السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زوار الفجر ··وسقوط الشبكة الإسرائيلية في مصيدة الجيش اللبناني

18 يونيو 2006 12:15
بيروت - رفيق نصرالله: عندما قام رئيس الحكومة اللبنانية'' فؤاد السنيورة'' بتقديم واجب العزاء لوالدة الأخوين مجذوب في صيدا بعد اغتيالهما وهما اللبنانيان ومن أبناء المدينة، قالت له الام: من قتل ولدي هم الصهاينة وهم من قتلوا رفيق الحريري وستثبت الأيام ذلك··· اكتفى السنيورة بالصمت · ربما كان من غير المتوقع وبهذه السرعة القياسية ان يتم الكشف عن قتلة الاخوين مجذوب لتظهر الاشارات السريعة على ان من اغتال اللبنانيين مجذوب هم فعلاً الموساد الاسرائيلي عبر شبكة لبنانية سرعان ما قدمت اعترافات مذهلة عن الأعمال التي قامت بها وبينها ثلاث عمليات اغتيال احداها استهدفت احد كوادر حزب الله ''علي صالح'' في الضاحية الجنوبية، والثانية يعتقد انها استهدفت جهاد جبريل نجل أحمد جبريل مسؤول الجبهة الشعبية - القيادة العامة الى جانب تفجيرات متعددة الأهداف والمواقع· عندما اغتيل مسؤول الجهاد الاسلامي وشقيقه وهما لبنانيان، كان تحرك مخابرات الجيش اللبناني مكثفاً هذه المرة في مدينة صيدا ،وتركزت التحقيقات في كل اتجاه انطلاقاً من السيارة المفخخة التي وضعت أمام منزل الاخوين مجذوب· بدا واضحاً ان السيارة هي المنطلق، وساعد استخدام الكلاب البوليسية على كشف اشارة اخرى تكمن في أن الشبكة التي نفذت العملية استأجرت شقة مقابلة للمبنى الذي وقعت امامه عملية التفجير، فيما كانت تتقاطع معلومات لدى مديرية المخابرات عن ظاهرة لافتة تحيط بأحد أبناء حاصبيا وهو معاون متقاعد من قوى الامن الداخلي ويدعى محمود رافع حيث ظهرت عليه النعمة فجأة خلال السنوات القليلة الماضية، فبنى فيللا واستخدم اكثر من سيارة وكان يجاهر بأنه على علاقة غرامية بإحدى النساء الثريات وانه ··· وانه ··· وضع محمود تحت المراقبة مع خطوطه الهاتفية، وظهرت دلالات على ان ثمة شيئا ما وراء هذا الرجل الى ان نصب له كمين على بعد 50 متراً من منزله وهو عائد من احد المقاهي حيث كان يسهر، حاول ان يقاوم لكنه استسلم واقتيد الى مديرية المخابرات فيما قامت عناصر المخابرات بالتمويه ملمحة الى انها تريد الكشف عن بصمات الخاطفين في منزله وحوله فتمكنت من الدخول الى المنزل لتجد هناك الدلائل القاطعة على عمليات الاتصال باسرائيل وفي جهاز الكومبيوتر المعلومات الكاملة عن الأهداف وغيرها· هنا كرت سبحة الاعترافات وتم القاء القبض على اربعة اشخاص فيما لا تزال أعمال البحث مستمرة عن اربعة آخرين بينهم امرأة· وظهر من التحقيق ان الشبكة فخخت الباب الخلفي لسيارة المرسيدس من خلال باب مماثل، ثم نقلت هذا الباب الى مكان مجهول فاستبدلت الباب القديم للسيارة به، وقامت بعملية التفجير لاسلكياً بعد مراقبة الاخوين من الشقة التي تم استئجارها قبالة منزلهما· كما دلت التحقيقات على ان نفس الاسلوب المستخدم في عملية اغتيال (المجذوب) هي نفسها التي نفذت لاغتيال علي صالح وكذلك عمليات اخرى· وإذا كانت الشبكة الاسرائيلية وهي الانشط على الارض اللبنانية منذ العام 1992 قد وقعت بالمصيدة فإن السؤال يبقى عن بقية الشبكات الموجودة والعمليات التي تنفذها بعدما دلت التحقيقات على ان رافع كان يقود هذه الشبكة وان ثمة عناصر اخرى فعلاً في مناطق لبنانية لا تزال ناشطة بعدما ظهر ان نشاط هذه الشبكات تتجاوز الجنوب اللبناني· واذا كانت عملية الكشف عن الشبكة تشكل ضربة موجعة للموساد في لبنان فان الجهود وفق بعض المصادر اللبنانية ستنصب الآن على كشف خيوط بعض التفجيرات التي دلت بعض القرائن على ان الموساد قد يكون وراءها، وفي حال التوصل الى بعض الحقائق فان هذا سيبدل الكثير من المعطيات القائمة على الساحة اللبنانية منذ اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري والذي تتهم بعض القوى اسرائيل بأنها وراء عملية الاغتيال فيما تتهم قوى الرابع عشر من مارس سوريا وبعض اللبنانيين بأنهم وراء عملية الاغتيال وهو ما لم تحسمه حتى الآن لجنة التحقيق الدولية برئاسة سرج براميرتس والتي طلبت التمديد لعملها لمدة سنة اخرى· وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الكشف عن شبكات اسرائيلية، لكن اللافت هذه المرة سرعة وقوع رافع في الفخ ومن ثم الدخول الى تفاصيل هذه الشبكة من خلاله وهو الذي كشف بسرعة عن نعمته من خلال تحركات كانت محط تساؤل حتى من المحيطين به وهو كان يعيد كل ذلك الى علاقته الغرامية لكن الواضح الآن ان المصدر كان غير ذلك· أوساط لبنانية تحدثت بعد الكشف عن الشبكة عن ان اسرائيل لا تزال نشطة على الساحة اللبنانية ومع اعترافات رافع صار من المؤكد ان اسرائيل لا تزال تخوض مواجهات على الساحة اللبنانية عبر موجات من التفجيرات والاغتيالات وهو ما يبرر استمرار جهوزية المقاومة من أجل مواجهة هذه الشبكات التي نجحت حتى الآن في تنفيذ العديد من العمليات الموجعة خاصة ان من يعرف طبيعة مهام مجذوب كأحد المسؤولين البارزين في الجهاد الاسلامي، كذلك عوالي او صالح وهما من كوادر حزب الله ممن لهم علاقة مباشرة مع فصائل فلسطينية في الداخل الفلسطيني، عدا ان التفجيرات الاخرى ساهمت في زعزعة الامن الداخلي اللبناني في سياق تعمية الجهة التي تقف وراءها ومحاولة بعثرة أصابع الاتهام باتجاهات مختلفة لتستفيد منها اسرائيل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©