الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كابوس البرازيل في 1982 يطارد سحرة 2006

كابوس البرازيل في 1982 يطارد سحرة 2006
18 يونيو 2006 11:38
دخل المنتخب البرازيلي كاس العالم وسط ضجة إعلامية كبيرة،العالم كله تقريبا يراهن على نجومه ،والترشيحات تضعه في المركز الأول ،والجميع يتغزل في قدرات ومهارات لاعبين بحجم رونالدينهو وكاكا ورونالدو وروبرتو كارلوس وكافو وروبينهو· ولكن بعد أول مباراة أمام كرواتيا خرج السؤال من الجميع في نفس الوقت ؟ هل أداء السامبا بكل نجومها وخبراتها ومكانتها وشعبيتها يعكس القوة الحقيقية للبرازيل أم أنها مجرد بداية وسيقدم الأفضل اليوم أمام استراليا أو يوم 22 المقبل أمام اليابان ؟ هذا السؤال بدأ يتردد بقوة أكثر بعد أن بهر المنتخب الأرجنتيني الجميع في أول مباراتين أمام كوت ديفوار وفاز بالثلاثة و أمام صربيا وفاز بالستة مع الرأفة بالإضافة إلى أداء المنتخب الإيطالي في أول مباراة وكذلك عروض ألمانيا وسط جماهيرها وانطلاقة هولندا ،وإصرار إنجلترا · سألت بورا ميلتونفيتش المدرب الصربي الذي حضر لتحليل البطولة لإحدى القنوات الأميركية فقال :''إن البرازيل هي الأفضل والمرشح الأقوى ومن الصعب أن تصدر حكما على فريق في أول مباراة ،انتظر البرازيل في بقية مبارياتها ،ودائما العبرة بالنهايات ،والبرازيل لها من القوة والخبرة ما يؤهلها للمواصلة للنهاية وعموما مازال أمامنا متسع من الوقت لنرى ماذا يحدث ''· بورا ميلتونوفيتش رجل له من الخبرة الكبيرة في التعامل مع تلك البطولات حيث سبق وأن قاد خمسة منتخبات في نهائيات كأس العالم وهي أميركا وكوستاريكا والمكسيك ونيجيريا والصين وعندما قلت له إن مباراة كرواتيا كشفت العديد من الأخطاء الدفاعية للبرازيل ضحك قائلا :'' كل المنتخبات لديها أخطاء دفاعية ،وهذا أمر طبيعي في كرة القدم طالما تلعب بطابع هجومي ''· إحصائيات النجوم وبعيدا عن كلام بورا لم يكن أداء البرازيل مقنعا على الإطلاق حتى إذا كانت أول مباراة لأنها في النهاية تلعب مع كرواتيا وليس الأرجنتين أو ايطاليا أو هولندا أو ألمانيا ،ورغم ذلك تواجدت كرواتيا في منطقة جزاء البرازيل أكثر وخلقت أكثر من محاولة للتسجيل وتألق ديدا وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة وكان احد نجوم المباراة · وفي المقابل غابت الفاعلية الهجومية للبرازيل بسبب الإصرار على الفردية واللعب الاستعراضي حتى أن الهدف جاء في النهاية من كرة ثابتة من خارج المنطقة رغم وجود اثنين من أفضل الهدافين في العالم · وعندما نعود إلى إحصائيات المباراة سنجد أن البرازيل وكرواتيا تقاسما السيطرة بنسبة 50% لكل منهما ،ووصلت تسديدات البرازيل إلى 13 مقابل 9 تسديدات لكرواتيا،والركنيات 5 للبرازيل مقابل 7 لكرواتيا ،والأخطاء 20 لكل منهما · وعندما نتوقف أمام التأثير الفعلي لكل لاعب وفقا لإحصائيات