الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حماس» و «الجهاد» تجهضان جهداً مصرياً لإنقاذ غزة

«حماس» و «الجهاد» تجهضان جهداً مصرياً لإنقاذ غزة
16 يوليو 2014 13:22
علاء المشهراوي، عبد الرحيم حسين، وكالات (عواصم) نفى فوزي برهوم، الناطق باسم «حماس»، وجود خلافات أو تباين في المواقف داخل حركته إزاء المبادرة المصرية المتعلقة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشدداً على أن الحركة «لم تتسلمها لا في الداخل ولا في الخارج»، مؤكداً بشكل واضح «عدم التزام (حماس) ببنود المبادرة»، وأنها مستمرة في القتال حتى تلبية «شروط الشعب الفلسطيني» وفق قوله، ما يعني نسف المبادرة المصرية على الرغم من موافقة تل أبيب عليها، وإجماع عربي على تأييدها، وترحيب دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، بالهدنة. جاء ذلك، بعد إعلان موسى أبو مرزوق القيادي في «حماس»، على موقع فيسبوك في وقت سابق أمس، أن حركته ما زالت تبحث المبادرة لوقف إطلاق النار، مبيناً بقوله «ما زلنا نتشاور ولم يصدر موقف رسمي للحركة بشأن المبادرة المصرية بعد». من جهتها، أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» رفضها المبادرة، وأشادت بأي جهد يبذل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، قائلة في بيان أمس: «أبلغنا الجانب المصري موقفنا بعدم قبول هذه المبادرة التي لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة التي لم تستشر فيها»، بحسب ما ذكرت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية. وفيما أكدت «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس»، رفضها المبادرة، واعتبرتها «ركوعاً وخنوعاً»، أفادت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس، بأن هناك « أطرافاً عدة وآراء عدة داخل المقاومة، تتناقض في رأيها حول المبادرة، ولكن نحن ندرك أن الامور تحتاج إلى بحث أكبر ووقت أكثر، فنحن ننظر إلى المضمون وليس إلى اللغة». بالتوازي، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وافقت حكومته الأمنية صباح أمس على المبادرة، «بتوسيع العملية العسكرية ضد قطاع غزة، قائلاً : «قبلنا بالمبادرة من أجل نزع سلاح الفصائل في غزة وإعطاء فرصة لازالة الصواريخ والقذائف الصاروخية والأنفاق من قطاع غزة»، متوعداً «حماس» بقوله: «لم تترك لنا خياراً سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها.. عندما لا يكون هناك وقف لاطلاق النار، فإن ردنا هو (النار)!». فيما أكد مسؤول إسرائيلي كبير أن نتنياهو ووزير دفاعه أمرا الجيش بالعمل «بقوة ضد الأهداف (الإرهابية) في غزة»، بحسب وصفهم للمقاومة المسلحة الفلسطينية. ورأى نتنياهو أن عدم قبول «حماس» باقتراح وقف النار، يعطي إسرائيل «شرعية دولية كبيرة لتوسيع العملية العسكرية من أجل استعادة الهدوء المطلوب». وبدورها، هددت وزيرة القضاء الإسرائيلية، تسيبي ليفني، «حماس» بتوجيه ضربة عسكرية شديدة للغاية في حال عدم موافقتها على وقف النار. بالتوازي، دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إطلاق نشطاء «حماس» لصواريخ من قطاع غزة، بعدما قبلت إسرائيل مبادرة وقف النار، محذراً من وجود «مخاطر كبيرة» لتصعيد أعمال العنف بين الجانبين في غزة، إلى درجة تصبح معها خارجة عن أي سيطرة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب في وقت سابق بالمبادرة، وأعرب عن أمله في أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الهدوء. وفيما رحبت فرنسا واليونان باقتراح وقف النار، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل أمس، بممارسة «إرهاب الدولة» في قصفها لغزة، وأنها ترتكب «مجزرة» بحق الفلسطينيين، مشبهاً النائبة البرلمانية ايليت شاكيد من حزب «البيت اليهودي» القومي المتطرف بـ«هتلر»، بعد مطالبتها بقتل الأمهات الفلسطينيات أيضاً. وقال برهوم في تصريح خاص بـ«الاتحاد»: «إن الموقف الرسمي للحركة أنها لم تتلق المبادرة المصرية، معتبراً تعليق أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة أن الأخيرة (حماس) تدرس المبادرة وسترد عليها خلال الفترة القصيرة المقبلة، يأتي بناء على