الرئيس اللبناني يدعو «المحكمة الدولية» لاستعادة صدقيتها

عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسته الثانية المخصصة لدرس مشروع موازنة العام 2011 برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري عصر أمس على وقع سجال مستجد بين فريقي المعارضة والأكثرية حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تمويلاً وقراراً ظنياً وشهود زور. ودعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري إلى “استعادة صدقيتها”، مشدداً على أن القرار الظني للمحكمة لن يتسبب في وقوع “فتنة” في لبنان. وقال سليمان في مقابلة مع تلفزيون “الجديد” من نيويورك، حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة “المطلوب من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن تستعيد صدقيتها لدى الرأي العام من خلال إظهار استقلاليتها وابتعادها عن التسييس”. وأضاف أن على المحكمة الدولية “النظر في من له مصلحة في اغتيال الحريري، والتحقيق في كل الاحتمالات المطروحة، وأيضاً التدقيق بروية وبتمهل في كل القرائن”، مشيراً كذلك إلى أن اتهام حزب الله لإسرائيل باغتيال الحريري “احتمال جدي إلى حد بعيد ويمكن البحث فيه”. وتابع “هكذا تكون محكمة تبحث عن الحقيقة وليست محكمة تبحث عن الاتهام السياسي”. ورفع فريق “المستقبل” من سقف خطابه السياسي الهجومي على “حزب الله” إذ وصف النائب احمد فتفت في حديث لـ”أخبار المستقبل” أمس “حزب الله” بـ “المذعور والمسعور” لأنه يهدد مواطنين آخرين (وفق تعبيره)، واعتبر تصريح النائب نواف الموسوي (حزب الله) حول ما جرى في المطار خلال عودة المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد بـ”الخطير والانقلابي واستيلاء على السلطة”. وقال فتفت: “ليعلم حزب الله” إن “تيار المستقبل” والرئيس الحريري لن يقدما أي تنازل سياسي وبالأخص في موضوع المحكمة الدولية، ولفت إلى “أن الموضوع اصبح أكبر من المحكمة الدولية وقرارها الظني وأصبح الهدف هو الاستيلاء على الدولة، وإسقاط كل شيء بما فيها حكومة الحريري وإسقاط الدولة بكاملها”. ورد رئيس لجنة المال والموازنة البرلمانية النائب حسن فضل الله (حزب الله)، الذي ألغى جلسة للجنة كانت مقررة أمس، على فتفت من دون إن يسميه، وقال: “إن المتآمرين يستعدون لمحاولة جديدة للنفاذ بمؤامرتهم، وعلى المسؤولين والمعنيين إن يتداركوا الأمر قبل وصول لبنان إلى حد المنزلق الخطير في اللحظة التي لا يعد فيها بالإمكان أن نواجه المؤامرة الخطيرة على بلدنا”.