المباراة سنجد أن لاعبا مثل ادريانو مهاجم انتر لم يسدد طوال المباراة سوى مرتين فقط منها واحدة بالرأس على المرمى بنسبة 50% من مجموع المحاولات ،ومرر الكرة لزملائه 20 مرة منها 17 تمريرة ناجحة بنسبة 85%،ومعظم تمريراته قصيرة (17 من 20 )، أما رونالدو هداف كأس العالم الماضية لم يسدد طوال المباراة سوى مرة واحدة فقط من خارج منطقة الجزاء فوق العارضة ،وتمريراته وصل عددها إلى تسع فقط كلها قصيرة منها واحدة خطأ بنسبة نجاح 89 % ،وارتكب رونالدو خطأ وتعرض للعرقلة مرة واحدة ووقع في التسلل مرتين وقد استبدله كارلوس البرتو بيريرا في الدقيقة 68 · أما روبينيو الذي لعب لمدة 22 دقيقة فقط بدلا من رونالدو فلم يسدد كرة واحدة على المرمى ،بينما تجاوز عدد تمريراته في 22 دقيقة زميله رونالدو الذي لعب 68 دقيقة ونال نسبة نجاح 100% حيث مرر الكرة 15 مرة كلها صحيحة منها 14 تمريرة قصيرة · بينما أظهرت الأرقام أن كاكا لاعب وسط ميلان الإيطالي وصاحب هدف الفوز على كرواتيا هو الأكثر تأثيرا من الناحية الهجومية وسدد ثلاث مرات منها واحدة على المرمى وكانت الهدف بينما تمريراته طوال المباراة وصل عددها إلى 55 تمريرة منها 47 صحيحة بنسبة نجاح 85 % ومن ال47 تمريرة صحيحة هناك 45 قصيرة · والآن أمامنا أرقام نجم نجوم البطولة وساحر البرازيل الأول رونالدينهو ، رونالدينهو طوال المباراة لم يسدد سوى مرتين على المرمى بنسبة نجاح 100% منها واحدة بالرأس ،بينما وصلت نسبة نجاح تمريراته إلى 77% فقط ، لأنه مرر الكرة 81 مرة منها 62 صحيحة أي أن رونالدينهو مرر خطأ 19 مرة ،ومنها أيضا54 تمريرة قصيرة · ونال ساحر البرازيل 50 % فقط في الكرات العرضية حيث مرر الكرة مرتين منها مرة واحدة ناجحة ،كما نفذ أربع كرات ثابتة وكلها ضربات ركنية · إذن بعيدا عن ضجيج السامبا ،وبريق الأسماء ،تؤكد الأرقام أن النجوم الذين تراهن عليهم البرازيل لترجيح كفتها خارج الخدمة ،وبالتالي لايمكن اختصار القضية في الأخطاء الدفاعية فقط ولكن في التأثير الهجومي أيضا ، فالرباعي المدهش أو الذهبي كما يطلق عليه لم يسدد طوال المباراة سوى 7 مرات فقط ،منها 2 لكل من أدريانو ورونالدينهو و3 لكاكا وواحدة لرونالدو · بالطبع الرقابة المفروضة عليهم ،والأداء الدفاعي لكرواتيا ،وضغوط أول مباراة كل هذه العوامل لها تأثيرها،ولكن كل هذا سيتكرر في كل مباراة فأي فريق سيواجه البرازيل سيلعب بحذر دفاعي ويفرض رقابة على هذا الرباعي الذي سينضم إليه روبينو بدلا من رونالدو المصاب · والمشكلة الأخرى تكمن في الأداء الفردي ،فكل كرة تصل إلى رونالدينهو يريد أن يثبت من خلالها انه أحسن لاعب في العالم ،ويريد أن يراوغ ويستعرض مهاراته الفردية ويشق طريقه للمرمى من منتصف الملعب على طريقة ما رادونا ، فتكون النتيجة أنه يفقد الكرة أو يمرر بالخطأ ولذلك نال نسبة 77% في التمريرات ،وأيضا كراته العرضية لم تكن