استماعه للمبادرة من خلال وسائل الإعلام». ولفت أبو مرزوق من القاهرة إلى أن الاحتلال يعمد إلى تكثيف الغارات العدوانية قبيل التحول في الموقف السياسي، وأن معادلة التهدئة مقابل التهدئة لن تكون هي المطروحة بأي حال. وقال: «رسالتنا واضحة، فنحن نتشاور داخلياً لكن لا يخيفنا كل التهديدات ولا أي موقف آخر»، مشيراً إلى أننا سنبقى مواجهين لهذا العدوان مهما كانت الظروف. غير أن برهوم كان واضحاً بتأكيده لـ«الاتحاد» عدم التزام «حماس» ببنود المبادرة المصرية لوقف النار، وعلى أنها مستمرة في القتال حتى تلبية «شروط الشعب الفلسطيني». وأضاف: «اؤكد أننا في (حماس) لم نطلع على المقترحات المصرية إلا عبر وسائل الإعلام، ولم يتم التشاور معنا بشأن هذه المبادرة، ولم نكن طرفاً في التشاور بشأنها، لذا لن نكون طرفاً في الالتزام بها، ولذا هي لا تلزمنا بشيء». وأوضح برهوم أن اقتراح وقف القتال قبل تلبية الشروط غير مقبول لدى «حماس»، ونحن لن نوقف القتال قبل تلبية الشروط التي أعلنت عنها المقاومة. من ناحيته، قال خالد البطش، القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» أمس: «تلقينا رسمياً المبادرة المصرية ليلًا، والحركة تدرسها، وسيكون ردنا عليها بشكل موحد مع الإخوة في (حماس)». ورداً على ذلك أوضح برهوم «نعمل بشكل موحد مع حركة (الجهاد) وبقية قوى المقاومة، وكما أن هنالك تنسيقاً ميدانياً، فإن هنالك تنسيقاً في المواقف السياسيه»، مشدداً على أن للمقاومة الفلسطينية عناوين يجب أن تحترم، ونحن في حالة تشاور دائم، ونتخذ القرارات بالتوافق. وكان سامي أبو زهري، المتحدث باسم «حماس»، قد اعتبر إعلان نتنياهو وقف القتال من طرف واحد هو «أمر ليس له قيمة، ونحن لم نقاتل من أجل وقف القتال، نحن قاتلنا من أجل رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص»، مشيراً إلى أن سكان غزة يتعرضون إلى الموت البطئ، ويفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة. وقال: «غزة هي سجن حقيقي على أهلها بلا أي مقومات حقيقية، ونحن نقاتل من أجل إنهاء الظلم»، متابعاً: «سنستمر بالقتال حتى ضمان كل شروط الفلسطينيين». وأوضح أبو زهري أن ترحيب بعض الأطراف الإقليمية والدولية في المبادرة ليس له أي قيمة، قائلاً: «هذا الترحيب لن يفلح في توفير ضغط على (حماس)، ونقول لنتنياهو لو رحب كل العالم بالمبادرات نحن لن نوقف القتال حتى تلبية كل شروطنا، وهو يضع نفسه في أزمة معقدة في ظل هذه الألاعيب». من جانبه، أكد الناطق باسم «الجهاد الإسلامي»، يوسف الحساينة، أن لدى الحركة ملاحظات على المبادرة لأنها لم تشارك في صياغتها»، وثمن الحساينة الدور المصري قائلاً: «فوجئنا بإعلان مبادرة التهدئة». وبدورها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مبادرة التهدئة التي أعلن عنها جاءت خارج سياق وقف العدوان ومتطلباته وحماية الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهو ما يتطلب موقفاً عربياً مغايراً وجاداً في وقف العدوان، وتوفير عوامل الصمود لشعبنا، وتوفير الحماية الدولية المؤقتة له. إلى ذلك، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه موشي يعلون بعد ظهر أمس، قراراً للجيش الإسرائيلي باستئناف عملياته الجوية في القطاع، عقب عدم التزام «حماس» بوقف النار. ونقل مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية روني دانييل عن مصدر سياسي قوله: «إن الصواريخ التي أطلقت على المدن الإسرائيلية أمس، لم تكن عفوية أو من تنظيم صغير، بل قامت بها «حماس»، رداً على قرار وقف إطلاق النار». ومساء أمس، أكد نتنياهو أن جيشه سيصعد الهجوم الذي بدأ قبل أسبوع ضد «حماس» في غزة، بعدما واصلت الأخيرة إطلاق الصواريخ على إسرائيل بدلًا من قبول المبادرة المصرية. وتابع: «كان من الأفضل حل ذلك دبلوماسياً، وهذا ما حاولنا عمله حين قبلنا الاقتراح المصري، لكن (حماس) لا تترك لنا خياراً سوى توسيع وتصعيد الحملة ضدها». وتوعد نتنياهو «حماس بـ«دفع الثمن» لقاء قرارها بمواصلة الأعمال «العدائية وتجاهل المبادرة المصرية»، قائلاً: «سنواصل ضرب الحركة حتى يتحقق الهدوء لمواطني إسرائيل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©