أبوظبي تطلق أول مركز ابتكار إقليمي للتكنولوجيا المالية

حاتم فاروق (أبوظبي) يعكف سوق أبوظبي العالمي على إطلاق مركز ابتكار التكنولوجيا المالية خلال النصف الأول من عام 2018، ليتحول السوق إلى وجهةٍ إقليمية لرواد قطاع الخدمات المالية تمكنهم التواصل وتبادل الأفكار والتعاون مع بعضهم ضمن منظومة عمل تفاعلية تدعم الابتكار، بحسب أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي. وقال الصايغ في تصريحات صحفية أمس، إن سوق أبوظبي العالمي يعمل في الوقت الراهن على إطلاق مبادرتين رائدتين تتثملان بإطلاق مركز ابتكار التكنولوجيا المالية التابع للسوق، جنباً إلى جنب مع الإعلان عن دخول أول شركاء المركز «بلغ آند بلاي»، وهي أكبر شركة لمسرعات الشركات الناشئة. جاء الإعلان عن المبادرتين في إطار الدورة الافتتاحية من قمة أبوظبي للتكنولوجيا المالية «فينتك أبوظبي» والتي تعقد تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وحققت القمة، التي اختتمت أعمالها أمس، نجاحاً كبيراً باجتذابها أكثر من 500 مشارك من قادة قطاع التكنولوجيا المالية ورواد الأعمال وممثلين عن الجهات التنظيمية المالية وصنّاع القرار والجهات التي ترسم توجهات القطاع. وخلال كلمته التي ألقاها على المشاركين في أعمال قمة أبوظبي العالمية للتكنولوجيا المالية أمس، قال الصايغ «في إطار التزامنا وإدراكنا بأن التكنولوجيا هي أداة فعالة تحمل العديد من المزايا المتميزة، نجد أن التكنولوجيا المالية تستطيع تعزيز الكفاءة في الخدمات المالية»، مؤكداً أن سوق أبوظبي المالي العالمي قادر على دعم الجهود الرامية إلى تطوير قطاعات التكنولوجيا المالية وتمكينها من النمو والازدهار في المنطقة. وأضاف أن السوق، بدأ بالفعل في اتخاذ المزيد من الخطوات في سبيل تحقيق دعم النمو بمجتمع التكنولوجيا المالية، حيث تم إطلاق مبادرة «المختبر التنظيمي» خلال نوفمبر الماضي، كأول إطار عمل تنظيمي من نوعه في المنطقة لشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، مؤكداً أن الهدف من المبادرة يتمثل في تزويد المشاركين بالمختبر بمنصة متكاملة لتطوير واختبار الحلول والبرامج وإطلاقها في الأسواق المحلية، وبما يتيح للشركات اختبار منتجاتهم بشكل مباشر ومبتكر بالتعاون مع الهيئات التنظيمية المالية. وأوضح رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، أن «المختبر التنظيمي» نجح في استقطاب 5 شركات ابتكارية ضمن الدفعة الأولي، ونحو 11 شركة عالمية ناشئة ضمن الدفعة الثانية، من أصل 22 طلباً من مختلف دول العالم، مؤكداً أن كافة الطلبات المستلمة جاءت من شركات صاحبة حلول ابتكارية قادرة على تعزيز النصائح الاستثمارية وتسهيل المدفوعات عبر الحدود والاستفادة من منصة «الطرح الأولي للعملة» في عمليات التمويل. وأشار الصايغ إلى حرص سوق أبوظبي العالمي على مواصلة العمل بهذه الروح الداعية للابتكار لدعم خطط التنوع الاقتصادي وبما يسهم في تحقيق رؤية أبوظبي 2030، مؤكداً أن السوق يعكف بالتعاون مع سلطاته المستقلة الثلاث على تعزيز مكانتهم كمؤسسة تنظيمية متكاملة تسعى لتلبية احتياجات الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تطوير الخدمات وقال الصايغ «تهدف هاتان المبادرتان لدفع عجلة تطوير ابتكارات التكنولوجيا المالية ودعم الكفاءات المميزة في هذا المجال، بالإضافة إلى تعزيز فرص التعاون بين مختلف الجهات المعنية في القطاع وتسهيل الاستثمار. ولا يقتصر الأثر المترتب على هذه المبادرات في تنمية وتطوير الخدمات المالية في أبوظبي فحسب، بل يتعداه ليشمل المنطقة بمجملها». وسيحتضن مركز الابتكار الجديد مساحات عمل تشاركية للشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية، ما يلبي احتياجات المؤسسات المالية والمستثمرين والشركاء. كما يوفر المركز أحدث المرافق والخدمات لاستضافة الفعالية والاجتماعات. ويتمحور عمل المركز حول برنامج مسرعات عمل الشركات الناشئة، والذي يهدف لجذب ودعم روّاد الأعمال الناشطين في هذا القطاع من مختلف أنحاء العالم وتمكينهم من تطوير وتطبيق ابتكاراتهم وحلولهم في المنطقة. كما وسيستضيف المركز المشاركين في «المختبر التنظيمي» للتكنولوجيا المالية، وهو المبادرة الأولى من نوعها التي يطلقها سوق أبوظبي العالمي في المنطقة التي تمكّن الشركات