جميل واسمها أروى بنت حرب وأنجبا عتبة ومعتب. عرض أبولهب على ابن أخيه محمد قبل البعثة النبوية خطبة ابنيه عتبة ومعتب لابنتي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم - رضي الله عنهما - فقد كان يرى في محمد خير مثال للرجل الوفي لزوجته خديجة نعم المرأة، ووافق النبي. وكانت بداية العداء بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمه حين بعث الله محمداً رسولاً لهداية الناس إلى الإسلام ونبذ عبادة الأصنام. دعي أبولهب مع خمسة وأربعين رجلا من أقارب النبي وقد أعد لهم الرسول الطعام وقال لهم «إن الرائد لا يكذب أهله.. والله الذي لا إله إلا هو، إن الله قد بعثني إليكم خاصة، وإلى الناس عامة، والله لتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن عما تعملون، وأنها للجنة أبداً أو للنار أبداً، فمن يؤازرني على هذا الأمر، فقال عمه أبو طالب: فامض لما أمرك الله به، فما أزال أحوطك، وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب، وعند ذلك انسحب أبو لهب كاتما غيظه منكراً على رسول الله دعوته، معلنا عدم تصديقه له. كان أبو لهب أول من جهر بعداوة الرسول وصار العداء منه ومن وزوجته أم جميل وقريش شديداً، فقد كان يقوم بإشعال النار في طريق ابن أخيه ليمنعه من دخول الكعبة المشرفة وأم جميل تحضر أغصان الأشجار والعصي لتضعها على النار التي اشعلها زوجها، فأنزل الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)، «سورة المسد: الآيات 1 - 5»، وعلمت أم جميل بما انزل الله فيها من آيات تنذرها بالنار فقالت لابنيها: رأسي برأسيكما حرام، حتى تفارقا ابنتي محمد، فلن تجمعني بهما دار واحدة. فقد توعدت الآيات الشريفة بعذاب أبي لهب وزوجته بنار جهنم عوضا عن النار التي يشعلانها في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي معركة بدر أرسل أبو لهب، العاص بن هشام لينوب عنه في قتال المسلمين وجهزه بفرس يجيد الكر والفر وأمده بالسلاح والمال وبقي هو عند الكعبة يناجي أصنامه ويدعو للمشركين بالنصر على رسول الله فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ...)، «سورة الأنفال: الآية 36». ولما هزمت قريش حزن أبولهب وكتم غيظه حتى طفح جلده في كل جسمه بثورا فلزم فراشه وابتعد الناس عنه خوفاً من مرضه ليبقى في داره محبوسا، حتى إن ولديه هجراه، واشتد مرضه حتى مات، ولم يقترب أحد منه لمدة ثلاثة أيام فلما أراد ابناه أن يغسلاه كانا يقذفان بالماء على جسده من بعيد مخافة الاقتراب منه، وحملاه مع أصحابهما في حذر ولم يستطيعوا أن يحفروا له قبراً ليدفنوه، فوضعوه في مكان عال، وأخذوا يرمونه بالحجارة حتى توارى جسده في كومة من الأحجار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©