مؤثرة ونال 50% · إذن نحن أمام فريق يدفع ثمن مهارات لاعبيه ،فعندما يكون هذا هو أداء النجوم في الجانب الهجومي ،وفي المقابل تظهر الكثير من الثغرات الدفاعية لابد أن تدق أجراس الخطر ،والقضية ليست أمام استراليا أو اليابان لأن البرازيل وفقا لإمكانياتها من الطبيعي أن تفوز في كل مبارياتها في الدور الأول بل وتقدم لنا استعراضا في الأداء والأهداف ،وإذا لم تقدمه الآن في هذا الدور ومع تلك المجموعة المتواضعة فمتى يمكن أن نستمتع بأداء السامبا ، هل في الدور الثاني عندما تصطدم بمنتخبات أكثر قوة ؟ وشاهدنا بقية المنتخبات الكبيرة دخلت في أجواء البطولة مباشرة بدون مقدمات وأبهرت العالم من أول مباراة مثل إيطاليا ، والأرجنتين ،وقدمت هولندا وانجلترا عروضا مقنعة إلى حد ما وفقا لإمكانياتها· كابوس 82 وهذا الفريق بما له من بريق وأسماء ونجوم ومهارات يعيدنا للوراء 24 عاما عندما شاركت البرازيل في مونديال إسبانيا بنجوم لاتقل مهارة وربما تفوق نجوم الجيل الحالي أمثال زيكو وسقراطس وفالكاو وايدير وجونيو وسيروز ورشحهم الجميع للفوز بالبطولة لأنهم بالفعل كانوا يرقصون في الملعب ولا يلعبون الكرة ،وبدأو المونديال بقوة مثل الإعصار وفازوا على روسيا 2-1 واسكتلندا 4-1 ونيوزلندا 4-صفر ،وفي الدور الثاني الذي كان يقام بنظام المجموعات خسروا من الأرجنتين 3-1 ومن إيطاليا 3-2 وودعوا المونديال وسط دهشة وحزن العالم كله لأن إيطاليا هى التي خطفت اللقب في النهاية · وعندما سألنا كارلوس البرتو بيريرا مدرب البرازيل أثناء زيارته للاتحاد الرياضي العام الماضي عن الفريق الأفضل البرازيل 82 أم 2006 أجاب قائلا :الفريق الحالي الأفضل لأن فريق 82 لم يكن منظما ولا يضم من المواهب سوى زيكو وسقراطس بينما هذا الفريق يضم أكثر من موهبة ''· بالفعل فريق 2006 أكثر تنظيما لأن فريق 1982 كان يلعب بدون التزام تكتيكي في الملعب يتقدم للهجوم ولا يعود للدفاع ،ولا يمارس الضغط من ملعب المنافس · ولكن في نفس الوقت كما ظهر من أول مباراة فقدت البرازيل أكثر مايميزها وهو الفاعلية الهجومية بالإضافة إلى غياب الحلول الهجومية من الأطراف لأن كافو عمره 36 عاما وروبرتو كارلوس عمره 33 عاما وعندما يتقدما للهجوم يعودان ببطء مما يخلق ثغرات في الدفاع · والتحدي الحقيقي للبرازيل سيكون في الدور الثاني عندما يصطدم مع الأقوياء وعادة البرازيل لاتفوز بالبطولة عندما تكون المرشح الأول كما حدث عام 1950 على ملعبها وخسرت وعام 1974 وخسرت وعام 1982 وخسرت وعام 1986 وخسرت وعام 1998 وخسرت ،بينما فاجأت الجميع عندما تجاهلتها الترشيحات وفازت عام 1994 وعام 2002 عندما كانت الأرجنتين المرشح الأول بلا منازع · وأستطيع أن أقولها بمرارة شديدة من الآن إذا استمر أداء السامبا بنفس المستوى :'' البرازيل لن تفوز بكأس العالم ''!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©