من اختبار حلولهم المبتكرة في مجال التكنولوجيا المالية في بيئة تجريبية بالتعاون الوثيق من قبل الجهات التنظيمية. وأعلن سوق أبوظبي المالي العالمي عن ترحيب مركز ابتكار التكنولوجيا المالية بالتعاون مع الشركات الناشئة التي تركّز على مواضيع الذكاء الاصطناعي ونظام التعاملات الرقمية «البلوك تشين» والبيانات الحيوية وحلول الدفع الإلكتروني والتقنيات التنظيمية وغيرها من المواضيع التحولية التي تسهم في رسم معالم جديدة للقطاع وتحويل مفهوم الخدمات المالية في المستقبل. مسرعات الأعمال وبخصوص برنامج مسرعات أعمال الشركات الناشئة العالمي للتكنولوجيا المالية، وقّع سوق أبوظبي العالمي اتفاقية شراكة جديدة مع شركة «بلغ آند بلاي»، أكبر مسرعٍ لأعمال الشركات التقنية الناشئة والتي تتخذ من وادي السيلكون مقراً رئيسياً لأعمالها، حيث تهدف الشراكة لإطلاق برنامج مسرعات أعمال في أبوظبي، على أن يتخذ من مركز ابتكار التكنولوجيا المالية التابع لسوق أبوظبي العالمي مقراً له. وسيولي البرنامج تركيزاً خاصاً لدفع عجلة تطوير خدمات التكنولوجيا المالية في المنطقة، حيث وقع الاتفاقية كل من أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، وسعيد أميدي، الرئيس التنفيذي لشركة «بلغ آند بلاي». وقال الصايغ تعليقاً على توقيع الاتفاقية، «يهدف سوق أبوظبي العالمي من خلال مشاركته في البرنامج لعب دورٍ حاسم في الربط ما بين شركائه المختلفين من خلال العمل مع البنوك والمؤسسات المالية الشريكة للوقوف على احتياجاتهم الاستراتيجية طويلة الأمد وتحديد التحديات التي تواجه القطاع المالي في المنطقة، والعمل بعد ذلك مع شركات التكنولوجيا المالية لتطوير الحلول الواعدة، وضمان تطبيق هذه الحلول والابتكارات لدى الشركاء من المؤسسات المالية والتقنية والأكاديمية». ابتكارات المختبر من 9 دول أبوظبي (الاتحاد) أعلن سوق أبوظبي المالي العالمي عن أسماء الدفعة الثانية من المشاركين في «المختبر التنظيمي»، التي تضم 11 شركة محلية ودولية ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، لافتاً إلى أنه تم اختيارها من قائمة ضمت 22 طلب مشاركة عالمية. ويقدم المشاركون الـ11 في «المختبر التنظيمي» مجموعة واسعة من الابتكارات من تسع دول، هي: موريشيوس، وسنغافورة، ولبنان، والمملكة المتحدة، والسعودية، وكندا، والهند، وإيطاليا، إضافة إلى دولة الإمارات. ويلعب السوق دوراً محورياً في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز رائد للأعمال والتمويل على الصعيد الدولي، يرتبط مع الاقتصادات المتنامية في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب آسيا. وينشط سوق أبوظبي العالمي بشكل مبدئي في ثلاثة مجالات رئيسية، هي: الخدمات المصرفية الخاصة، وإدارة الثروات، وإدارة الأصول، علماً بأن السوق سيتمتع بدرجة عالية من المرونة ليتمكن من إطلاق المزيد من النشاطات مع مرور الوقت، وفقاً لاحتياجات السوق. يُذكر أن «قمة أبوظبي للتكنولوجيا المالية» أقيمت بالعاصمة أبوظبي خلال يومي 22 و23 أكتوبر وجذبت أكثر من 3000 شخصية من المهتمين و500 وفد من المدعوين حصراً. تعاون وثيق مع هيئات التنظيم المالي أبوظبي (الاتحاد) يواصل سوق أبوظبي العالمي العمل بشكل وثيق مع شبكة متزايدة من الأطراف المعنية محلياً وعالمياً، بما يشمل هيئات التنظيم المالي، والشركات الابتكارية، والمؤسسات المالية، وبرامج مسرعات الأعمال، والشركات التكنولوجية لدعم وتطوير مجتمع التكنولوجيا المالية في أبوظبي والمنطقة. وكان السوق قد وقع يوم 22 أكتوبر اتفاقية تعاون مع هيئة الأوراق المالية والسلع، لتبادل الخبرات ومجالات المعرفة حول التكنولوجيا المالية، كما عمل مؤخراً على بناء شراكات استراتيجية مع عدة مؤسسات مالية، مثل بنك أبوظبي التجاري، ومصرف أبوظبي الإسلامي، والأنصاري للصرافة، و«دو»، وبنك أبوظبي الأول، واتصالات، وشركة الإمارات العربية المتحدة للصرافة، وشركة «لتس توك بيمنتس»، و«ماستر كارد»، و«يس بانك»، و«تيمينوس»، وغيرها من المؤسسات. وكشف سوق أبوظبي العالمي، في هذا الصدد عن توقيع مذكرة تعاون مع «يس بنك» الهندي لتطوير مجتمع وبيئة التكنولوجيا المالية، كما تعاون السوق العالمي مع ««ماستركارد»، الشركة العالمية المتخصصة بمجال حلول الدفع، لتطوير مجتمع وبيئة التكنولوجيا المالية.