الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو إعلانات راقية

16 يوليو 2014 01:52
كان إعلاناً لطحين خبز، هذا ما عرفته من الوهلة الأولى التي ظهرت فيها أنامل الخباز الماهر في إحدى القنوات في فاصل إعلاني. ويستخدم فيه هذا الخباز المبدع الطحين المروج له في رسم لوحات متنوعة ومميزة باستخدام الطحين الشهي، فرسم أشكالاً كلها توحي بدلالات على أهمية جودة الطحين في صناعة الخبز، وإعداد وجبات لذيذة وشهية منه، كان إعلاناً جميلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الأمر الذي استدعى تفكيري بشكل أو بآخر. وجعلني أتأمل في إعلاناتنا التجارية التي نراها اليوم على شاشات التلفزة، ونقرأها في صفحات المجلات، ونشاهدها أمامنا في الشوارع والردهات. حتى صفحات الإنترنت الإلكترونية، باتت تحمل في طياتها إعلانات منوعة لمختلف المحال، تساؤل مهم فرض نفسه في هذا السياق ليقول للجميع: ترى هل جميع إعلاناتنا التجارية راقية ومرموقة في مستوى الإعلان التجاري نفسه الذي شاهدته اليوم، وكان الطحين والخباز فقط هم أبطاله دون أن يدخل أفراد مخلون بالأدب ومهرجون مبدعون في الرقصات الهابطة في نسج إعلاناتنا؟. تساؤل مهم أعزائي القراء ليس فيه أي مبالغة، فقد أصبحت بعض الإعلانات التجارية هذه الأيام ليس ترويجاً فقط للمنتج التجاري، بل باتت ساحة مفتوحة للترويج عن الفراغ الذي يكمن في أفئدة البعض، فينسجها بخيوط من أولى بشر لا يحملون في عقولهم هماً سوى لفت النظر بحركات هابطة ولبس فاضح. وليدخلوا عنصر المرأة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من أي إعلان تجاري. ولك عزيزي القارئ الآن أن تترك اسطري لدقائق وتغمض عينك وتتخيل الدعاية السابقة بنسيج الإعلانات التجارية الهابطة، ليكون المسلسل العربي.. عفواً الإعلان العربي بهذا السيناريو: فرقة ترقص مع بعضها وكأنه إعلان لسيرك جديد، ولكن لن يحس أحد بأنه قد قذف بالطحين لأنه مفيد وصالح للطبخ ووزنه خفيف، لتظهر في الأخير امرأة في كامل زينتها حاملة في يدها كيساً من الطحين وتنصح الجميع بكل دلال بأن تشتريه بأسرع وقت ممكن، بالله عليكم هل مثل هذه الإعلانات سامية وراقية تخاطب العقول البشرية والثقافات العربية والإسلامية في مجتمعنا المحلية؟ أليس النظر إليها يخدش حياءنا ويزرع في عقول أبنائنا الكثير من الأفكار السيئة التي تطلق العنان لباب التقليد السيئ والمهين لأخلاقياتنا؟!. نعم انتهى السيناريو الخيالي ولكن لم تنته التفاهات لأنها في إقبال شديد على الجميع، همها فقط حصد المال وملء الجيوب، وإفراغ النفوس من الأفكار الهادفة، الأمر الذي يجعلنا نطالب وبقوة ونقول: نريد إعلانات سامية لا تخدش حياءنا وحياء أبنائنا وجيل الغد. نريد إعلاماً هادفاً بناء يسعى لتقديم كل ما هو مفيد، ولا ينحرف عن أخلاقيات مجتمعنا المحافظ، لا نريد دعايات تروج للانحلال، تحرك الغرائز الشيطانية،وتغزو المجتمع بفكر مستورد!. واللبيب بالإشارة يفهم. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©